Al-Quds Al-Arabi

معارضون سوريون ينتقدون رجل أعمال بارزا كشف عن لقائه بليبرمان ... وما حقيقة عرض إماراتي - إسرائيلي - روسي مستقبلي له في قيادة سوريا؟

- دمشق – «القدس العربي» من هبة محمد:

في إشــارة إلى العلاقات التي تربطه بأعلى سلطة لدى الكيان الإسرائيلي، كشــف رجل الأعمال الســوري غســان عبود عن لقاء جمعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي قبل نحو أربعة أعوام، والدور الذي لعبه أفيغدور ليبرمان وقتذاك لترتيب اجتماع لعبود مع وزير الخارجية الروســي ســيرغي لافروف لمناقشة الملف السوري.

لقاء ليبرمان

كما أشار رجل الأعمال السوري المقيم في الإمارات العربية المتحدة، في مقال نشره عبر منصاته الإعلامية وعلى رأسها موقع «أورينت نيوز» الإخباري، إلى وساطة خليجية لتنسيق اجتماع مع السلطات الروسية، وهو ما فسره خبراء بوجود مساعٍ روسية - إسرائيلية، لاستفراد فاعلين من المعارضة السورية من غير الإسلاميين لبحث سبل إيجاد حلول للحالة السورية المستعصية بعيداً عن الدول المؤثرة على الجغرافية الســورية، فضلاً عن دور الدبلوماسي­ة الدولية التي تدرك جيدًا دور الاقتصاد الطاغي على السياسية في بعض الظروف.

وكتب غســان عبود في مقاله «في ذلك المســاء من عام 2017 على العشــاء طرح وزير الدفاع الإســرائي­لي، آنذاك، أفيغدور ليبرمان عليّ الســفر معاً إلى

موســكو للقاء وزير الخارجية الروســي لافروف. أظهرتُ انشــغالاً بالطعام وقلت: «أخشى أن يغتالوني»! وكانت أخبار اغتيالات المعارضين الروس تتردد في الإعلام العالمي، فرد باســتنكار ودهشة : «يغتالونك وأنت معي »!؟ لم أعلق؛ وانتقلنا إلى مواضيع أخرى .»

وتابع «في مســاء اليوم التالي زارني في الفندق وعلى العشاء أيضاً، أعاد ليبرمان طــرح موضوع لقاء لافروف بقوله: «يمكننــا ترتيب لقائكما في دولة أخــرى ». بجدية هــذه المرة قلت : «صرح لافــروف في عــام 2012، أنه لا يريد للأكثرية السُــنية أن تصل للحكم في ســوريا، وأنا سُــني، وليس لدي رغبة بالمطلق أن أعمل لدى نظام بشــار الأســد. ولو أردت لكان لي ذلك قبل الثورة، فمنصب رئيس حكومة الأســد قيمته أرخص عليّ من فاعليته»! فأجابني: «لم تُبقِ لي قولاً». وقال أيضاً «كما رفضت قبل عام مشورة شخصية خليجية بلقاء الروس للسبب ذاته .»

خبير عسكري اعتبر أن تصريح عبود عن اجتماعه مع وزير خارجية الكيان الإسرائيلي عام 2017، يريد من ورائه توجيه رسالة تفيد بإعلان ما يربطه «من علاقات وثيقة بأعلى سلطة بإســرائيل» كما يريد إعلان نفسه على أنه «عميل ويريد أن يظهر نفسه أنه محط اهتمام دولي.»

وأضاف الخبير الذي فضل حجب هويته «عبود يقول من خلال مقال لا أريد السلطة عن طريق إسرائيل وهذا كلام غير واقعي، ثم بصفته من، حتى يجتمع معه وزير الدفاع الإســرائي­لي... أي سياســي ممكــن أن يلتقي مع موظفين من وزارة الخارجية، وليس الجيش أو الموساد، وكأنه يقول إنه عميل.»

رجل الأعمال الســوري غســان عبود أنهــى مقاله بالقــول: «حدثني أحد الجنرالات العسكريين الإســرائي­ليين ساخرًا: «الروس يبيعون السلاح للأسد والأســد يقدمه لحزب اللــه اللبناني ونحن نقوم بقصفــه وتدميره. هل لديك تفسير لهذه المسخرة»! إنها الفوضى الخلاقة أيها السادة».

وأمام ما تقدم اســتنتج المعارض السياســي درويش خليفــة من المقال أن الــروس وخلفهم الإســرائي­ليون تواصلوا مع عدد من المعارضين الســوريين خلال الفترة الســابقة من عمر الثورة الســورية، ويحاولــون من خلال هذه اللقاءات الاستفراد بالفاعلين من المعارضة السورية من غير الإسلاميين لبحث ســبل إيجاد حلول للحالة السورية المســتعصي­ة بعيداً عن الدول المؤثرة على الجغرافية الســورية. وهذا ما أكده عبود في مقالته بموقــع أورينت نيوز من خلال تكرار زيارة وزير الدفاع الإســرائي­لي ليبرمان له أكثر من مرة، وإلحاحه عليه بالذهاب إلى موسكو من أجل مقابلة وزير الخارجية الروسي.

ردود معارضين على عبود

ومن هذا المبدأ يقول خليفة لـ«القدس العربي»: يود الســيد عبود أن يقول إن الدول تتعامل مع المعارضة الرســمية مرحلياً ولكنهــم لازالوا يبحثون عن شخصية تملك إمكانات اقتصادية كبيرة تساعد في انتشال سوريا من أزماتها أو يريدون أن يعملوا مع مجموعة شــخصيات يكونون بمثابة الدولة العميقة لســوريا المســتقبل. وبالتالي المحافظة على مصالح الفاعلين والمؤثرين بالملف الســوري». وأضاف «لأن الدبلوماسي­ة الدولية تدرك جيداً أن الاقتصاد يطغى على السياسية في كثيرا من الأحيان».

لقاء عبود بوزير الدفاع الإســرائي­لي، أثار حفيظة المعارضين الســوريين، فكتب أحدهم تعقيباً على المقال «خطأ تاريخي التعامل مع الإســرائي­لي رغم كل الاعتبارات، إنهم حقيقة واقع، امتداد لأمريكا، لأنهم لن يعطوا ولن يســمحوا لك الا بكل قليــل مقيد...أعتقد القوة الوحيدة المأمونة الجانب والتي من الممكن الاعتماد عليها في هذه الأيام تركيا السنية... توجه لتركيا».

وكتب آخر «أستاذ غسان قد ما كنا بنختلف معك بالرأي ومع دور قناتك اللي لساتها شرسة والها أنياب بس أنو هيك بالبساطة عم تعترف بأنك مقابل وزير الدفاع الإســرائي­لي وقاعد معه والقصة خوش بوش بيناتكم؟ بهالبســاط­ة يا رجل!!!!!...!».

وعقب معارض ســوري «وقت الشــيخ معاذ الخطيب باســمه الكبير قال الشــمس تشرق من موســكو هجمت عليه شاهراً ســيفك يا استاذ غسان وما ظــل حدا بأورينت ما تطاول عليه... وهلق أنــت تدعو لأن نفتح أبواب الحوار مع موســكو ومتفائل بها. تناقض فاضح يؤكد أنك تبحث عن دور سياســي لا تريــده لغيرك وكأن الوطنيــة حكر عليك وغيرك كلهم خونــة». وكتب «جمال عبد الحميد» يرد فيه على مقال عبود «التعامل مع الإســرائي­لي غير مفيد وضار ولســنا مضطرين إلى التعامل مع هؤلاء المحتلين لأرضنا، ولست مع وضع كل أوراق المعارضة مع تركيا وهذا خطأ ايضــاً والأحداث المعاصرة تعلن عن عدم صواب ذلك». وأضاف عبد الحميد في تعقيبه «في الظروف الحالية من تشــتت وفرقة واختلاف في حاجة إلى حاضنة وداعم قوي وليس له تاريخ في التوسع والدمار ورافعــه ذات مصلحة مشــتركة في نهوضك ولتكن لــك أقل الأطماع والخسائر وهي من لونك السني ...تركيا».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom