نتنياهو يواصل طريقه لرئاسة حكومة إسرائيل بكسب ود المستوطنين ونهب أراضي الضفة
رغم إدانات دولية أكدت أن الفلسطينيين يعانون من «نكبة مستمرة»
لا يزال رئيس الوزراء الإســرائيلي بنيامين نتنياهو، يعمل على كســب ودّ المســتوطنين للفوز بأصوات ممثليهم، لضمان منصبه كرئيس لحكومة الاحتلال.
ولضمان تأييده في الكنيست، وضع نتنياهو حجر الأساس لحي اســتيطاني جديد داخل بؤرة استيطانية صغيرة تعرف باســم «ريفافا» مقامة على أراضي الفلسطينيين في منطقة دير إستيا قرب سلفيت.
وجــاءت زيارته لهذه البؤرة الاســتيطانية بعد توتر كبير مع قيادة المستوطنين الذين حضروا حفل وضع حجر الأساس للحي الاســتيطاني، الذي يحمل اسم «نيفية أحياد» نسبة إلى الحاخام أحيعاد ايتغــر الذي قتل في عملية قرب مســتوطنة أرئيــل قبل عامين. ووعد نتنياهو قادة المســتوطنين في كلمته بتكثيف بناء البؤر الاســتيطانية وتلبية مطالبهم التي عبروا عنها مؤخرا أمام مكتبه في القدس.
وفــي كلمته أمــام المســتوطنين وقادتهم ذكرهــم نتنياهو بتاريخه في تعزيز الاستيطان، منذ كان شابا في الثامنة عشرة من عمره، وشدد في معرض التملق للمستوطنين، على ضرورة تعزيز الســيطرة على ما أسماها «أرض إســرائيل» واكتساب القوة لتحمل كل الضغوط والتحديات من أجل الحفاظ عليها، مشــيرا إلى أنه ووزراء «حــزب الليكــود» جميعهم يؤيدون تســوية أوضاع وشرعنة البؤر الاســتيطانية بالكامل، وقطع للمســتوطنين وعدا بأنه في حال شــكل حكومة يمينية تحت قيادته سيواصل البناء في المستوطنات.
إلى ذلك رصد التقرير الذي يصــدره المكتب الوطني للدفاع عــن الأرض ومقاومــة الاســتيطان، التابع لمنظمــة التحرير الفلسطينية، العديد من الهجمات الاستيطانية الجديدة، حيث قال إن ســلطات الاحتلال وزعت إخطارات بالاستيلاء على 17 دونماً و497 متراً في منطقة الوجه الشــامي في قرية ســرطة، ومنطقة خربة قرقــش بقرية بروقــن، ومنطقتي خلة حديدة ووادي عواد بقرية حارس، غربي محافظة سلفيت.
وأظهرت الإخطارات أن اســتيلاء ســلطات الاحتلال على هذه الأراضي يأتي من أجل إقامة «بنية تحتية وشــق شوارع» تربط عدداً من المســتوطنات في المنطقة، حيث تنوي سلطات الاحتلال فتح طريق تربط بين مســتوطنة «بركان» والشــارع المســمى «عابر الســامرة» ليس فقط من خلال الاستيلاء على المساحة المذكورة بل على مساحات أوسع كما هي العادة، حيث تختلف الأرقام فــي الواقع عن تلك التي يتحدث عنها الاحتلال في الإخطارات.
وفي محافظة بيت لحم شــق مســتوطنو «معالي عاموس» الجاثمة على أراضي قرية كيسان شرق مدينة بيت لحم طريقا اســتيطانيا في منطقة «ظهــر المزارب» شــرق القريةً بطول 4 كيلومترات تمهيدا للاســتيلاء على مســاحات تقــدر بمئات الدونمات.
أما في محافظــة نابلس فقد دعا مســتوطنون إلى اقتحام «جبل العرمة « في بلــدة بيتا جنوب نابلس مجــددا وتزامناً مع انتخابات الكنيســت، وعمم مســتوطنون دعوات لاقتحام الجبل، جاء فيهــا ”قبل وضع بطاقة الاقتــراع في الصندوق، أو بعد ذلك مباشــرة، ربما يكــون أفضل خيار ســتتخذه في يوم الانتخابات هو الســفر معنا إلى تل أروما» وهي التسمية العبرية لجبل العرمة الذي شــهد مواجهــات عنيفة بين أهالي البلدة وجنود الاحتلال ومســتوطنيه، إثر محاولتهم اقتحامه العام الماضي، ما أدى إلى ارتقاء شــهيدين وإصابة العشرات. وضمن مساعي الاحتلال الرامية الى تهجير سكان قرية الخان الأحمر شــرق القدس للمضــي، وضمن مخطط الاســتيطان المعروف بمشروع E) )1الذي من شأنه أن يقضي على الوحدة الجغرافيــة للضفــة الغربية ويربــط المســتوطنات بالقدس ويوســع مســتوطنة «معاليه أدوميم ”» تقدمت الإدارة المدنية للاحتلال لممثلي العائــات البدوية في القرية المهددة بالإخلاء والترحيل بعرض رفضته العائلات رفضا باتا وقطعيا.
والمعروف أن مسؤولين إسرائيليّين يبلورون مخططا يقضي بنقل ســكان القرية إلى مــكان مجاور للموقــع الحالي. وتقع القرية كما هو معــروف في مناطق )ج( بــن القدس وأريحا، وتعتبر بوابة التهجير لعشرات التجمعات البدوية في المنطقة، وزعم هؤلاء المســؤولون أن «مقترح التسوية» نُقل إلى أهالي قرية الخان الأحمــر لبحثه، وفي حال الموافقة عليه، ســيُنقل المقترح إلى المستوى السياســي الإسرائيلي لإقراره. وتعقيبا على ذلك قال المتحدث باسم العائلات البدوية في الخان الأحمر عيد خميــس، إن «هذا المقترح مرفوض من قبل ســكان القرية جميعــاً وهو لا يعنينا، خاصة أن أحداً لم يبلغنا به، ولم نعرف عنه إلا من خلال وسائل الإعلام فقط».
وســبق أن رفض أهالــي القرية مخططــات مماثلة لنقلهم وتهجيرهم إلى مناطق مثــل فصايل والنويعمة، وقبل ذلك إلى منطقــة بوابة القدس عند مكــب النفايات، وعنــد مقام النبي موسى، وقدمت لهم مقترحات لمناطق أخرى، وتم رفضها جميعاً خاصة لمعرفتهم بأن الهــدف منها هو تمهيــد الطريق لتهجير أوسع نطاقا تخطط له ســلطات الاحتلال في سياق مخططات الســيطرة علــى منطقــة )E1) وتحويلها الى مجــال حيوي لنشاطات إسرائيل الاستيطانية في المنطقة.
والجدير بالذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارا بإخلاء قرية الخان الأحمر قبل أكثر من عامين، وتوعّد نتنياهو، أكثر من مرّة، بإخلاء القرية.
وفي ردها على التماس جمعية «ريغافيم» الاستيطانية ضد التباطؤ في تهجير وإخلاء قرية خان الأحمر، تعهدت السلطات الإســرائيلية على لســان نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس بالتوصل إلى تسوية لإخلاء الخان الأحمر خلال الأشهر المقبلة.
وجــاء في تعهد الحكومــة الموقّع من رئيــس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، ومساعد وزير شؤون الاستيطان آفي روئيه، أن المســتوى السياسي ما زال يصرّ على ضرورة تنفيذ أوامر الهدم في التجمع السكاني، ولا تغيير في موقف الحكومة بهذا الشأن.
ورصــد التقرير الفلســطيني أيضــأ الانتقــادات الدولية للهجمات الاستيطانية، وقال إن دولة الاحتلال كانت الأسبوع الماضي على موعد مع إدانات دولية لسياســتها الاستيطانية، حيث دعت الأمم المتحدة الســلطات الإســرائيلية إلى الوقف الفوري لأنشــطتها الاســتيطانية في الأراضي الفلســطينية المحتلــة. وحــذرت مــن مواصلــة هــدم ومصــادرة مباني الفلسطينيين، وذلك على لسان المنسق الأممي الخاص لعملية الســام في الشرق الأوســط، تور وينســاند، خلال جلسة لمجلس الأمن. وفي السياق كذلك وجهت 550 منظمة دولية نداء للأمم المتحدة دعت فيه إلى تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني و إنهاء إفلات إســرائيل من العقاب، وأكدت أن الفلســطينيين يعانون من «نكبة مستمرة» على خلفية الاستعمار الاستيطاني المتواصل والفصــل العنصري الإســرائيلي، المتمثل في القمع المؤسسي والتهجير القســري ونزع ملكية الشعب الفلسطيني لموارده منذ بداية النكبة فــي عام 1948، وذلك بعد أن تطرق لما حصل من هدم منشآت المواطنين الفلسطينيين في بلدة حُمصة الفوقا بالأغوار، والتي تعرضت على مدى الأشــهر الخمســة الأخيرة لعمليات هدم 6 مرات.