Al-Quds Al-Arabi

محاولاً وصف نفسه «مسلماً من إسرائيل»: منصور عباس... متوج ملوك أم لقيط في بلاط اليهود؟

- ناحوم برنياع

■ الخطــاب الذي ألقــاه رئيس راعم/الموحــدة، منصور عباس، أمــس، لا يحــل العقــدة السياســية، مع أنــه خطاب مهم وشــاق للطريق. يحاول عباس وضع أســاس جديد ومشــترك للعلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل داخل الخط الأخضر. وهو يفلت من هذا الأساس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ويفلت المشاعر الوطنيــة التــي تفعم قلــوب كل واحدة مــن القبيلتين والحســاب الدمــوي الذي بينهما، بــل ويفلت الادعاءات بالإقصــاء والتمييز والظلم.

لهذا الأســاس الذي يقترحه قدمان: واحدة تلمس سلســلة من المشــاكل العملية التــي تثقل على الوســط العربي، وعلى رأســها الجريمــة وانعدام البنى التحتية، وهي مشــاكل يمكــن للحكومة، كل حكومة، أن تتصدى لها لاســتثمار ســخي من المال والمقدرات. والقدم الأخرى قيمية، إذ يعرض عباس شــراكة تســتند إلى فهم الإســام المحافــظ، والمناهــض لليبراليــ­ة والعلمانيـ­ـة، وللنزعــة النســوية، والمناهض للمثلية. إذا تجاهلنا كل آيات «صب غضبك علــى الأغيار فلا ينطفــئ» إذا تجاهلنــا مظاهر الكراهيــة الوطنية

الدينيــة عندهــم وعندنــا علــى حد ســواء، فهذا مفهوم تشــعر فيــه الأحــزاب الحريدية وكأنها فــي بيتها. ولا غــرو أن الحاخام كينيابســك­ي، كبيــر الحاخامــن الليتوانيي­ن، يفضــل عباس على اليســار: فهو يعرف من العدو الحقيقي الذي يهدد أســوار الغيتو خاصته.

ليس مؤكداً أن الوســط العربي مرتاح للجملة التي وصف فيها عباس نفســه كـ «مســلم، عربي ومواطني إسرائيل». ففي مسعى لإبهــار ســامعيه اليهــود، تنازل عن عنصــر مهم فــي هوية وعزة ناخبيه. فإما أن يكون رجلاً شــجاعاً جداً أو أنه سطحي وخفيف العقل. فبذلك، كشف نفســه للادعاء بأنه بالإجمال مرعي، مسلم مدجن، ليس متوج ملوك إنما مخصي في بلاط ملك اليهود.

لقد جاء الضغط لتغيير الاتجاه من الأســفل، من داخل الوسط العربي. فقد مل العرب الإسرائيلي­ون من ميزة الغائبين الحاضرين

في السياســة الإســرائي­لية. فهم يريــدون التأثيــر ، والميزانيا­ت، والوظائــف، وأقــل.. رام اللــه وغزة، أكثــر.. الناصــرة، والطيبة، وراهــط- فوجهتهم نحــو الاندمــاج. كان أيمن عودة السياســي الأول الــذي حــاول تغييــر المنظومة الفكرية. لشــدة الأســف، رد «أزرق أبيــض» يــده الممتده: دخــل عباس ومذهبه الإســامي إلى الفراغ، وبات نتنياهو مع احتياجاته السياسية.

هل يعدّ منصور عباس متوج الملوك ولسان الميزان، أم أن بصره لا يــزوغ من الألقاب التي أضفيت علي؟ خير أنه لا يزوغ بصره، إذ ليس مؤكداً بأنه ســيكون في نهاية المســيرة هو الرجل الذي يقرر أي حكومة ستقوم لنا، إذا كانت ستقوم. فالمفتاح في هذه اللحظة لدى بينيت.

أمــس، التقى عودة وأحمد الطيبي، رئيســا القائمة المشــتركة، مــع لبيد. طلب لبيــد الوصاية به لدى الرئيس. لم يتعهدا رســمياً، ولكن الافتراض أن هذا ما ســيفعلانه. لم يتعهدا بأنهما سيفعلان ذلــك إذا ما طلب منهما أن يوصيا ببينيت. لقد جاءا بدون ســامي أبو شــحادة من التجمع. لم يســتبعد لبيد التجمــع؛ حزب التجمع هو الــذي قرر التغيب. فــي كل ما يتعلق بالتوصيــة للرئيس، تعدّ المشتركة خمسة نواب، وليس ستة.

يحــاول لبيد الوصول إلــى 55 موصياً، كي يتلقــى التعيين من الرئيس، وعندها يقيم مع بينيت حكومة تغيير تناوبيه. فيما يكون بينيت هو الأول في رئاســة الوزراء وهــو البديل. وهذه الخطة لن تتغير حتى لو حصل على موصين أقل.

بينيــت غير ملــزم بأن يقرر فــوراً أي حكومة يفضــل، ولكن ما سيقوله ســيكون له وزن في قرار الرئيس أيهما سيحاول تشكيل الحكومة أولاً، لبيد أم نتنياهو.

في النهاية سيتعين على بينيت أن يقطع الصمت، فإما أن يخرج إلى مغامرة سياســية تنطوي على مراهنــة كبيرة، أو الدخول إلى الأبــد تحت جناحي نتنياهــو. «ثمة احتمال أن تجد آييلت شــكيد مكانها في الليكود» قال لي واحد كان هناك «أما بينيت فســيُلفظ خارجاً».

يديعوت 2021/4/2

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom