اتهامات لـ «قسد» بالاستيلاء على أراض لمسيحيين في الحسكة
اتهم مدير «المرصد الآشــوري لحقوق الإنسان» جميــل دياربكرلي، قــوات ســوريا الديمقراطية )قســد( و«الإدارة الذاتيــة» التابعة لهــا، بتنفيذ مخططات تهدف إلى التغيير الديموغرافي، منتقداً صمــت «التحالف الدولي» الــذي تقوده الولايات المتحدة، حيال هذه الممارسات.
اتهامات المرصد تأتي على خلفية وضع «الإدارة الذاتية» يدها على مساحات من الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها لعائلات سريانية مسيحية، في منطقة المالكية في ريف محافظة الحســكة شــمال شرق سوريا.
وفي تصريح خــاص لـ«القــدس العربي» أكد ديار بكرلي، استيلاء «الإدارة الذاتية» على أراض زراعية في قرية ســويديك جنوبي مدينة المالكية، مشيراً إلى امتلاك أصحابها وثائق رسمية )طابو( تؤكد ملكيتهم لها. وقال إن أهالي القرية المسيحية فوجئوا بقيام آليات ثقيلة تابعــة للإدارة الذاتية بعمليات حفر وتســوية للأراضي، بهدف زراعتها بالأشجار المثمرة. وأضاف دياربكرلي، أن الأهالي اعترضوا على تنفيذ المشــروع، وردت الإدارة بأن المشروع لا رجعة عنه، وهو قرار نهائي، كاشفاً في هذا السياق عن وصول أنباء للمعترضين بأن قرار تنفيذ المشروع اتُخذ من قبل قيادات حزب «العمال الكردستاني» الذي يهيمن على قرار «قسد».
وبيّن مدير المرصد المســيحي، أن سويديك هي القريــة المســيحية الوحيدة في المحيــط القريب، حيــث تقع بمحيطها قرى عربيــة وكردية، ما يدلل من وجهة نظــره على وجــود مخططــات تغيير ديموغرافي تستهدف ســكان هذه القرية تحديداً. وقــال إن أراضي القريــة ذات الطبيعــة الجبلية تتمتع بخصوبة عاليــة، وبطبيعة خلابة، وتتوفر فيها المياه، وكل ذلك أســهم في دفع الإدارة الذاتية إلى محاولة الاســتيلاء عليهــا، لافتاً إلــى إقامة «قســد» معســكرات تدريبية للأطفال فيها، محذراً من مخطط يهدف إلى الســيطرة علــى كل القرية، وتهجير سكانها.
وحسب دياربكرلي، فإن الحالة الأخيرة ليست الأولى مــن نوعها، مؤكداً أن «المرصد الآشــوري» وثق عشرات عمليات الاستيلاء على الأراضي التي تعود ملكيتها لمسيحيين، من قبل الإدارة الذاتية، أو من شخصيات محسوبة عليها.
وقال: «كل ذلــك يأتي في إطــار التضييق على المســيحيين، حيــث عمــدت الإدارة الذاتيــة إلى التضييق على المدارس المســيحية والسيطرة على الممتلكات» مســتدركاً: «لكن يبقى وضع المسحيين في مناطق «قســد» أفضل بقليــل مقارنة بمناطق المعارضــة والنظــام، غيــر أن ما ســبق، لا يعني أن الانتهــاكات غيــر موجودة بحق المســيحيين، وأعدادهــم انخفضت إلى ما دون الـــ20 في المئة، مقارنة بالعام 2011 ». وبسؤاله، عن دور «التحالف الدولــي » الداعــم لـ »قســد» قــال: «تواصلنا مع وزارتــي الخارجيــة الأمريكيــة، والبريطانيــة، والواضــح أن دول التحالف تهتــم لمصالحها أكثر من الاهتمام بوضه المســيحيين في مناطق «قسد» بحيث لا تعطي تلك الــدول أهمية للانتهاكات على المسيحيين وغيرهم من مكونات المنطقة.»
وأضــاف دياربكرلــي، يبــدو أن اســتقواء «قســد» بالتحالف الدولــي، وإدراكهــا للمصالح الاســتراتيجية لتلــك الــدول، دفعها إلــى زيادة الانتهــاكات والإحســاس الزائد بالقــوة، داعياً التحالف إلى ممارســة الضغط على «قسد» لوقف الانتهاكات.
وحذر من خطورة استمرار الانتهاكات والتعدي على أملاك المواطنين في قرية ســويديك، وعمليات التغيير الديموغرافي التي تطال الكثير من المناطق المســيحية، وقــال : «كل هذه الانتهــاكات وغيرها تنعكس ســلباً علــى ما تبقى من حضــور ووجود ســرياني آشــوري كلداني مســيحي في المنطقة، الذي انحدر إلى أدنى مستوياته» مناشداً المجتمع الدولــي، وكل المنظمات الدولية التي تعنى بقضايا حقوق الإنســان، بالإضافة إلى الــدول التي تدعم وتمــول الإدارة الذاتية، بالتدخل مــن أجل أيقاف هذه الممارسات والانتهاكات .»
في المقابل، أكــدت الإدارة الذاتيــة، أن الهدف من تشــجير الأراضي في ديريك، هو الحفاظ على الغطــاء النباتــي وزيــادة المســاحات الخضراء وحماية التربة من التصحر. وأضافت عبر وسائل إعــام تابعة لها، أن التشــجير عبارة عن تحويل أرض جــرداء أو المزروعــة إلى غابــات، موضحة أن «منطقة ســويديك تعتبر من المناطق السياحية التــي يقصدها النــاس من مختلف مناطــق إقليم الجزيرة مع العلم إنها تحتوي على بعض الأشجار وجاء المشــروع لزيادة المســاحات الخضراء فيها واستقطاب عدد أكبر من الناس.»