Al-Quds Al-Arabi

سلام على بغداد

-

اختبار صبر مصر

الحديث الذي ذكره الرئيس عبدالفتاح السيســي بشأن سد النهضة، بمناســبة الاحتفاء بأبناء مصر الذين نجحوا في تعــويم ســفينة الحاويــات الجانحة في عــرض قناة الســويس الثلاثاء الماضي، بدا من وجهة نظر عمرو هاشم ربيع في "الشــروق"، كما لو كان أقوى العبارات المستخدمة منذ أن بدأت المفاوضات حول سد النهضة، وهي المفاوضات التي ســعت إثيوبيا أن تتعامل معها كمــا يتعامل المفاوض الصهيونى بشأن القضية الفلسطينية، أي إدخال الأطراف المعنية في مفاوضات لا تنتهــي، وحصارهم في أزمة وقت، رغم كون الخصم هو الطرف المعتدي، هناك في المستوطنات القائمة على أرض أصحابها، وهنا بالملء المتتالي للســد في زمن محدد وبكميات طموحــة. واعترف الكاتب بأن حديث السيســي كان تحذيرا من النوع شــديد اللهجة القريب من التهديد، ما جعل الآخرين ينصتــون إليه، ويقارنون بينه وبــن جدية كلامه في 20 يونيو/حزيــران 2020، بالحديث عن خط ســرت ــ الجفرة في مسألة الصراع الليبي، وإقدام تركيا على جلــب مقاتلي "تنظيم الدولــة" )داعش(. يومها نجحت مصــر بدعم من القبائــل الليبية فــي تأكيد وجهة نظرها، وتوقفت تركيا عن اســتفزازا­تها، واختبارها لصبر مصر الذي كاد ينفد. اليوم بدا الأمــر كما لو كان رفضًا تامًا للتلاعب الإثيوبي بالوقت، بأن جعل الطرف المصري الوقت في غير صالح إثيوبيا، أي أن الورقة المســتخدم­ة كســاح إثيوبي ظهرت كورقة ضغط عليه. خاصة بقول الرئيس بعد كلامه عن استحالة إنقاص حصة مصر من المياه "اللي عايز يجرب فليجرب".

آفة الاستعلاء

عمرو هاشــم ربيع في "الشــروق" أكد أن صبر المصريين لا يبدو أنه أمر مرتبط بالخشــية مــن رد الفعل الدولى مع أي إجــراء عنيف تقوم به مصر، قدر ما هو الخشــية من رد الفعل الأفريقي إزاء ذلك. فمصر استطاعت على مدى الأشهر القليلة الماضية أن تكسب عطفًا دوليًا تجاه موقفها، لا سيما بعد أن رفضــت إثيوبيا علنًا التوقيع علــى مذكرة التفاهم عقب المفاوضات التي عقدت برعاية أمريكية، وتنصلت منها في اللحظة الأخيرة، بعدها أعلن الرئيس الأمريكي السابق ترامب أن من حق مصر قصف سد النهضة. الموقف الأفريقي هو عكس ذلــك، فوجود إثيوبيا في قلب هــذا الموقف قوي للغاية، والدق الدائم من قبلهــا على رغبة مصر في الهيمنة على ميــاه النيل، ومنع إثيوبيا من تنميــة مواردها المائية، وحديثها عن رفضها لتمســك مصر بالميراث الاســتعما­ري والاتفاقات التي خلفهــا، كلها بضاعة ســائغة في البلدان الأفريقيــ­ة. وإذا أضيفت لــكل ذلك الورقــة القديمة، التي تشــكل عقدة في أذهــان العديد من الأفارقــة، وهي تعامل الآخرين معهــم بعنصرية واســتعلاء لوني، لاســتكملت عملية الحشــد والتعبئة والشــحذ العنصري الذي تقوده إثيوبيا تجاه البلدان جنوب الصحراء. كل ما سبق من أمور وسياسات إثيوبية يتم في ضوء الإعلان الدائم عن تمسكها بالمفاوضات تحت مظلة الاتحــاد الأفريقي وحده، ما يجعل هناك حجة أخرى لكســب تعاطف بلدان أفريقيا مع موقفها. ورأى الكاتــب أن مصر بالمقابل نجحت منذ خمس ســنوات في تجاوز مأساة 30 يونيو/حزيران 2013 أفريقيا، فمقاطعة أفريقيا لمصر بعد أشهر مرت بنجاح، ولا ترغب مصر بالتأكيد في إعادة الموقف الأفريقي إلى ما كان عليه. وتوقع هاشم أن منطق المفاوضات سيتغير في الأيام المقبلة.

أشقاء... ولكن

توجه عبد القادر شــهيب بالشــكر للدول العربية التي أعلنــت مســاندة مصر والســودان في أزمة ســد النهضة الإثيوبي. لكن بعد الشكر همس معاتباً بعض هذه الدول في "فيتو": إن إعلان المساندة دبلوماسيا وحده لا يكفي، خاصة وأنها تملك أن تساندنا عمليا. فهي لديها علاقات اقتصادية واســتثمار­ات في إثيوبيا يمكن أن تكون من أوراق الضغط على الحكومة الإثيوبية حتى تتوقف عن المماطلة والمراوغة وتمضي معنا نحن والســودان في مفاوضات جادة تنتهي بإبرام اتفاق قانوني ملزم بخصوص ملء وتشــغيل السد. بل إن إحدى هذه الدول العربية أعلنت مؤخرا إنها ســوف تقوم باستثمارات جديدة في إثيوبيا فوق ما تستثمره الآن فعــا. إن مجرد إعلان تصريحات وبيانات رســمية عربية تتضمن مســاندة مصر والســودان في هذه الأزمة أمر مهم ومؤثــر، خاصة وأننا مقبلون علــى مفاوضات جديدة، كما أعلن الرئيس السيســي، من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق القانوني الملزم، ولذلك نشكر أصحابها عليه. لكننا نقول لهم إن ذلك لا يكفي.ونحــن بالطبع لا نريد توريط أحد في نزاع ســتكون نتائجه وخيمة على السلم والأمن الدوليين وعلى اســتقرار وأمن منطقتنا، وإنما لا نتصور أن تمضي علاقات الأشــقاء العرب مع إثيوبيا في صعود، بينما تلحق إثيوبيا الأذى والضرر بنا نحن والســودان. فكيف يســتقيم ذلك؟ خاصة وأن تهديد حياة المصريين والســودان­يين هو تهديد لحياة بقية العرب.

على وجه السرعة

طالب أحمد رفعــت في "فيتو" بالدعوة إلــى قمة عربية مؤكداً أن هذه الخطوة تعني رســالة للعالم أن هذه الكتلة من الدول تدعم الموقف المصري الســوداني في أزمة الســد الإثيوبــي. فإذا تعذر عقــد القمة فليكن مجلســها الوزاري المكون مــن وزراء الخارجية! الشــرط الوحيــد للقمة هو ضمــان انتهائها بإجمــاع يؤيد مصر والســودان. أقل من الإجماع ســيكون ســيئا ! خلال العام الماضي لم يزر مصر ضيف واحد إلا وشــرح المســؤولو­ن المصريون له تفاصيل الأزمــة مع إثيوبيا والأمر نفســه تم مع الــدول التي زارها الرئيس أو وزيــر الخارجية ولذلك يكون مفيدا أن ترســل مصر وفودها إلى الــدول ذات الثقل الدولي والإقليمي التي لم يزر مصر أحد مسؤوليها أو لم يزرها أحد من مصر لشرح أبعاد الأزمة وخطورتها والموقف المصري منذ بدايتها وكيف أراد تحويلها إلى تعاون في مجالات توليد الكهرباء والبيئة والري لكن إثيوبيا أفشلت كل ذلك بموقفها المخالف للقوانين الدولية ولمعاهداته­ا واتفاقياته­ا والتزاماته­ا كبلد شريك في نهر واحد يعبر دولا عدة ! اعترف الكاتب بأن الدبلوماسي­ة المصرية كلســان حال مصــر لعبت دورا كبيــرا في الفترة الماضيــة بذلــت خلالها جهــودا جبارة. لكــن كان ذلك في إطار "الخيار الأول" الذي أشــار إليه الرئيس السيسي. أما الانتقال إلى خيارات أخرى قد تربك المنطقة بكاملها، كما قال الرئيس أيضا، يســتلزم تحركا آخر بدرجة لا تمهد المسرح لأي خيارات أخرى فحسب وإنما تمنع استثمار هذا الخيار ا ضد مصر، وهذا لا يتم إلا بدعم دولي كبير لحقوقنا!

الرسالة وصلت

يرى الدكتور محمود خليل قي "الوطن" أن الرسالة التي فحواها "لا تفريط فى نقطة واحــدة من ماء النيل" لم تصل إلى إثيوبيا وحدها. بل بلغــت أيضاً آذان كل من يهمه الأمر في أفريقيا وأوروبا وروســيا والولايات المتحدة الأمريكية وجميــع المراكز الأخرى المهمومة بالأمن والســلم الدوليين. وحذر الكاتب إثيوبيا وجميع العواصم العالمية ذات الصلة أو المهمومة بالاســتقر­ار فى القارة الســمراء بأنه عليها أن تستوعب أمرين الأول أن «ماء النيل» قضية شعبية تهم كل صغير وكبير من المصريين، رجالاً ونســاء، فلاحين وعمالاً وطلبة وموظفين. كل مصري على أتم اســتعداد لأن يدفع أي أذى قائم أو متوقع على مياه النيل. النيل في نظر المصريين هو جوهر حياتهم وســر ميلاد الدولة التي يعيشــون فوق ترابها. إنها نظرة متجذرة منذ آلاف السنين.

سبع عجاف

الأمر الثاني الذي على العالم أن يدركه، كما نص الدكتور محمود خليل في "الوطن"، فيتعلق بالنيل كمصدر شــرعية لأي حاكــم يحكم. فكل من تداول علــى حكم مصر منذ عصر الفراعنــة وحتى الآن يعلــم أن الحفاظ علــى النيل والماء المتدفــق فيه هو جوهر شــرعيته. ولعلك تعلــم أن فترات الاهتزاز فــى حكم مصر اقترنت بشــح مــاء النيل. يحكي التاريــخ في هذا الإطار حكايات توجــع القلب حول ما كان يعانيه الأجداد في فترات الجفاف )وهي 7 سنوات يسبقها ســبع ســمان(. انهار حكم الفاطميين لمصر الــذي تواصل لأكثر مــن قرنين من الزمان بســبب جفاف النيــل فى عهد المســتنصر بالله )الشدة المســتنصر­ية(، وفي عصر حكام المماليك كان شــح النيل كفيلاً باهتزاز الأرض أســفل أقدام الأمــراء والولاة مهما بلغت قوتهم. منذ أن شــرعت إثيوبيا فى بناء ســد النهضة وثمة حالة من القلق تنتاب المصريين جميعــاً، الكل كان يتابــع المحطات المختلفــة التي مرت بها رحلة المفاوضات التي بدأت منذ عام 2012 وتواصلت بعده، وكان يلاحــظ حالة «التعثر» التي تمر بها والنتائج المحبطة التي كانت تنتهي إليها في كل جولة، ســواء الجولات التي ضمت الأطراف الثلاثــة، أو الجولات التي تدخل فيها طرف رابع بالوســاطة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأفريقي. أكد الكاتــب أن المصريبن كانــوا يراقبون الأداء الإثيوبــي المراوغ والعنيــد. ارتج أغلبهم وهم يشــاهدون تداعيــات المــلء الأول )5 مليارات متر مكعــب( على دولة الســودان وتوقف محطات الشــرب هنــاك، تابعوا بعدها استمرار المماطلات والمراوغات الإثيوبية، فأصبح التوجس من المقبل يحكم نظرتهــم إلى الأمر. ليس أمام إثيوبيا حالياً إلا أن تســتجيب لصوت العقل وتوقع على اتفاق ملزم فيما يتعلق بآلية الملء والتشغيل مع القبول بآلية دولية محددة في حالة وقوع منازعات بين الدول الثلاث.

فلنفرح بحذر!

من بين الســعداء في "الوفد" عبد العظيم الباســل الذي عدد أســباب فرحه والكثيريــ­ن: حالة من الفخر عاشــها المصريون بعد تعويم الســفينة البنمية «الجانحة» في قناة الســويس، وما تلاها من تصريحات نارية أطلقها الرئيس السيسي، محذرا بأن المساس بمياه النيل خط أحمر. ها هو يحذر للمرة الثالثة مؤكدا أنه لا تفريط في نقطة مياه واحدة من مياه النيل، ومن «يريد يجرب فليجرب».هذه الرســائل الواضحة التي أطلقها خلال زيارته لمجرى القناة بعد تعويم الســفينة، جاءت بمثابة طمأنة للعالم على سلامة شريانهم الملاحي، وإبراز قدرة المصريين علــى إدارته، الذين تمكنوا بســواعدهم الوطنية من تعويم الســفينة بعد ســتة أيام عجاف، نشرت خلالها الدعاية المغرضة والأبواق الإعلامية المشــبوهة اليــأس والإحباط، مبشــرة باســتمرار الأزمة لأسابيع. لكن إرادة المصريين وثقتهم في أنفسهم وقيادتهم أنهت الأزمة، وجنبت التجارة العالمية خســائر فادحة حيث يمر بها 13٪ من حجم التجارة الدولية، وســتبقى خسائر الأيام الســتة محل تعويض من جانب شركات التأمين، بعد إنهاء التحقيقات حول أســباب «شحوط» السفينة. من هنا جاءت تصريحات الرئيس في توقيتها تماما بعبارات دقيقة ولغة محســوبة، من قيادة سياسية حكيمة تفرق تماما بين التحذير والتهديد والإنذار، يوضح ذلك الرسائل الحاسمة التي أطلقها الرئيس من فوق سطح مياه القناة في تلغرافات

ســريعة لكنها تحمل معاني كبيرة، ومــن أبرزها أن مصر لا تهدد أحدا، ومازلت تتمســك بمعركة التفاوض فهو خيارها حتى الآن، ســاعية للتوصل لاتفاق حول ســد النهضة، من خلال المواثيق والاتفاقــ­ات الدولية للمياه، وإعلان المبادئ الثلاثي عام 2015 الذي حدد ســنوات ملء السد الاثيوبي، وطريقة تشــغيله بــإدارة ثلاثيــة بين مصر والســودان واثيوبيا. ومن الرســائل التي ألمح إليها الرئيس أنه لا أحد بعيدا عن قدرات مصر ورد فعلها، الذي سيؤثر على المنطقة بالكامل حال المساس بحصتها من المياه.

لنستعد للمهمة

نبقى مــع قضية الســاعة بصحبة ســليمان جودة في "المصري اليوم": كان الرئيس يتحدث هذه اللهجة الجديدة تماماً عن سد النهضة، ولســان حاله يردد آية القرآن التي تقول: «كُتــب عليكم القتال وهو كُره لكــم». وكان الرئيس بما قاله عن الخط الأحمــر الذي تمثله حصتنا في ماء النهر الخالــد، يتحصــن بالوضــوح المطلوب والقــوة الواجبة والحذر الذي لا بد منه، وكان يذهب إلى منطقة لم يكن يريد الذهاب إليها. لولا أن ســلوك الطرف الآخــر في إثيوبيا لم يترك فرصة لا لحوار، ولا لتفاوض مثمر، ولا لجلسات نقاش مؤديــة إلى نتائجها! وقد كانت هذه هــي المرة الثانية التي يســتخدم فيها الرئيس عبارة الخط الأحمــر، لعل الطرف الآخر ينتبه بكل حواســه إلى ما يتعين عليه أن ينتبه إليه. فمن قبل كان محور )ســرت - الجفرة( في ليبيا خطا أحمر، وكان رأس الدولة يعلنه في وقته وهو يعني ما يقول. ويرى الكاتب أن التحول الحــادث في الأراضي الليبية هذه الأيام يعود، في جانب كبير منه، إلى أن القاهرة رسمت خطا على الأرض هناك، ثم دعت كل من يقترب منه إلى أن يحترس!

تخطي الصعاب

أعاد التاريخ نفسه لتعلن مصر للعالم أجمع كما أوضحت دينا شرف الدين في "اليوم السابع" أنها قادرة على تخطي الصعاب وتعلن هيئة قناة الســويس عن إبحار الســفينة الجانحة التي عرقلت مســار القناة التي هي شريان العالم الحي مدة أسبوع من الزمان كان حديث الدنيا من مشارقها لمغاربها، ما بين مهتم لهذا الحدث الذي عطل مصالحه وآخر شــامت بالأزمة مخبئاً ابتســامته الخبيثة، متمنياً تفاقمها واســتمرار­ها، مشــككاً بقدرة مصر على حلها، مســتهزئاً بطرق ومعــدات هذا الحل. تماماً مثلما أعلن الســادات عن عودة الحياة لقناة الســويس بعد نجاح إبحار الســفينة الجانحة فــي القناة آنذاك. فما بالكم :أيها الســاخرون من معدات الطــوارئ المصرية وما بال صيحاتكــم التي ملأت الفضاء الإلكتروني بأن الأزمة ستســتمر لأشــهر وربما لن تنحل، وما بال مقترحاتكم لمشروعات بديلة لقناة السويس فالآن قد ثبت للعالم أجمع قدرة المصريين على قهر الصعاب بأوقات الشــدائد والملمات، فلم يخســر المصري رهاناً أبداً وهذا ما تجلــى بالعملية الجراحية البحريــة التي أبحرت الســفينة العالقة ليتنفس اقتصاد العالم من جديد. فهؤلاء هم المصريون الذين أتتهم الفكرة منذ آلاف الســنوات لقهر المســافات وربط العالم شــرقه بغربه مرات عــدة على مر التاريــخ بداية من قناة )سيزوســتري­س( 1850 قبل الميلاد إلى قناة الســويس الجديدة، لإعادة رسم خريطة اقتصاد العالم شاء من شاء وأبى من أبى.

عيش أو حرية!

ليســت انتخابات نقابة الصحافيين، كما أصر عمار علي حسن في "المصري اليوم"، شــأنًا داخليًا فالصحافة الحرة تعود على جميع الناس بالخير، وكذلك على أصحابها. هناك مَن يــرى أن الدور الأول للنقابة هو الدفاع عن هذه الحرية، وهناك مَن يراها مكانًا لتقــديم خدمة لأعضائها، لكن ها هي الأيــام تثبت أنه حــن غابت الحريــة، أو تراجعت، أُغلقت الكثير مــن المنابر، فضاق عيش الصحافيــن. من أجل هذا الفهم المســتقر فيي ذهني، تابع الكاتــب : كنت أصوت دومًا لصالح المدافعين عن حرية الصحافة واستقلالها، والارتقاء بالمهنة، وهو ما سأفعله في الانتخابات الحالية، ولاسيما في أيامنا هذه، التي تحتــاج فيها حرية الصحافة إلى منافحين عنهــا، وموالين لهــا، ومُضحِّين من أجلها. لــن أكون بعيدًا أبدًا عما اعتدت القيام بــه إن اخترت هؤلاء، فوجودهم في المجلس ضرورة كي يســتقيم الأمر، وتتــوازن النقابة في أداء دورها بين حرية لا تخاصم الخدمة، بل تكون هي بابها الأكــرم، وخدمة لا تكون على حســاب الحرية، ومع الاثنين يكون تطوير المهنة ضــرورة، بعد أن ضربتها عوامل تعرية كثيرة في السنوات الأخيرة.

خبز مر

معادلة لا يملُّ حمدي رزق في "المصري اليوم"من تكرارها، عدد الصحافيين 14 ألفًا، المستورون منهم ألف، والمشهورون منهم مئة، والمحظوظون منهم عشــرة، هــذا الهرم المقلوب يمثــل تحديًا أمام الجمعيــة العمومية لنقابــة الصحافيين وهي تنهض لاختيار نصف مجلســها والنقيب، إذا لم تنحز الجمعيــة العموميــة إلى القاعــدة العريضة التــي تعاني معيشيًا، فنحن نبحر في الاتجاه المعاكس، نعم الانحيازات المهنية، بل السياسية مســتوجبة، ولكن جلب المنافع مقدَّم، مــن الصحافيين مَن يترجَّــى الله في حق النشــوق وكلفة العلاج ويعاني شظف العيش، الشباب عايشين على البدل، وهذا لا يكفيهم عيش حاف بعد دفع الإيجار. اعترف الكاتب بــأن الحكومة أدت واجبها وزادت البــدل ودعمت صندوق العلاج والمعاشات، وهيأت اللجنة المشرفة برئاسة الصديق «خالد ميــري» الأجواء مواتية للانتخابــ­ات، لم تقصر في الاحترازات الطبية أو الإدارية، بما فيها نقل المقر الانتخابي إلى متسع قريب من نقابة الصحافيين، ليست هناك وصاية علــى التصويت، طــول عمرها نقابــة لا تعــرف تصويتًا ممنهجًا، التصويت قرار شخصي بحت، نعم هناك تفضيلات وخواطر، لكن هناك واجبًا مهنيًا، التوازن بين الشــخصي والمهني، نحن في مهمة تصويتية لإنقاذ المهنة التي تعاني في ظل ظروف اقتصادية قاسية، كل المؤسسات تعاني الأمَرَّيْن لتدبيــر المرتبات ومســتلزما­ت الإنتاج، مهمــة صعيبة أكد الكاتب أن الانتخابات فرصة سنحت لتصويب مسار مجلس النقابة بعيدًا عن القسمة الظالمة التي كلفتنا كثيرًا، وضيّعت علينا فرصًــا نادرة، وتعميق القســمة بالتصويت العقابي خطيئة دفعنا ثمنها قســطًا، وســندفع ثمنها لاحقًا أقساطًا مضاعفة، وتجذير الصراع بين جماعــة الرفض والموالاة لا يخدم القاعدة العريضة من الصحافيين الذين يتشــوقون إلى نقابة ترعى شــؤونهم، وتقف على حاجاتهم، وتتصدى لحل مشكلاتهم، ثنائية العيش والحرية لا تنفصل في نقابة الصحافيين، يستحيل العيش بدون حرية، لا نمتلك رفاهية العيــش، رواتب الصحافيين في ذيــل الرواتب، ولا رفاهية الحرية، تؤخذ الحرية غلابًا بتوســيع الهامش بعقل وروِيّة ورشاد مهني.

إنجاز مهم

اشاد علاء عريبي في "الوفد" باتجاه الحكومة إلى توطين صناعة الأدويــة، من مواد خام، وتركيب، وتغليف وتعبئة، وذلــك بعدما كانت أغلــب الصناعات قائمة علــى التعبئة، أضــاف الكاتب: صحيــح أن عملية التوطين ســوف توفر الدواء بسعر مناسب، كما أنها ســتوفر مليارات الدولارات التي كنا نســتورد بها الأدوية، لكن عملية التصنيع وحدها ليســت كافية، وتحتاج إلى خطوة أخرى على قدر كبير من الأهمية، وهي الاهتمام بالبحوث الطبية، وتشــجيع شباب الأطبــاء والصيادلــ­ة على البحث والمشــارك­ة فــي ابتكار علاجــات جديدة لبعــض الأمراض، وذلك بإنشــاء مراكز بحثيــة وتخصيص موازنة كبيرة لها، على أن يشــارك في تمويلها القطاع الصناعي، لأن الوقــوف عند توطين المنتج الأجنبي بدون المشاركة في إنتاجه، سيجمد عملية التوطين في خانة الصناعة والتجارة، فــي الوقت الذي نحتاج فيه إلى مساعدة وتشجيع شــبابنا على الإنتاج العلمي أساس الصناعــة والتقــدم الحضاري.لا شــك أن افتتــاح مدينة صناعية طبية خطوة مقدرة، ونطمــع أن يكون ضمن هذه المرحلة تصنيع أدويــة الأورام التي تحــدث عنها الرئيس خــال افتتاح المدينــة، فتصنيــع هذه الأدويــة بالجودة الأجنبية ســوف يوفر ملايين الدولارات، كما أنه ســيوفر أدوية تصرف بصعوبة للمرضى.

جهل الأطباء

اعتــرف عــاء عريبي في "الوفد" بأنه ســبق وناشــد الرئيس السيســي قبل فترة طويلة تبني مشــروع توطين صناعتهــا في مصر، وفتــح خطوط إنتــاج لجميع الأدوية المســتخدم­ة في الخارج، وقلنا إن تصنيع الأدوية ســوف يوفر مليارات الدولارات، خاصة أن أدوية السرطان بجميع أنواعــه مرتفعة الثمن، تصل في بعض الأنواع إلى 300 ألف جنيه في الشــهر، وهو مــا يعني أن المريــض يحتاج عدة ملايين من الجنيهات لكي يعالج في السنة الواحدة. الأدوية الجديدة الموجهة والمناعية يتراوح ســعر العلبة او الحقنة التي تكفي المريض لمدة شــهر بــن 20 و300 جنيه، وارتفاع سعرها يعود إلى سعر الدولار، وإلى ارتفاع سعرها في البلد المصنع للدواء. وكشــف الكاتب عن أن العلاجات الجديدة، الموجهة والمناعية، أصبحت الأمل في شــفاء المرضى لفترة أو تحجيم المرض لشــهور. وهذه الأدوية، كما سبق وذكرنا باهظــة الثمن، ومعظمها غير معتمد فــي وزارة الصحة ولا في المراكز المتخصصــة، كما أن بعض الأطباء والأســاتذ­ة المتخصصين في علاج الأورام لا يتابعون بشكل جيد حركة الأدوية الجديــدة ولا البحوث التي تجــرى حول بعضها. المطلوب وبشــكل عاجل فتح خطوط إنتاج ومراكز بحوث لجميع الأدوية المعتمدة في الخارج، لإنقاذ مرضانا ولتوفير ملايين الدولارات التي نستورد بها بعض الأدوية.

قلب طيب

حالة من الحزن انتابت الكثيرين بســبب رحيل مسؤول "طيب القلــب" رثاه جلال دويدار في "الأخبــار": رحم الله الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأســبق الذي كان وظل حتى وفاته موســوعة من المرجعيــة من الأرقام والمعلومــ­ات حاملا لقب )الكمبيوتر البشــري(. هذه الميزة كانت تجعله لايعتمد فى تناولــه لأي موضوعات أو قضايا على الورق المكتوب فى أي اجتماع أو مناســبة. هذه الموهبة كانت وراء توليه منصب وزير التخطيط لســنوات طويلة. عرفتــه ملتزما بالنظام والتنظيم والعمــل الدؤوب الذى لا يبغي سوى الصالح الوطني. تابع دويدار : رغم كل ميزاته وحســن تعامله مع أعضاء حكومته وكل مــن حوله إلا أن البعض ولأسباب تتعلق بســلوكيات­هم وممارستهم لعملهم ما كانوا يشعرون بالراحة معه. دفعهم هذا الأمر إلى انتهاز كل فرصة للإيقاع بينه وبين الرئيس الراحل محمد حســني مبارك. اســتندوا لتحقيق ذلــك على التأليــف والترويج لحكايات وتصرفــات غير صحيحة لا تتوافــق ومصداقية وأمانة الجنزوري التي كانت جزءا أساســيا من شخصيته الفريدة. أضاف الكاتب :عايشــت هذا التميــز الذي يتمتع به على مدى شــغله للعمل العام وكانت بيننا اتصالات من

وقت لآخر تتعلق بما يُكتب أو يُنشــر بشأن القضايا العامة. الحقيقة أن الراحل كان مثالا عظيما للاضطلاع بالمسؤولية الوطنية على أكمل وجه.

منذ وصول علاء ثابت أرض مطار بغداد لم يشعر أنه خرج من مصر بل شــعر بالمزيد من المودة والترحاب، فكل من يعرف أنه مصري يــكاد يأخذه بالأحضان، بــدون أن يعبأ بمخاطر الإصابة بوباء كورونا، والإجراءات المشــددة للحيلولة دون انتشــاره. تابع الكاتب في "الأهرام": لم تقتصر تلك المشــاعر الــودودة والمحبة علــى العراقيين، بل شــملت جميع العرب الذيــن التقيتهم فــي العاصمة العراقية بغــداد وهم كثيرون ومن مختلف بقاع منطقتنا العربية، وشــعرت وأنا أســير في شــوارع بغداد بنفس مشاعر اللقاءات الرسمية التي تسودها الثقة والــود والدفء، فالعلاقات بين البلدين ظلت على عمقها رغــم كل الظروف والأحداث التي شــهدتها المنطقة في العقود الصعبــة الأخيرة. وكان العراق دوما يســتقبل المصريين بكل حفــاوة، ويعتبرهــم جزءا من نســيجه. فالعمالــة المصرية كانت تدخل العراق بلا تأشــيرة ولا إجراءات، وكان يستقبل الملايين من المصريين الذين يصعب حصر أعدادهم، فهم في كل مكان، وتوجد أحياء وشوارع في بغداد تحمل أسماء وعادات المصريين، من المقاهي إلى المطاعم والكثير من التفاصيل، وهذا الود وتلك المحبة لا تجدها مقصورة على طائفة عراقية واحدة أو جماعــة إثنية، فكل العراقيين بمختلــف طوائفهم وأديانهم وتنوعهم يحملون الكثير من التقدير والمحبة لمصر. أكد الكاتب أن هناك آمالا واســعة بأن تتعمق العلاقات المصرية العراقية، وأن تصبح اتفاقيات الشــراكة والتعاون الاقتصادي مجسدة في مشروعات ضخمة وطموحة، وأن تشارك مصر بشكل كبير في إعادة إعمار ما تم تدميره في العراق ســواء بفعل الحروب المتوالية أو العمليات الإرهابية والمعارك الدامية والطويلة مع الإرهاب، وأن يستعيد العراق عافيته ومكانته. وجاء التفاؤل من الدور المصري من كون البلدين يســعيان إلى رأب الصدع بــن الدول العربية على أســس من الأخــوة ونبذ الخلافات، وإعادة الثقة بين الأطراف مما سهل استغلال تلك الثغرات فى الوقيعة وإشــعال الأزمات، وكان العراق ساحة خصبة لتلك الأزمات العنيفة.

علامات المنافق

مع بداية شــهر أبريل/نيســان من كل عام يبــدأ البعض، كما أشــار محمود عبد الراضي في "اليوم السابع"، الترويج لخداع الآخرين كنوع من الطرافة، وهو ما يطلقون عليه "كذبة نيســان"، ويرى القائمون على هذا الأمر أنه نوع من الدعابة بين الأصدقاء، وســرعان ما يتراجعون عن كلامهم ويعيدون قــول الحقيقية. ورغــم أن هذا النوع من الدعابة ينتشــر مع بداية أبريل/نيســان من كل عام، وتمــوج منصات التواصل الاجتماعي به، إلا أنه للأســف يرســخ لفكرة "الكذب"، حتى وإن كان على ســبيل "الهزار"، خاصة لــدى النشء الصغير، المفترض تعليمه الصدق في القول والفعل منذ نعومة أظافرة لا "الكذب" حتى ولو كان على ســبيل "الهزار". وتعتبر "كذبة إبريل" أو "كذبة نيسان" أو يوم "كذبة إبريل" مناسبة تقليدية فــي عدد من الدول توافق الأول من شــهر أبريــل من كل عام ويشتهر بعمل خدع في الآخرين، يوم كذبة إبريل لا يُعد يوماً وطنياً أو مُعترفا به قانونياً كاحتفال رســمي، لكنه يوم اعتاد الناس فيه علــى الاحتفال وإطلاق النــكات وخداع بعضهم البعض. اوضح الكاتب أن دار الإفتاء المصرية أكدت أن الكذب متفــق على حرمته، ولو حتى على ســبيل الهزار والمزاح، في إشارة إلى شــهر إبريل المشهور عنه وســط المجتمعات بأنه "كذبة إبريل"، وقالت الإفتــاء: الكذب متفق على حرمته، ولو على ســبيل المزاح، ولا يرتاب أحدٌ فــي قُبحه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وســلم: قال "مِن علامــاتِ الُمنافِق ثلاثــةٌ: إذا حَدَّثَ كَــذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخلَفَ، وإذا اؤتُمِنَ خــانَ"، كما قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الســابق عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب، إن قضيــة الكذب فى أول إبريل، بدعة منكرة، والأفضل أن يحتفل فــى أول إبريل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب.

في انتظار الديك

لا يعرف تامر أفندي ما السبب وراء كتابة مقاله هذا غير أنه يشــعر بالتعافي حينما يكتب، تابع في "البوابة نيوز" : ربما طالت بــي فترة المرض هذه المرة لأنني رفضت نصيحة أصدقائي المتكررة باحتســاء "شــوربة الديــك"، ومع أنهم جميعــا أكدوا لي أنها تفعل الأفاعيــل وتزيل التعب وتقوي المناعة، إلا أنني شــعرت بجزء من الفظاعة وربما النطاعة أن أكتسب صحتي على حياة "ديك" نحتاجه وغيره في هذه الأيام الحالكة بشيرا للفجر ولو بالصوت، ثم ما ذنب عائلته ومــا خلفه من دجاجــات في تلك العطســات والاختناقا­ت والتقلبات الجوية. الرجل أقصد "الديك" كاف خيره شــره في عشــته مع دجاجاتــه لا هو طعن دجاجــة بالمطواة في وجهها ولا تحرش بكتكوت صغير في العشة، ولا هو أخرج" الغبغب" في المواصلات العامة.

كانت مزحة ســخيفة تلك التي رددهــا بعض أقراننا ونحن صغار، والتي ربما خرجت من عشش وأعشاش طيور حاقدين إذ كانت تقول: "ديك بــاض بيضة بين بلدين فأي البلدين أحق بالبيضة فيصيح الأغبياء أديس أبابا وآخرون الخرطوم وكنت وزملائي نحــاول أن نصد تتريتهم في القــول بالعقل:"الديك لا يبيــض"، فيزيد آخر تلال الغباء ويقــول: "فعلا الديك يلد"، وكنــت أصرخ أنا من هذيــان المــرض وأردد:" الديك لا يلد ولا يبيض فلا تذبحوه فربما لا نجد ديوكا في وقت".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom