تشكيليون عرب يكتشفون الأسرار الفنية لقرية أمطي التراثية العمانية
■ مسقط - من حجاج سلامة: تتفرد سلطنة عمــان، بتراثهــا الوافــر، وعمارتهــا ومبانيها القديمة، وما تضمــه من أودية أفــاج وطبيعة عربية ساحرة، وما ينتشر فيها من قلاع وقصور تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.
وفي إطــار ما تتمتــع به ســلطنة عمان، من معالــم تراثيــة صارت قبلــة للزوار مــن داخل الســلطنة وخارجهــا، ووجهة لعشــاق التراث والطبيعة الخاصــة، لقري عمــان القديمة، فقد جمعــت قرية إمطــي التراثية في ولايــة إزكي، بمحافظة الداخلية، عشــرات مــن كبار الفنانين التشــكيليين العرب، في مشروع تشكيلي تراثي استهدف توثيق معالم إمطي، وشواهدها الأثرية والتاريخية، وصور طبيعتها وأوديتها وافلاجها ونخيلها واشــجارها، وكل ما تبقــي من منازلها القديمة، وحاراتها وشوارعها ودروبها العتيقة، وذلك في إطار مشــروع فني وثقافي وسياحي، تشرف عليه الفنانة التشــكيلية العمانية، مريم الزدجالية.
وتضمن المشــروع من بين باقة فعالياته إقامة «معــرض الملتقي التشــكيلي الدولي الإفتراضي للأعمال الصغيــرة.. ما وراء إمطي». والذي أقيم برعاية السيدة ميان بنت شهاب آل سعيد، وشارك فيه 122 مــن الفنانات والفنانين التشــكيليين، من أعضــاء الرابطة العربية للفنــون، والذين ينتمون لدول عربيــة عدة بينها الكويــت، والمملكة العربية الســعودية، ولبنــان، ومصر، واليمــن، والعراق، وقطر، وليبيا، وفلســطين، والبحريــن، والجزائر، والســودان، وســوريا، والأردن، بجانب ســلطنة عمان.
وقال الفنان التشــكيلي العماني، سعيد العلوي، عضــو اللجنة المشــاركة فــي تنظيــم المعرض في الرابطــة العربيــة للفنون، إن امطــي التي جمعت عشــرات الفنانين في مشروع تشــكيلي تراثي هو الأكبر عربيا، هي قرية تراثية قديمة، في ولاية إزكى،
في محافظة الداخلية، صاحبة التاريخ والإسهامات الحضاريــة والموقع الطبوغرافــي المتميز، وتتكون من الهضبة الكبرى الواقعة في وســط البلاد، حيث يوجد الجبل الأخضر الذي تنحدر من سفوحه هذه الهضبة في اتجاه الصحراء.
ولفــت إلى أن قرية إمطي تشــتهر بجانب تراثها المعمــاري، ومعالمهــا الأثريــة، بطبيعة ســاحرة وأوديتها وأفلاجها القديمة.
واعتبر «أن اســتخدام الفنون في صون وإحياء وتوثيق التــراث، وتســليط الضوء علــى المعالم التاريخية، لقرية إمطــي، كان هو الهدف من تنظيم المعــرض، الذي جعل من القريــة مركز جذب، وقدم معالمها في صــور تشــكيلية طافت أرجــاء العالم العربي.
ومن بــن ما يتفرد بــه العمانيون تــراث أصيل أنجزوه، وصاغــوه، وورثوه، وحافظوا على معالمه وعبقــه وألقه. وإلــى العمانيين تنســب الكثير من أمجاد التاريخ العربي، وفيها قلاع وحصون ومعالم تقف شــاهدة على عراقة ســلطنة عمان، وتفردها بشــواهد ومعالم صــارت اليوم تراثا للإنســانية جمعاء.
ولفت إلــى أن الاهتمام بالتــراث وصون المواقع التراثيــة العمانيــة، هــو أحــد الإســتراتيجيات الرئيســية في الســلطنة، في ظل مســاعِ تستهدف المحافظة على مفــردات التراث الوطنــي، وجمعها وتيســير الانتفاع بهــا وحمايتها وترميــم معالمها باعتبارها ميراثا حضاريا، وأحد صور الحفاظ على الهوية الوطنية للسلطنة.
وقالــت الفنانــة التشــكيلية العمانية، مريم الزدجالية، رئيســة المشــروع الفنــي والثقافي والســياحي، في قرية إمطي، والرئيسة السابقة لجمعية الفنون التشــكيلية في ســلطنة عمان، إن قريــة إمطي أصبحت الفضــاء الأجمل لولادة المشــروع الوطني «تخليد اللحظة الأثرية بالفن» والذي تقوم رســالته على فكرة تســخير الفنون التشــكيلية في خدمة التراث العماني، وتجسيد مفرداته الســياحية بواقعيــة عصرية، وتحقيق رؤيــة حضارية تُبرز الرســالة الإنســانية التي تتبناهــا عمان في تعميق وشــائج الســام، من خلال التراث الحضاري والإنساني.
مــن جانبها، قالت رئيســة الرابطــة العربية للفنون، الفنانة التشــكيلية الســعودية، نجوى رشــيد «إن معرض ملتقى إمطي، أكد على اعتزاز الفنانــن التشــكليين العرب، بتــراث أوطانهم، وأتاح الفرصة لعشــرات الفنانين ممن شــاركوا بأعمالهــم الفنية فــي المعرض، للقيــام بتجربة تشــكيلية عربيــة جماعيــة، تُبرز جمــال تراث ومعالم وآثار وطبيعة أحد قرانا العربية العريقة في سلطنة عمان الشــقيقة» مؤكدة على أهمية أن تتكرر تجربة قرية إمطي التراثيــة العمانية، في أنحاء أخري من بلدان عالمنا العربي.
يذكر أن «معــرض الملتقــى التشــكيلي الدولي الإفتراضــي للأعمــال الصغيرة، مــا وراء إمطي» قد جــاء تنظيمــه ضمن المشــروع الفنــي الثقافي الســياحي «تخليد اللحظة الأثريــة بالفن» والذي انطلق برئاســة الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية، في بداية العام 2019، وهو مشــروع وطني عماني، يهدف إلى توظيــف أدوات الفنون التشــكيلية في إحياء تراث حارتي العين، والسواد في قرية إمطي، بولاية إزكي، بمحافظة الداخلية، والعمل علي ترميم وصون المعالم التراثية والأثريــة، وإقامة فعاليات فنية تســلط الضوء علي تراث وتاريخ تلك المنطقة محليا وعربيا. )د ب أ(