Al-Quds Al-Arabi

قبل سيناريو خامس مماثل: تقييد الحكم بولايتين... هكذا تخرج إسرائيل من مأزقها السياسي في الانتخابات المقبلة

- إسرائيل هرئيل –

■ إن جوهــر أيديولوجيـ­ـا «الحملــة الانتخابيـ­ـة الأخيرة» هــو «فقط ليس بيبي» أو «فقط بيبي» (أيضاً «بيبي بأثر رجعي» بقلم ســموتريتش وبن غبير

معوز(. يشــير المناخ الآن إلى انعطافة معينة: باستثناء من يؤيدون نتنياهو الذين يســيرون وراءه، ســواء بتعرج إمــا لليمين وإما لليســار، مثل قطيع في أعقاب الركود، فإن الأحزاب الأخرى الآن ملتزمة أكثر مما كانت في الجولات الانتخابية الســابقة بالوفاء بوعودهــا للناخبين. النتيجة هــي: طالما يترأس نتنياهو الليكود فلا يمكن تشــكيل حكومة، أي حكومة، في إسرائيل. خسارة على الجهود الكثيرة التي يبذلها اليســار واليمين لتشــكيل حكومة مســتقرة. حتى لو تم تشــكيل منتج صناعي بهــذه الصورة أو تلك، فســينهار بعد فترة قصيرة وسيجلب معه خيبة أمل ويأساً.

حتى لو رضي يئير لبيد ومكن نفتالي بينيت من تشــكيل الحكومة )أو أنه هو نفســه قام بتشكيلها وســمح لبينيت بأن يكون الأول في التناوب( بدون إشــراك القائمة المشــتركة، فلا توجد أي إمكانية لتشــكيل، حتى ولو مؤقتاً، حكومة مصالحة وإصلاح. صحيح أنه بســبب أن نتنياهو شرعن «راعم» فإن القائمة المشــتركة أيضاً يمكن أن تأتي. الســؤال الذي بقي هو: هل يمكنها أن تعمل هذه الحكومة في المجالات الأكثر أساسية؟

مثــال غير خيالــي أبداً: حماس متشــجعة لوجــود حكومة في إســرائيل مرتبطــة بحزب عربــي، تســتأنف هجماتها علــى بلدات الجنــوب.. وصراخ الســكان يصل إلى عنان الســماء.. والجيش الذي اضطر إلى العمل يتســبب بخســائر في أوساط الغزيين. وفي اليوم نفسه، نفترض أن القائمة المشتركة ســتكون ملزمة بالانســحا­ب من الحكومة، حتى لو بسبب ضغط الرأي العام لديها، الذي ســيتهمها -حتى لــو أرادت أن تضبط نفســها- بخيانة الأخوة الفلسطينيي­ن المحاصرين في قطاع غزة. ويمكننا جلب أمثلة أخرى كثيرة.

في المقابل، إذا اختار بينيت الانضمام لنتنياهو و»راعم» في نهاية المطاف، فليس لهذه الحكومة إمكانية للبقاء. ســتكون «راعم» في المثال الغزي، صورة مشــابهة تماماً للقائمة المشــتركة في حكومــة يمينية. إضافة إلــى ذلك، فإنه يمكن لمــن يكون في وضــع يائس، مثل نتنياهــو، تخيل حكومــة يجلس فيها منصور عباس وايتمار بن غبير وحتى بينيت معاً.

المخرج من هذا الطريق المسدود، و)غير( عادي، ومتوفر وممكن: لأن نتائج الجولة الرابعة لا تمكن لبيد )أو بينيت( من جهة، ونتنياهو من جهة أخرى، من تشــكيل حكومة قابلة للعيش، ولا مناص من انتخابات خامسة. وإلى جانب الأزمة لتي تشــكلت جراء الأســباب التي أجبرتنا على الانجرار إليها، سيكون بالإمــكان أن نخرج من المر شــيئاً حلواً: هنــاك أغلبية في الكنيســت المنتخبة يمكنها أن تتسبب في تشكيل حكومة مستقرة بعد الانتخابات الخامسة. كل ما يجب على هذه الأغلبية أن تفعله هو سن قانون يحدد فترة رئيس الحكومة بولايتين )وهو تشريع طالب به نتنياهو عندما كان في المعارضة(.

مــن المقبول، وهــذا جيد جــداً، أنهــم لا يقومون بســن قوانين شــخصية بأثــر رجعي. التصويت على ذلك في الكنيســت )التي ســتؤدي يمين القســم في الأســبوع القادم( يجب أن يوجه للمســتقبل، لما ســينتج بعد الانتخابات الخامســة. لينجح من ينجح فيها. حسب القانون، لن يستطيع نتنياهو بعدها أن يصبــح رئيســاً للحكومــة. الليكــود الذي يمكنــه العودة وأن يكــون حزباً وليس قطيع أغنام، ســيعيد لنفســه ناخبين كثيرين. وســيكون هذا التشريع مثابة انعطافة دراماتيكية، وربما حتى تاريخية، ســتنقل إســرائيل إلى آفاق اجتماعية وسياسية كانت مغلقة لسنوات كثيرة.

هآرتس 2021/4/2

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom