Al-Quds Al-Arabi

إسرائيل تعرض اللجوء على عائلة الأمير... والأردن أمام هوليوود «العائلي» و«الأمني»

«تصلي» لإظهار الحقيقة... والصفدي: «راقبناه سراً... وكانوا بين التخطيط والتنفيذ»

- سمدار بيري

■ تتهــم محافل أمنية رفيعة المســتوى في عمان إســرائيل بالتدخل فــي قضية محاولة الانقــاب في الأردن. «إســرائيل هــي الدولة التــي عرضــت اللجــوء علــى زوجــة الأميــر حمــزة» أعلن أمــس جــواد العنانــي، رئيس الــوزراء الأســبق المقرب مــن القصــر الملكي. ففــي مقابلة مع موقع «عمــون» للأخبار، قال العناني إن إسرائيل عرضت تخصيص طائرة خاصة للأميرة بســمة ونقلها إلــى الأراضي الإسرائيلي­ة.

وأفــاد موقــع الأخبــار الأردنــي، أمــس، بــأن ضابطــاً ســابقاً مــن الموســاد، روعــي شبوشــنيك، هو الذي زعم أنه اتصل بزوجة الأمير مساء السبت. وشــطب النبأ بعد إبداء محافل إسرائيلية ملاحظة لمحافل أردنية.

إن سلســلة الاعتقــال­ات فــي قمــة الحكم وكشــف الإقامــة الجبرية التــي فرضت على الأميــر حمــزة، الأخ غيــر الشــقيق للملك عبد اللــه، قســمت الجمهــور الأردنــي إلــى ثلاثة معســكرات: أولئــك المتمســكي­ن بالروايــة الرســمية ويدعــون بأن هنــاك إعــداداً فعلياً لمحاولة انقــاب؛ وأولئك الذيــن يؤمنون بأن الأمير حمزة ليس ســوى منتقد لما يجري في القمة؛ وأولئك الذيــن يعجبون مما جعل الملك عبد اللــه يثور علــى أخيه ويغلــق عليه وعلى زوجته وأبنائهما في بيتهم. إضافة إلى ذلك، علــم في الأردن أمس بأن قوات الأمن تحاصر ســفارة الإمارات في عمان، وذلك بعد أن دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأن «دولة أجنبية» ضالعة في محاولــة الانقلاب. إلى جانب ذلك، انتشــرت أمس شائعات بأن السفير الإماراتي اعتقل.

الملكــة نــور، الــذي يعدّ حمــزة ابــن الـ 41 بكرهــا، والذي يشــبه أباه الملك حســن أكثر مــن 11 من أبنائــه، غردت بــأن الحديث يدور عن «تشهير شــرير». وأضافت بأنها «تصلي لإخــراج الحقيقــة والعدالــة إلــى النــور.» «مسموح النقد الموضوعي للوزارات الحكومة ولكبــار رجالات الحكم» أوضــح مصدر رفيع المســتوى فــي عمــان «ولكــن هنــاك قاعــدة صريحــة: «محظــور حظراً باتــاً انتقاد جلالة الملك». أما الأمير المتهــم فيدعي بأنه لم يخرج ضد «سيدنا» الملك.

عــرض الصفــدي الموقــف الرســمي فــي الظهيرة، واتهم الأمير حمزة بأنه حث رؤساء العشــائر الكبيرة في الأردن علــى العمل ضد الأمن الوطني. وأوضح الصفدي بأن نشــاط الأميــر كان يخضــع لتحقيقات ســرية لفترة طويلــة. وأضاف بــأن المشــبوهي­ن كانوا في المرحلــة الانتقاليـ­ـة بــن التخطيــط والتنفيذ للانقــاب عند القبــض عليهم «وقــد اتخذت خطوات مختلفة .»

وحسب الصفدي، أوصى الفريق الأردني المتابــع للأمــر، الملــك عبد اللــه بنقــل الملفات لعنايــة المحكمــة الأردنية لأمــن الدولة، ولكن الملك فضل بداية أن يتحدث مباشرة مع أخيه غير الشــقيق، والآن تبذل مساع لحل المشكلة «في داخل الإطار العائلي.»

اعتقــل فــي الأردن حتــى الآن بــن 14 إلى 16 شــخصاً: حــراس الملك حمزة، ورؤســاء عشــائر، وضابط ســابق، والشــريف حسن بن زيد، ود. باســم عوض الله الذي كان وزير المالية ورئيس ديوان الملك عبد الله.

الأميــرة بســمة، الزوجــة الثانيــة للأمير حمــزة وأم لخمســة مــن أبنائــه، تزوجا في كانون الثاني 2012 بعد أن فشــل زواج حمزة الأول. ومثــل إخوانــه الآخريــن، أزيح حمزة عن مناصبه الرســمية فاســتاء إلــى أن وجد أذناً مصغية لدى رؤســاء العشــائر وقصور الخليج. الملكــة نــور، أم حمــزة، تســكن فــي الولايــات المتحــدة، وتقــل في زيــارة الأردن. وعنــد مجيئهــا تبقى فــي الظل، ولكــن تطلق تلميحات شــديدة الوضوح من خارج المملكة، دون أن تذكــر صراحة اســمي الملــك والملكة. بين رانيا والملك شبكة علاقات عكرة على نحو خاص مع الملك: فنــور رفضت نقل تاج الملكة، كما هــو دارج، إلــى الملكة الجديــدة، وتغيبت قصــداً عــن الاحتفال. «ما يحصــل في أروقة القصــر الملكــي الأردنــي» كمــا وصفت أمس شــخصية رفيعــة المســتوى جــداً فــي عمان «مفعم بتفاصيل لذيذة، مشــوقة وأكثر إثارة حتى من فيلم هوليوودي.»

مــع أن الملــك عبد اللــه حظي أمــس بوابل

مــن برقيــات التأييد مــن كل قصور الشــرق الأوســط، ولكــن عمــان تذكــر بصراحــة بــأن «الــدول الأجنبية» التــي ألمح بهــا وزير الخارجية الأردني في المؤتمر الصحفي أمس هــي الســعودية والإمــارا­ت «ولحاكــم دبي حســاب طويل مــع الأردن، فــي أعقاب هرب زوجته هيــا، الأخت غير الشــقيقة للملك عبد الله، مع ابنيها إلى لندن.»

وليلــة أول أمس، نجح الأمير حمزة في أن يحرر شــريطاً نقله عبر محاميــه إلى بي.بي. ســي، وفيه تأكيد بأنه في الإقامــة الجبرية. وهاجم حمزة بشــدة قائلاً: «لست الشخص المســؤول عــن انهيــار الحكم، الفســاد وعدم القــدرة المنتشــرة فــي المؤسســات والآخذة في التفاقم... ولســتُ المســؤول عن عدم ثقة الشعب .»

يديعوت 2021/4/5

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom