Al-Quds Al-Arabi

هل ينجح بينيت في رهانه ويصبح زعيماً إسرائيلياً؟

- يوسي فيرتر

■ في الســنوات الأخيرة يفعل نفتالي بينيت ما في اســتطاعته ليصبح زعيماً إسرائيلياً عاماً. وقام بفصل نفســه عن كوابل الحاخامات )اكتشف أنهم كانوا وما زالــوا ملتزمين أكثر بالعلمانيي­ن في بلفور أكثر مــن التزامهــم بالمتدينين الذين فــي رعنانا(؛ وقام بدمج علمانيين فــي قائمته )إضافة إلى إييلت شكيد(؛ وحاول بقدر ما سمحت له التقاليد والدين إظهار ليبرالية )نسبية( في شؤون حقوق المواطن، لكنه فشل.

الآن، وبتضافر ظروف كونية فريدة، التي يمكن لسياسة إســرائيل المليئة بالتضليل والتقلبات أن تخلقه، أصبح أكثر قرباً من تحقيق هدفه. رؤســاء أحزاب كتلة التغيير على استعداد لتتويجه رئيساً للحكومة. يســتطيع بينيت الحصول على اعتراف عابر للمعســكرا­ت يمتد من «ميرتــس» وحتى «أمل جديد» بما في ذلك «يوجد مســتقبل» الذي هو أكبر منه بكثير.

صحيح أن الأساس هو كراهية نتنياهو والرغبة في التخلص منه، ولكن من اللحظة التي ســيجلس فيها بينيت على الكرســي في مكتب رئيس الحكومة مدة سنتين أو أقل، يمكنه إذا تصرف بشكل جيد، أن يحدث فوضى.

خلافــاً للانطبــاع الــذي يحــاول أن يولــده ســموتريتش وبن غبير ووســائل إعــام اليمين، فالمقامرة محســوبة. ما هي الأصــول التي يمكن أن يفقدها بينيت؟ 7 مقاعــد؟ إذا نجح في هذه الولاية فقد يزداد جمهور مصوتيه بعدة أضعاف. ففي نهاية فترة حكومة الوحــدة الحقيقية، لن يكون نتنياهو

موجوداً في الساحة وستتغير القواعد.

هل اختياره خيار التغيير، التئام – شفاء، يعدّ خياراً خطيراً بالنســبة له أكثر من شــغله منصب وزيــر الدفاع في حكومة نتنياهــو، قد لا يتحقق مع وعد بالتنــاوب؟ بعد كل فترة ولايــة في حكومات نتنياهــو، من العــام 2013 فما فــوق، ضعف حزب بينيت، وتعرض رئيسه للإهانات.

منذ اللحظة التي سيحســم فيهــا بينيت قراره، وهو الحســم الــذي سيشــمل أيضاً اعتمــاده هو وجدعون ساعر على منصور عباس و»راعم» الأمر الذي كان نتنياهو ســيفعله دون أن يرف له جفن، فســتصبح الآلية أقــل أهمية: هل ســيحصل على التفويض من الرئيس، هذا المساء أو في الغد، أم أن يئير لبيد هو من سيشكل حكومة يشغل فيها منصب الرئيس أولاً، مثلما حدث قبل ســنة مع بني غانتس ونتنياهو؟

حســب معرفتنا، اللقاء بينه وبــن لبيد وحتى وقــت متأخر في الليــل كان لقاء جيــداً، على الأقل تحدثــا معاً. وحتــى ذلك الوقت، تحــدث كل واحد منهما مع ســاعر. رفض رئيس حــزب «أمل جديد» مجــدداً، أمس، وبســخرية، مطــاردة وده من قبل نتنياهــو ومبعوثيــه: فــي أحد أطــراف الخارطة يشــهرون ويشتمون، لكنهم يســمعون التوسلات المثيرة للانفعال من الطرف الآخر.

قد يكون نتنياهو الشخص الذي سيحصل على التفويض مــن الرئيس، لكن لن تكــون له حكومة. ســموتريتش وبن غبير يكبلان أنفســهما بالفيتو الذي فرضاه على أي نوع من الشــراكة مع «راعم». وخلافــاً لبينيــت، فلهمــا الكثير مما يخســرانه: المســتوطن­ون والعنصريون ومــن يكرهون العرب والأصوليــ­ون المتطرفــو­ن الذيــن انتقلــوا إليهما

من «يهــدوت هتوراة» بفضل نتنياهــو. إذا اعطى الرئيس التفويــض لنتنياهو فربما ســتقدم ضده التماســات للمحكمــة العليــا ممن قدمــوا من قبل التماسات في محاولة لإفشال تشكيل حكومة البدلاء مع غانتس. الملتمســو­ن المحتملــو­ن يعتمدون على أقــوال وردت في قرار الحكم الذي كتبته الرئيســة استر حيوت ونائبها حنان ملتسر، والتي يفهم منها أنه لم يكن بالنسبة لهما أي سبب للتدخل، لأن قرار الرئيس استند إلى توقيع 61 عضو كنيست. وأشار ملتســر أيضاً إلى أنه في ظروف أخرى، حيث هناك مرشحان، أحدهما بلائحة اتهام والآخر ليس متهماً، فيمكن أن يســتخدم الرئيس اعتباراتــ­ه وموقفه، ويلقي مهمة تشــكيل الحكومة على من ليبس ضده لائحة اتهام. تصارع الرئيس ريفلين فعلياً بينه وبين نفسه في مسألة القيم والأخلاق في الأشهر الأخيرة. لا جدوى من تخمين ما ســيكون قراره قبل 90 يوماً على موعد انتهاء ولايته.

بقيت مسألة الرئاســة، كمدينة لجوء لنتنياهو من مواصلــة محاكمته. هذا الســيناري­و قائم طالما لم تغلق قائمة المرشــحين. هناك عــدد غير قليل من كبار شخصيات الليكود المقتنعين بأن هذا هو الحل الســحري، على فرض أن الحصانــة التلقائية من «المثول للمحاكمة» تســري أيضاً على من دخل إلى بيت الرئيــس، عندما تكون محاكمتــه في ذروتها. أدلى نتنياهو في هذه الأثناء بأقوال يفهم منها وكأنه يرفض الرهان على ذلك. هنــا مفارقة: له احتمالية في انتخابه رئيســاً فقط إذا كانت رئاسة الحكومة في يده. وإذا شكلت الكتلة الثانية الحكومة، فعندها لن يكون لنتنياهو ما يمكن مقايضته.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom