الإفراج عن أسير فلسطيني من القدامى تاركا خلفه 25 أسيرا اعتقلوا قبل «أوسلو»
أفرجت ســلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس عن الأسير رشــدي أبو مخ )58 عاما( من مدينة باقــة الغربية داخل أراضــي 48 والمعروف بين رفاقه باســم صالح، بعد أن أمضى في سجون الاحتلال مدة محكوميته البالغة 35 عاما.
وأوضح الأسير المحرر الأسبق منير منصور مديــر جمعية أنصار الســجين داخــل أراضي 48 لـــ «القدس العربي» إن ســلطات الاحتلال حكمت عليه عام 1986 بالسّــجن المؤبد، وجرى قبل سنوات تحديده لاحقا بـ 35 عاما، علما أنه كان من المفترض أن يُفرج عنه الشهر الماضي، إلا أن ســلطات الاحتلال ادعت أن على الأسير أبو مخ «مخالفة ســير» قبل اعتقاله قبل نحو أربعة عقــود وعليه تمــت إضافة 12 يومــا على مدة الحكم ليكون موعد تحرره أمس.
رُفض الإفراج عنه
ولفت منير منصور إلى أنه وعلى مدار عقود رفضت ســلطات الاحتلال الإفراج عن الأســير أبو مخ ورفاقــه رغم مرور مجموعة من صفقات التبادل والإفراجات خلال ســنوات أســرهم، وكان آخرهــا عام 2014 حيث تنكرت ســلطات الاحتــال للاتفاق الــذي جرى ضمن مســار المفاوضات فــي حينه، وأبقت علــى اعتقال30 أسيراً، وهي ما عُرفت بالدفعة الرابعة.
يشــار الى أنــه كان ينبغي إطلاق ســراح إبراهيم بيادسة بعد التفاهمات التي جرت بين الجانبين الفلســطيني والإســرائيلي بوساطة أمريكيــة عــام 2014 إلا أن ســلطات الاحتلال تنصلت من ذلك، ولم تقم بالإفراج عن الأسرى، وكان هذا علــى خلفية قيام خلية فلســطينية بأســر ثلاثة فتية مــن المســتوطنين وقتلهم، فقامت حكومة الاحتلال بشــن عدوان «الجرف الصامد» على قطاع غزة في العام نفسه. ويتابع منير منصور في هذا الســياق «خلال ســنوات أســره جرى الكثير من الأحداث على المستوى الفلسطيني والشخصي، وتوالت أجيال، وفقدَ الأسير رشــدي والدته التي انتظرته )33( عاما قبل رحيلهــا، كما الكثير من الأســرى القدامى الذين فقدوا أمهاتهم، وأفرادا من عائلاتهم على مدار سنوات اعتقالهم .»
الأسرى القدامى
وذكّــر منصور أن عــدد الأســرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو بعد الإفراج عن الأسير أبو مخ يبلغ 25 أسيرا، منهم 11 أسيرا من أراضي عام 1948 وأقدمهم الأســيران كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان منذ عام 1983. وقال نادي الأســير في بيان، إن أبو مخ اُعتقل عام 1986، إلى جانب ثلاثة من رفاقه الأســرى وهم: الأســير والمفكر وليد دقــة، وإبراهيم أبو مخ، وإبراهيم بيادسة بعد إدانتهم بقتل جندي إســرائيلي يدعى موشــيه تمام. وكان الأسير أبو مــخ قد اعتقل في شــهر مــارس/ آذار عام 1986 برفقة ابن عمه وآخريــن من منطقة باقة الغربية، بعد إدانتهم بالعضوية في خلية تابعة لحركة التحريــر الوطني الفلســطيني )فتح( نفذت عملية خطف وقتل الجندي موشــي تمام عام 1985.
واســتقبل اهالي مدينة باقــة الغربية أمس الأسير المحرر رشــدي أبو مخ، الذي أصر بداية علــى التوجه الى مقبرة المدينــة ليزور والديه المرحومين وتلاوة الفاتحة على روحيهما.
بالتزامــن أفادت مصــادر عبريــة ان وزير الداخلية الإســرائيلي ارييــه درعي توجه الى الأجهزة الأمنية للاطلاع على موقفهم من قضية ســحب مواطنة الأســير رشــدي أبو مخ بناء على طلب عائلة الجندي موشــيه تمام من باقة الغربيةـ مما يعني التمهيد لطرده من البلاد.
يشــار الى ان الحاجة ســمية توفيق والدة الأسير رشــدي حمدان ابو مخ كانت قد توفيت فــي عام 2019 خــال وجود ابنها في الأســر. والأسير رشــدي أبو مخ من مواليد 20 نيسان 1960، لعائلة مكونة من خمســة أشقاء وثلاث شــقيقات، وهو مصاب بعدة امراض ويتناول 28 حبة دواء يوميا بعدما كان قد دخل الســجن
شابا معافى بالكامل. واســتقبل الأسير المحرر بالأغاني والأهازيج الوطنية وبالزهور وبكثير من العناقات والقبلات من قبل ذويه ومعارفه، فيمــا كان هو نفســه يجهش بالبــكاء انفعالا بمعانقتــه حريته بعدما دخل الســجن شــابا وغادره شيخا، متأثرا من حفاوة استقباله.