روسيا تحذّر الغرب من تكثيف وجوده العسكري في أوكرانيا وبايدن يؤكد دعم بلاده لسيادة كييف

■ موســكو ـأ ف ب:حــذّرت روســيا الغــرب، أمــس الجمعة، من إرســال جنــود إلــى أوكرانيا، بعدمــا اتّهمت كييف موســكو بتكثيف وجودها العســكري عند الحدود. وأعلنــت روســيا، أمــس، أن قواتهــا المســلّحة ســتجري تدريبات عســكرية قــرب الحدود مع أوكرانيــا في جنوب البــاد للتدرّب على الدفــاع في وجه الطائــرات الهجومية المسيّرة.

ستشــارك أكثر من 50 كتيبــة مقاتلة روســية تدريبات عســكرية قرب الحــدود مع أوكرانيا تضــم 15 ألف عنصر وســتتدرّب على «التفاعل مع الحرب الإلكترونية ووحدات الدفاع الجوي » وفق ما أفادت القيادة العسكرية الجنوبية. وأثارت أسابيع من المواجهات التي تجددت على الخطوط الأمامية المخاوف من احتمال تصاعد حدة النزاع في شرق أوكرانيــا، حيث تواجه قوات حكوميــة انفصاليين موالين لروسيا.

وقــال الناطــق باســم الكرملــن دميتــري بيســكوف، للصحافيين، الجمعة: «لا شــك في أنه من شــأن ســيناريو كهــذا أن يزيــد التوتر قــرب الحــدود الروســية. بالطبع، سيســتدعي ذلك إجراءات إضافية من قبل روسيا لضمان أمنهــا». ورفض تحديــد الإجراءات التي قد يتــم اتّخاذها، لكنه شــدد على أن روســيا لا تقــوم بأي تحــرّكات لتهديد أوكرانيــا. وقال: «روســيا لا تهــدد أحداً، ولم تهــدد أحداً قط ». واعتبر أن «روســيا ليست مشاركة في النزاع » متهماً قوات أوكرانيا المســلحة بالقيام باستفزازات «عديدة» في المنطقة.

إلى ذلك، تعهــد الرئيس الأمريكي جــو بايدن، الجمعة، بدعــم الولايــات المتحــدة «الثابــت» لســيادة أوكرانيــا خــال محادثــة هاتفية مع نظيــره الأوكرانــي فولوديمير زيلينســكي. وقال بيان للبيت الأبيــض إنّ «الرئيس بايدن أكد دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة

أراضيهــا فــي مواجهة العــدوان الروســي فــي دونباس وشــبه جزيرة القرم». كما أثنى زيلينسكي على «الشراكة البالغة الأهمية» مع واشــنطن. وكتب عبر موقع تويتر بعد المحادثــة، أنّ «الشــراكة الأمريكية بالغة الأهمية بالنســبة للأوكرانيين .»

والخميــس، حــذّرت الولايــات المتحــدة روســيا مــن «ترهيــب» أوكرانيــا، بينما اتصــل وزير الدفــاع الأمريكي لويد أوســن ووزير الخارجية أنتونــي بلينكن، بنظيريهما الأوكرانيــن للتأكيد علــى دعم واشــنطن لكييف. وذكرت وزارة الدفــاع الأمريكية هذا الأســبوع أن قــوات الولايات المتحــدة في أوروبــا رفعت درجــة تأهّبها بعــد «التصعيد الأخير في الأعمال العدائية الروسية في شرق أوكرانيا.»

واعتبــر وزيــر الدولــة الفرنســي للشــؤون الأوروبية، كليمــان بــون: «لا أعتقد أننــا نشــهد تصعيداً، لكــن علينا أن نتوخــى الحــذر بدرجــة كبيــرة. لذلك، تحاول فرنســا

وألمانيا دفع الرئيســن الروســي والأوكراني لاســتئناف المحادثات .»

ويخــوض الجيــش الأوكرانــي معــارك فــي مواجهــة انفصاليــن موالــن لروســيا فــي منطقتــي دونيتســك ولوغانســك شــرقاً منــذ العــام 2014، بعــد ضم موســكو شــبه جزيرة القرم في أعقاب انتفاضــة أطاحت بالرئيس الأوكرانــي الــذي كان مقرّبــاً مــن الكرملــن فيكتــور يانوكوفيتــش. وتبادلت موســكو وكييــف الاتهامات هذا الأســبوع بالوقــوف وراء ارتفــاع منســوب العنــف عنــد الخطــوط الأمامية، ما قوّض اتفاقاً لوقــف إطلاق النار تم التوصل إليه فــي تموز/يوليو الماضي. وقال زيلينســكي، الخميــس، إن 20 جنديــاً أوكرانيــاً قتلوا منــذ مطلع العام. كما اتّهمت الاســتخبارات العســكرية الأوكرانية روســيا بالتحضيــر «لتوســيع وجودها العســكري» فــي المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين.