حديث القدوة عن «الإسلامويين» و«استعادة غزة» يستثير غضب «حماس» و«الجهاد»
الحركتان وصفتا تصريح عضو مركزية «فتح» المفصول بـ«السقوط» و«الخطيئة الوطنية»
تعرض ناصر القــدوة العضو المفصول من اللجنة المركزيــة لحركــة فتح لقــراره خــوض الانتخابات التشــريعية بقائمة منفصلة عن حركة فتح، لعاصفة مــن الانتقــادات والهجــوم العنيــف مــن أطراف فلســطينية مختلفــة، فــي مقدمتها حركتــا الجهاد الاسلامي وحماس.
وتأتــي هذه العاصفــة ردا على ما قالــه القدوة في مقابلة مــع قنــاة "فرانــس 24": "نحن نعتقــد أن كل الأطراف الموجودة، لديها مشاكل مع الإسلام السياسي أو الإسلاموية السياســية، ورغم ذلك جميعنا حريص على الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة قطاع غزة جغرافيا وسياســيا". وأضاف: "نحن مصرّون على هذا الهدف الوطني المركزي، ولكن ليس بالطريقة التي تمت حتى الآن لأنها ليست حقيقية وهشة وستقود إلى مزيد من المشاكل".
وتابع بالقول: "أنا شــخصيًا سوف أذهب إلى غزة، هي جزء من بلادي ومســقط رأســي وتضم جزءا مهما جدا من الشعب الفلسطيني، وســأمضي بعض الوقت هناك وســنتحدث مع الجميع، وســنرى ما الذي سوف يحدث وكيف ستكون التطورات".
واعتبر القيادي في حركة الجهاد الإســامي داوود شــهاب، تصريحات القدوة ســقوطا وانكشافا لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية، بدلاً من توحيد الصف في مشــروع التحرير واستعادة الأرض من الكيان المحتل.
وتابع القول "يا ســيد ناصر غزة ليست محتلة حتى تفكر باســتعادتها، وإن التيار الوطني الاسلامي ليس خطــرا ولا غريبا ولا طارئاً، حتى تصــوره أنت وغيرك بالمشكلة" .
ودعا شهاب، القدوة للكف عن الحديث عن مصطلح "الاســاموية السياســية" وتوزيع شــهادات الوطنية على الغيــر، مضيفا أن تصريحاتــه خارجة عن العرف الوطني ومحددات العلاقات الداخلية. وشــدّد على أن تصريحاتــه تعبر عــن الاغتراب الوطني والسياســي وعدم الفهم لطبيعة وأولويات المشروع الوطني.
ووصفــت حركــة حمــاس تصريحــات القــدوة بـ "الخطيئة السياســية والوطنية، وتأتي منســجمة تماماً مع المواقف والقرارات الصهيوأمريكية الهادفة إلى تمزيق شعبنا وإطالة أمد الانقسام".
وبينــت فــي بيــان صحافــي أن "تصريحــات القدوة تحــرف البوصلــة الوطنيــة، وتضعف الحالة الفلســطينية في وقت أحوج ما يكون فيه شــعبنا إلى التكاتف وتحقيق الوحدة في مواجهة التحديات".
وأكــدت "أن شــعبنا الفلســطيني صاحب تاريخ نضالي كفاحي طويل، قائم على التعددية السياسية، والتناقض الوحيد فقط مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل ليل نهــار لتهويد القدس وتدنيس المقدســات وضم أراضي الضفة الغربيــة المحتلة وحصار قطاع
غزة الصامد".
وقال عضو المجلس الثوري لحركــة فتح، حاتم عبد القــادر، إن "تصريحات القدوة تخصــه فقط ولا تعبر عن مواقف الأســير مروان البرغوثي أو كل أفراد قائمة الحرية". وأضاف "نحن نحترم الإســام السياسي وإن اختلفنا معه في بعض الجوانب، فالساحة الفلسطينية تتسع للجميع" .
وأشار عبد القادر المقرب من مروان البرغوثي إلى أن الساحة الفلســطينية تتسع لكافة التنوعات والتلاوين السياســية من وطنية ودينية ويسارية، وهذه ظاهرة صحية تؤكد أن الشعب الفلســطيني يتنفس بأكثر من رئة واحدة.
وعبــرت لجــان المقاومة عــن رفضهــا لتصريحات القــدوة، مؤكدة أنهــا تمثل خروجا عن حالــة التوافق الوطنــي ودعوة لاســتمرار الانقســام. واعتبرت أنها تصب في خانة التصريحــات التوتيرية الهادفة لتوتير الساحة الفلسطينية وخلخلة حالة التوافق التي تسود هذه الأيام.
واســتنكرت حركتا "المقاومة الشــعبية" و"الأحرار" تصريحــات القــدوة. ورأت الحركتــان فــي هــذه التصريحــات للعضــو المؤســس للملتقــى الوطنــي الديمقراطي "هجوما على طيف واسع من أبناء شعبنا، ومحاولة لتقديم أوراق اعتماد للغرب".
وقالــت حركــة المقاومــة الشــعبية إن تصريحات القدوة "إساءة لمسيرة الكفاح الفلسطيني بكافة أطيافه وخصوًصا الإسلامية".