Al-Quds Al-Arabi

«نيويورك تايمز»: ما حدث في الأردن ليس انقلاباً لكن اعتقالات... الوضع تحت السيطرة

- لندن – «القدس العربي»

من إبراهيم درويش:

نشــرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً عن التطــورات الأخيرة فــي الأردن واعتقال مســؤولين بارزيــن واحتجــاج ولــي العهد الســابق في شــريط فيديو أرســله محاميه إلى هيئة الإذاعة البـــريطا­نية )بي بي سي( وجاء فيه أن الاعتقـــا­لات شمـــلت فرداً مـن العـــائلة المالكة ومـــستشار­اً بـــارزاً للمـــلك عـبد الله الثـاني فيـــما احـتج الأمـير حـمزة فــي شــريط فيديو درامــي علــى محاولات إسـكاته.

وأشــارت الصحيفة إلى أن باسم عوض الله، مستشــار الملــك عبد اللــه ووزير المالية الســابق والشــريف حســن بن زيد والذين كان مبعوثاً سابقاً إلى السعودية وعدد آخر من المســؤولي­ن كانوا من بين المعتقلين الذين قال مســؤولون إن اعتقالهم جاء لتهديدهم «أمــن واســتقرار الأردن». وأشــرف عوض اللــه على عملية الإصلاح السياســي قبل أن يصبح رئيســاً للديوان الملكي في عام 2008 وأصبح في الفترة الأخيرة مستشــاراً لولي العهد الســعودي محمد بن سلمان ووجهت له اتهامات في قضية فساد.

إقامة الجبرية

ولــم يعــرف مصير ولــي العهد الســابق الأمير حمــزة في البداية حيــث أكد الجيش والأمن طلبه من الأمير التوقف عن المشاركة في النشــاطات التي تقوض أمن واســتقرار الأردن، ولكــن الأمير خرج بفيديو صور يوم الســبت وقال فيه إنه تحت الإقامة الجبرية ووصف كيف طلب منــه الالتزام بالبيت مع زوجته وأولاده وكجــزء من عملية الملاحقة التــي قامت بهــا الخدمــات الأمنيــة. وقال إن عــدداً مــن الأشــخاص الذيــن يعرفهــم وأصدقاءه اعتقلوا وتم تجريده من حرســه وقطــع الإنترنــت وخطــوط الهاتــف. ولــم يبــق أمامــه إلا «هذا الشــكل مــن الاتصال» أي الهاتــف النقال، مشــيراً إلى أن تعليمات صدرت للشــركة بقطع الخــط «وربما تكون هذه المرة الأخيرة التي أقوم باتصال». وأكد مالك دحــان، المحامي الدولي أن الشــريط من الأمير حمزة، عضو معهد قريش للقانون والسياســة فــي لنــدن وعبــر عــن قلقه من «الوضع المتصاعد .»

وأكــد حمزة أنه قام بتســجيل الشــريط حتــى يبدد أي شــكوك مــن أنــه كان جزءاً مــن مؤامــرة أو منظمــة خبيثــة أو جماعــة مدعومــة من الخــارج «كما يوصــف هنا أي شخص يحاول الانتقاد». وتعلق الصحيفة أن اعتقال مســؤولين بارزيــن وأعضاء في العائلة أمــر غير معروف في الأردن، خاصة أن المملكة هي من الدول الأكثر استقراراً في المنطقة والحليف القــوي للولايات المتحدة،

بخاصة فــي عمليات مكافحــة الإرهاب في الشــرق الأوســط. ولها حدود مع إسرائيل والأراضــي الفلســطين­ية المحتلــة وســوريا والعراق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ند برايس «نتابع التقارير ونحن على اتصال مع المســؤولي­ن الأردنيين» و»الملــك عبد الله هو شــريك للولايات المتحدة وندعمه بشكل كامــل». وتولي عبد اللــه الثانــي، 59 عاماً، العــرش في عام 1999 بعد وفــاة والده الملك حســن، وولي عهده الحالي هو ابنه الأمير حسين بن عبد الله، 26 عاماً. والأمير حمزة، هــو الأخ غير الشــقيق للملك عبــد الله، وهو أكبر أولاد الملك حســن والملكة نور، زوجته الرابعة وأرملته التي ولدت لعائلة سورية - أمريكية. وعين وليًــا للعهد في 1999 قبل أن ينقلها الملك الحالي لابنه في 2004.

وعادة ما التقطت صور للأمير حمزة وهو يقابل مشــايخ العشــائر في شــرق الأردن ويقــال إنــه يحظــى بشــعبية بينهــم، نظراً لشــبهه الكبير لوالده المحبوب لدى الكثيرين فــي المملكــة. وأثــار ضجــة فــي المملكة في لقاءاتــه الكثيرة وقادة القبائل وما ينشــره علــى «تويتر» خاصة كلماته الحماســية «يا بلــدي». وكانــت زياراته ولقاءاتــه مع قادة القبائل بناء على دعوة منه محاولته لإظهار أنه لا يزال مهماً وقريباً من الناس.

ويواجه الأردن مشــاكل على مســتويات عــدة، فهو وســط موجة ثانية مــن فيروس كورونــا، ووصلــت حــالات الإصابــة أكثر مــن 600.000 حالــة وأكثر مــن 7.000 وفاة، ووصل معــدل الإصابة اليومــي إلى 6.500 حالة في بلــد يبلغ تعداد ســكانه 11 مليون نســمة. ومع أن الأردن نجا مــن اضطرابات ما أطلــق عليه الربيــع العربي قبــل عقد في 2011، إلا أنــه اســتوعب مئــات الآلاف مــن اللاجئين الســوريين الذين فــروا من الحرب الأهليــة، حوالــي 650.000 لاجــئ ســوري، ممــا زاد من الأعبــاء على المملكــة التي ليس مصـادر كبيرة.

تطور مهم

وتقــول الصحيفة إن الوضــع في الأردن يهم إســرائيل التي وقعت اتفاقية سلام مع المملكة في 1994، وتقيم علاقات أمنية وثيقة معها. وفي حوار يوم السبت بين مسؤولين أردنيــن بارزيــن ومســؤولين عســكريين وأمنيين إســرائيل يوم الســبت أكدوا فيها، حســب مســؤول إســرائيلي طلــب عــدم الكشف عن هويته، أنه لم تكن هناك محاولة انقلابيــة، وأن الإعلام بالــغ في الحديث عن مخاطر الوضع. واعترفوا في الوقت نفســه باعتقالات.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن المسؤولين الإســرائي­ليين تعاملوا مع الأمــر كتطور مهم ولا يتذكرون حادثاً مثله في السابق. وذكر الأمير حمـزة أن رئيـــس هيئـة الأركـان زاره وأخبـــره أن نقـداً للمـلك أو الحكـومة جـرى في لـقاء حضره حـــمزة. و«سألته إن كنـت من انتقد» وأخبـــره أن هذا تـحذير منه ومن المـخابرات بأن يلـزم بيتـه ولا يسـمح لـي إلا بزيـارة العـــائلة وأنه لا يسـتطيع اسـتخدام تويتــر أو التواصــل مــع الناس. ووصـــف الأردن بالفساد والعقـــيم وببلد لا يتسـامح مــع النـــقد، مشــيرًا إلــى أن نقــداً بســيطاً للسـياسة قد يـقود للاعتـقال والانتـهاك.

ونقلــت الصحيفــة عــن عوديــد عيران، السفير الإســرائي­لي الســابق في عمان، أن الوضــع في الأردن غير واضــح ولكنه «على مــا يبــدو لا يهــدد القيــادة الآن» مضيفًا أن الســلطات «تعاملــت معه ســريعاً وبفاعلية واضحــة». وعبرت الســعودية عــن دعمها للمملكة في بيان من الديوان الملكي نشــرته وكالة أنباء رويترز يوم السبت.

 ??  ?? أردني يتابع الصحف المحلية التي عنونت على صفحتها الأولى عن الأحداث الأخيرة في البلاد
أردني يتابع الصحف المحلية التي عنونت على صفحتها الأولى عن الأحداث الأخيرة في البلاد

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom