Al-Quds Al-Arabi

المغرب: مخاوف من الإغلاق الليلي في رمضان والمعارضة تنتقد الصمت

- الرباط ـ «القدس العربي»:

طالــب حزب مغربــي معــارض الحكومــة بالحرص أقصــى مــا يمكن علــى التوفيق بــن متطلبــات الوضع الصحي العام، وبين مســتلزمات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعي­ة، لا ســيما في ما يتعلق بالإجراءات المزمع اتخاذها بهذا الصدد خلال شــهر رمضان الذي يكتسي أهمية خاصة بالنسبة للمواطنات والمواطنين.

ودعا حزب "التقدم والاشــترا­كية" الحكومة المغربية إلى "نهــج تواصل ناجع" مع الرأي العــام المحلي في ما يخص التدابير المرتبطــة بتدبير الوضع الوبائي الحالي والمستقبلي، بهدف الإخبار والتفسير والإقناع، ضماناً للانخــراط في تطبيق وتفعيل مختلــف الإجراءات التي يمكــن اتخاذهــا أو الاحتفــاظ بها من طرف الســلطات العمومية المختصة".

ولاحظت صحيفة "المســاء" أن هــذه الدعوة تأتي في ظــل عدد من التطورات، أبرزهــا الإعلان عن فرض حجر صحي شــامل في جهــة الداخلــة وادي الذهــب، عقب تســجيل 40 حالة إصابة بالسلالة المتحورة من فيروس "كورونا المستجد" المكتشفة في بريطانيا.

كمــا أن احتمــال العــودة إلــى تشــديد الإجــراءا­ت والتخــوف مــن إقــرار حجــر صحي شــامل يأتــي بعد الحديــث عن موجــة ثالثة من طــرف رئيــس الحكومة، الــذي دعــا إلى توخــي المزيد مــن الحذر أمــام تطورات الوضــع الوبائــي، التــي يتم تســجيلها بالمغــرب خلال الأيام الأخيرة، بعد ارتفــاع عدد الحالات الخطيرة التي تســتلزم الإنعاش، مؤكداً أن "هذا مؤشر يقتضي الحذر من الجميع، حتى لا نشهد موجهة ثالثة لا قدر الله".

وتحت عنوان "الإغلاق الشامل في فرنسا يلقي بظلاله فــي رمضان على المغاربة"، كتبــت صحيفة "الأخبار" أن صمــت الحكومة وانتشــار الســالة المتحــورة لكورونا خلقا مخاوف من عــودة الحجر الصارم. وأضافت أن بوادر العودة لتشديد الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشــار کورونا في المغرب بــدأت تلوح في الأفق قبيل أيام قليلة من شــهر رمضان المبارك، فقد قررت عدد من الدول الأوروبية تشــديد إجراءات الحجر الصحي في ظل الحديث عن موجة ثالثة لانتشــار السلالة المتحورة مــن كورونا، وفي الوقت الذي لــم يصدر بعد أي تأكيد رســمي حول إمكانيــة تطبيق إجراءات مشــددة خلال

شــهر رمضــان، ذكــرت مصــادر عديــدة أن الحكومة المغربية تدرس بشــكل جدي فرض حجر صحي صارم خلال شــهر رمضان على غرار الســنة الماضية، لإنجاح عمل والتصدي للســالات الجديدة من الفيروس التي دخل بعضها للمملكة.

وقالــت المصادر إن مــا زكى هــذا التوجــه التغريدة الأخيرة لســعد الديــن العثمانــي، كما تأكــد من خلال القرارات الأخيرة بتعليــق الرحلات الجوية مع عدد من الدول الأوربية على رأسها فرنسا وإسبانيا.

ونقلــت الصحيفة المذكــورة عن محمد عبــد الفضل، منســق اللجنــة المشــتركة لمهــن المطعمــة فــي المغرب، ورئيــس الجمعيــة المغربيــة لأربــاب المقاهــي، قولــه إن أي قــرار لتطبيــق الحجــر الصحــي الشــامل خلال شــهر رمضــان المبارك، ســتكون له تبعــات اقتصادية واجتماعيــ­ة كبيــرة علــى عدد مــن الفئات على رأســها العاملــن فــي قطــاع المقاهــي والمطاعــم". وأضاف أن العاملــن في القطــاع ما زالــوا يتكبدون الخســائر من أشــهر الحجــر الصحــي الســابق، وينتظــرون بعض الإنعــاش خلال شــهر رمضــان، إلا أن احتمــال عودة الحجر الصحي الشــامل من شأنه أن يبدد هذه الأمال. وأشار إلى أن قطاع المطاعم والفنادق هو الأكثر تضرراً، حيــث إن حوالــي 50 في المئة مــن اســتثمارا­ت القطاع توقفت بشــكل نهائي، كما أن الآلاف مــن العاملين في هــذا القطاع فقــدوا وظائفهم، فــي الوقت الــذي بدأت تظهــر جوانــب ســوداء عمقت هــذه الأزمــة تتمثل في التجارة غير المهيكلة وعربات بيع القهوة والمشــروب­ات التي بدأت تنتشر بشــكل كبير، وأفقدت المقاهي جانباً كبيــراً من الزبائــن"، موضحاً أن التواصل مســتمر مع وزارتــي الصناعــة والتجــارة والداخليــ­ة بخصــوص مواكبة القطاع والاطلاع على أي مستجدات بخصوص قرار يمكن أن يتم اتخاذه خلال الشهر الفضيل، علماً أن المقاهي ما زالت ملزمة بأداء الرسوم الضريبية ورسوم اســتغلال الملك العمومي للجماعــات وإدارة الضرائب، ولم يتم اتخاذ أي قرار التخفيف هذه الأعباء المالية على مهنيي القطاع.

 ??  ?? أحد شوارع العاصمة المغربية الساحلية وقد خلا من المارة خلال الإغلاق التام في رمضان الماضي )أرشيفية(
أحد شوارع العاصمة المغربية الساحلية وقد خلا من المارة خلال الإغلاق التام في رمضان الماضي )أرشيفية(

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom