مصر تدرس توسيع قناة السويس لتفادي حوادث جديدة

■ إســطنبول ـ الأناضول: قال رئيس هيئة قناة الســويس، أســامة ربيع، إن مصــر تــدرس توســيع القنــاة لتفادي حوادث مشابهة لجنوح الســفينة «إيفر غريــن» التي عطلــت الملاحة فــي القناة لستة أيام.

جــاءت تصريحات ربيع لقناة «ســي أن أن» الأمريكية، مســاء الخميس، وأكد فيها كذلك أن القناة «ليست في حاجة إلى زيادة في عمقها )يبلغ 24 مترا(.

ويبلــغ طول القنــاة 193 كيلــو مترا، وتتكون من ممرين مائيــن متوازيين في شــمالها، لكنها تقتصر على ممر واحد في الجنوب، بعرض 345 متــرا، وهو الجزء الذي جنحت فيه الســفينة البالغ طولها 400 متر.

وافتتحت مصــر القناة موازية للمقطع الشــمالي من قناة الســويس عام 2015 بكلفة 8 مليارات دولار.

ولم يوضح ربيع في تصريحاته للقناة الأمريكية، إن كانت التوسعة التي تجري دراستها تشــمل فتح قناة موازنة للمقطع المنفرد الذي علقت فيه السفينة الجانحة، وطوله 70 كيلومترا.

وتســمح توســعة مــن هــذا القبيل باستمرار الملاحة في القناة، حتى في حال وقوع حوادث مشــابهة لجنوح السفينة «إيفر غيفن».

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مــن الممكــن بحــث توســعة الجزء الجنوبي من القناة.

وأوضح السيسي خلال زيارته للقناة «الأمر متــروك للفنيــن، ولا يريد اتخاذ إجراءات على أساس أوضاع استثنائية» في إشارة لحادثة جنوح السفينة.

وكشــف مســؤولان أن قائد السفينة العملاقــة «إيفــر غريــن» قــام بمناورة خاطئة أدت لانحراف السفينة بشدة قبل

جنوحها بشــكل كامل في المجرى الملاحي لقناة السويس.

وحســبما نشــرته وكالــة «نوفــا» الإيطالية للأنباء، الجمعة، قال مسؤولان في فريــق الإنقــاذ التابــع لهيئــة قناة الســويس، إن قائد السفينة قام بمناورة خاطئة أدت إلى انحراف الســفينة بشدة قبــل جنوحها بهذا الشــكل فــي المجرى الملاحي لقناة السويس.

وأضافا أن المنــاورة الخاطئة تزامنت مــع العاصفــة الترابية ورياح شــديدة. كلها عوامل أدت لفقــدان الرؤية وجنوح الســفينة، إلا أن العوامل الجوية لم تكن مســؤولة مســؤولية كاملة عن الحادث، حيث عبــر قبل هــذه الســفينة نحو 12 سفينة أخرى في الظروف الجوية نفسها والتي لم تكن أبدا عائقا أمام حركة الملاحة في قناة السويس.

وفــي 23 مــارس/ آذار الماضي جنحت «إيفر غريــن» أثنــاء عبورها فــي قناة الســويس بعد تعرضهــا لعاصفة رملية؛ ما أدى إلــى إغلاق القناة وتعطيل الملاحة فيها، وتسبب في إرباك كبير في التجارة العالميــة. وتمكنت هيئة قناة الســويس من تعويم الســفينة في 29 مارس/ آذار، بمســاعدة شــركات دوليــة، ما ســمح باستئناف الملاحة في القناة.

وتحتجز الســلطات المصرية السفينة في البحيــرات المــرة في محــاذاة قناة الســويس، لحــن انتهــاء التحقيــق فــي أســباب الحــادث. وتطالــب مصر بتعويضات بمقدار مليار دولار، تقول إنها عائــدات مفقودة نتيجــة تعطيل الملاحة في القناة. وقناة الســويس أقصر الطرق الرابطــة بين آســيا وأوروبــا، وهي من أكثر الممــرات الملاحية ازدحاما في العالم. ويمر عبر القناة حوالى 12٪من إجمالي التجــارة العالميــة، بما فيهــا 10٪ من إمدادات النفط، و8 ٪من إمدادات الغاز.