Al-Quds Al-Arabi

«أسوشيتدبرس»: تحرك الملك عبد الله الثاني ضد الأمير حمزة يعطي صورة عن محدودية تسامحه مع المعارضة

-

نشــرت وكالة أنباء أسوشــيتدب­رس تقريراً لمراســلها في القدس جوزيف فدرمان قال فيه إن الســلطات الأردنية أعلنت يوم الأحد أنها أحبطت «مؤامرة خبيثة» شارك فيها ولي العهد السابق تهدف لزعزعة اســتقرار الأردن وبدعــم أجنبي، وبشــكل ناقض تأكيــدات الأمراء البارزين الذين قالوا إنه عوقب بســبب حديثه عن الفساد والعقم في البلاد.

وفي وجه الروايات المتضادة سارعت الولايات المتحدة والحكومات العربية للوقوف مع الملك عبد الله الثاني، بشكل عكس أهمية الأردن في منطقة مضطربة. وأشــار التقرير إلى أن نقد الأمير حمزة غير المسبوق للطبقة الحاكمة، دون تســمية الملك قد يعطي دعماً للشكاوى المتزايدة حول سوء الحكم وانتهاكات حقوق الإنسان في الأردن.

وفي المقابــل كان رد الملك عبد الله الثاني على أخيه غير الشــقيق ووضعه تحت الإقامة الجبرية وتوجيه تهم له بارتكاب جرائم خطيرة يكشــف عن حدود المعارضة العامة التي يرغب بالتسامح معها. وقال وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء أيمن الصفدي إن استقرار وأمن الأردن يعلو على كل شــيء. واتهم الصفدي الأمير حمزة ومســؤولين بارزيــن بالتآمر ضد الأردن وأنه «تم إحباط المؤامرة كلياً ». لكن مؤتمر الصفــدي الصحافي لم يقدم الكثير ليجيب على الأســئلة التي تحيط بالأحداث الدرامية التي شــهدتها البلاد. ففي ليلة السبت ويوم الأحد سرب الأمير حمزة تسجيلات بالفيديو قال فيها إنه وضع تحت الإقامة الجبرية.

وقالت والدته الملكة نــور إنها تصلي من أجل ظهــور الحقيقة لكل الضحايا الأبرياء. ويظل الملك حســن والد الملــك والأمير محبوبًا في الأرض بعد عقدين على وفاتــه. وتم تعيين حمزة وليًا للعهد بعد وفاة والده في 1999، ليتم تجريدها منه بعد خمســة أعوام، ومع ذلك ظلت العلاقــات جيدة بينهما في وقت كان لــدى الأمير حمزة الوقت الكافي لنقد سياسات الحكومة.

وعقد الأمير حمزة في الفترة الماضية علاقات مع قادة العشــائر في تحرك اعتبر تهديداً للملك. واتهم حمزة في تســجيله الطبقة الحاكمة بالفســاد وقمع حرية التعبير. ويعتبر حمزة شخصية تحظى بشعبية في الأردن وينظر إليه كشــخصية مســتقيمة وتقية ومتواضعة. لكن الصفدي في مؤتمر متلفز رســم صــورة مختلفة عنــه، واتهم الأمير بالتورط في مؤامرة سرية كانت ستضر بأمن البلاد لو لم يتم إحباطها في اللحظة الأخيرة. وقال الصفدي إن المخابرات اعترضت الاتصالات وتنصتت على مكالمات حول ساعة الصفر مما يعطي صورة «أن المؤامرة خرجت من طور النقاش إلى التخطيط والعمل». وتظل رواية الحكومة الأخيــرة غامضة من ناحية أنها لم تقدم تفاصيل عن المؤامرة المزعومة ومن هي الدول التي تورطت فيها. ولكنــه قال إن 14 من مقربي الأمير اعتقلوا بمن فيهم مســؤولون سابقون، باســم عوض الله والشريف حسن بن زيد. وكان عوض الله وزيراً للمالية ومديراً للديوان الملكي.

وقال الصفدي إن قيادة الجيش حذرت حمزة وأمرته بالتوقف عن النشاطات المضرة ولكنه رفض. وزعم أن حمزة سجل أشرطة الفيديو وســربها لمصادر أجنبية من أجــل الحصول علــى التعاطف الدولي والمحلي. ووصف نشــاطاته بأنهــا تحريض ومحاولــة للتعبئة ضد الدولة. أما عوض الله، رجل الأعمال البارز في الخليج فقد اتهم بإدارة العلاقات مع الأطــراف الخارجية. وقال إن جهات أجنبية عرضت على زوجة الأمير إخراجها.

وقال روي شابوشــنكي إنه رجل أعمال ســابق يعيش في أوروبا وصديــق للأمير حمزة ولا علاقة له بالموســاد أو أي مخابرات أخرى. وقدم العرض لزوجة الأمير وأولاده بعدما علم بمأزق الأمير وأنه جاء «نظراً للصداقة القوية» بين العائلتين.

أما خروج الخلافات داخل العائلــة المالكة للعلن فهو أمر جديد ولم يســمع به، وأي إشارة عن عدم الاســتقرا­ر قد تثير القلق في المنطقة. وقال لبيــب قمحاوي، المحلل الأردني إن الدعم مــن الولايات المتحدة والدول العربية يعكس علاقات الملك القوية مع دول المنطقة والقلق من إمكانية حدوث المشاكل نفسها في الدول الأخرى.

 ??  ?? الملك عبد الله مع الأمير حمزة وزوجته الأميرة بسمة خلال حفل زفافهما في عمان 2012
الملك عبد الله مع الأمير حمزة وزوجته الأميرة بسمة خلال حفل زفافهما في عمان 2012

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom