الجزائر: مظاهرات في الجمعة 111 للحراك الشعبي وجدل واسع بين إسلاميين وعلمانيين حول المشاركة في الانتخابات
في الجمعة 111 منذ بداية الحراك الشعبي في الجزائر، خرجت أمس مســيرات بعدد من المدن رفعــوا خلالها المتظاهرون شــعارات مطالبة بتغيير النظام والديمقراطية وترفض إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في شهر حزيران /يونيو المقبل.
وخرجت المظاهــرات في الجزائر العاصمة بعــد أداء صلاة الظهر مباشــرة، انطلاقا من مســجد الرحمة المحادي للشــارع الرئيسي الأشــهر ديدوش مراد، فيما انطلقت مسيرات من ســاحتي أول ماي والشــهداء، في اتجاه وســط المدينة حيث التقى المتظاهرون الذين خرجــوا بالآلاف، في ســاحة البريد المركزي وساحة أودان.
كما شــهدت عدة مدن مســيرات الحراك الشعبي على غرار مدن قســنطينة ووهران وبجاية وتيزي وزو وعنابة والبويرة والمدية وورقلة .. رفعــوا خلالها شــعارات مطالبة بالتغييــر وتمديــن الحكم وإطلاق ســراح المعتقلين ورفض إجراء الانتخابات النيابية.
وتشــهد الساحة السياســية جدلا واسعا حول الجدوى من دخول الانتخابات، خاصة بين أحــزاب التيار العلمانــي وأحزاب التيار الإســامي، وانتقــد رئيس جبهــة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أحد أبرز وجوه المعارضة الإســامية في الجزائــر وأقدمها، الأحــزاب العلمانية التي أعلنــت مقاطعتها للانتخابات التشــريعية، واتهم في كلمة له خلال افتتاح دورة مجلس الشــورى لحزبه بالعاصمة أمــس ، وفق ما نقل عنــه موقع "الخبر" أن الأحزاب "العلمانية مقاطعة تمارس الضغط لكســب أكثــر لصالح مشــروعها،
لاسيما المكاســب القليلة المتبقية من المنظومة القانونيــة الجزائريــة المتعلقــة بالإســام وتحديدا قانون الأسرة".
وقال جاب الله "أن ثورة 22 فبراير /شباط ثورة شعبية ولا يمكن أن يدعي أي شخص أو حزب تأطيرها.. و أن التيار الإسلامي هو أكبر المتضررين بعد الحراك، سواء في الدستور أو التعيينات"، متهما التيار العلماني باستيلائه واســتفادته مــن التعيينــات فــي المناصب الوزارية بنسبة 90 في المائة.
وكانــت ثلاثــة أحــزب مــن الكتلــة الديمقراطيــة، حــزب العمــال والتجمع من أجــل الثقافــة والديمقراطيــة والاتحاد من أجــل التغيير والرقــي، أعلنــوا مقاطعتهم للانتخابات.
وينتظــر أن يفصل اليوم الســبت حزب جبهــة القوى الاشــتراكية فــي موقفه من المشــاركة في انتخابات حزيــران / يونيو،
وجار نقاش واســع في قواعد الحزب حول المشــاركة، وانتقــد الأمين الوطنــي الأول للحزب يوســف أوشــيش أمس في كلمة له خــال افتتاح نشــاط حزبــي بالعاصمة، فشل الأحزاب السياســية في الاستفادة من زخم قورة 22 فبراير وتحويله إلى مشــروع سياســي وطني " إذ كانت الثورة الشعبية الســلمية لـ 22 فبرايــر 2019 هائلة وفريدة من نوعها وضعت حدا لأحد أســوأ الفترات السياســية منذ الاســتقلال و التي كادت أن تتســبب بانهيار البلاد، فإنــه بالمقابل نجد النخب السياســية لم تتوصــل إلى تحويل هذا الزخم التاريخي إلى مشــروع سياسي وطني" وواصل قائلا بــأن " الجزائر تدخل عهدا جديدا، بالرغم مــن المعوقات العديدة التــي تعترض طريــق الحريــة و العدالة، و يبقى الشــعب الجزائري، ســواءً تظاهر أم لا، مصممــا على عدم العــودة إلى وضع الاســتبداد، المجحف، و الفاسد الذي كاد أن يعصف بدولتنا الوطنية".
وحمل الأحزاب السياســية، الشخصيات الوطنية، و منظمات المجتمع المدني مسؤولية "إيجاد ســبل و طرق تســمح بقدوم و بناء جزائــر ســيدة، ديمقراطيــة و اجتماعية"، مشــيرا بأنه لا "يجب أن تشــكل الانتخابات التشــريعية المزمع إجراؤها في 12 حزيران / يونيو 2021 عقبة فــي طريق البحث عن حل سياسي شامل و ديمقراطي".
وتنبأ الإعلامي محمد سيدمو، المختص في الشأن السياسي الجزائري بأن يشارك أقدم حزب معــارض في الجزائر فــي الانتخابات المقبلــة، حيث كتــب في في منشــور له على "فايسبوك" بأنه "لا شــيء محسوم إلى الآن في الأفافاس ) جبهة القوى الاشتراكية(، لكن الاتجــاه العام في الســاعات الأخيرة تحول نحو المشــاركة، مدعوما بفيديراليات الحزب
في الشرق والغرب، التي قد تقلب المعادلة في المجلس الوطني".
وكان وزير الخارجيــة الجزائري صبري بوقــادوم دعــا في حــوار له مــع جريدة" الباييــس" الاســبانية أنصــار الحــراك أن يتهيكلوا فــي تيــارات سياســية، وقال أن الشرعية الشرعية تأتي من الشعب حتى ولو شارك في الانتخابات 20 بالمائة من الناخبين. يكــون لديهم القدرة علــى الاختيار وتغيير الأمور". ويرفض انصار الحراك المشاركة في الانتخابات التشــريعية المقبلة ويدعون إلى مقاطعتها. وتزامنت الجمعة 111 من الحراك بالذكرى الثانيــة لإعلان الرئيــس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة تنحيــه عن الحكم في 2 نيســان/أبريل 2019، بعــد أن دفع قراره بالترشح لعهدة خامسة رغم وضعه الصحي، الجماهير للشارع في 22 شــباط/ فبراير من نفس السنة.