Al-Quds Al-Arabi

بكركي غير متحمّسة لتسمية وزير... فلمن يكون منصب «الوزير الملك» في الحكومة؟

- بيروت -«القدس العربي» من سعد الياس ووكالات:

على الرغــم من الأفــكار التوفيقيــ­ة لردم هــوة الخلاف حول الحكومة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري من خلال اقتراح توسيع التشــكيلة من دون ثلث معطّل، إلا أن ولادة الحكومة لاتزال مرهونة بالتوافق على المعايير وتسمية الوزراء المسيحيين.

ويثير موضوع امتناع القوات اللبنانية عن المشاركة في الحكومة إشكالية ميثاقية ما يعني حصر التمثيل المسيحي الأكبر في الحكومة برئيس الجمهورية وتيــاره على الرغم من إعــان التيار الوطني الحــر عدم مشــاركته في الحكومــة. وقد طرحت هذه الإشــكالي­ة الميثاقية فكرة أن يســمّي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعــي وزيراً في الحكومة يكــون «الوزير الملك» بحيث لا يكون من حصــة لا عون ولا الحريري. وطُرح في هذا الإطار اســم مدير الإعلام في بكركي المحامي وليــد غيّاض إلا أن مصادر بكركي لم تؤكد لـ«القدس العربي» مثل هذا التوجّه، لا بل إن البعض نصح الصرح البطريركي بعدم مقاربة هذا الملف من زاوية تســمية وزير بعينه في التشكيلة الحكومية.

ولــم يتمكن رئيــس الــوزراء اللبناني المكلف ســعد الحريري والرئيس ميشــال عون حتى الآن من الاتفاق على تشــكيل حكومة جديدة رغم مرور أشــهر عدة، فــي حين يعاني لبنان أســوأ ازمة اقتصادية في تاريخه الحديــث. وفي ظل رفض بكركي الدخول في لعبة الأســماء، فقد تختار فرنســا أحد الوزراء المسيحيين لا يكون محســوباً على رئيس الجمهورية بعدما تخلّى الحريري عن حقيبة الداخلية شرط ألا تتم تســمية وزير لها من حصة عون، فيما يعتقد البعض أن باريس هي التي شــجّعت على تسمية جو صدّي لوزارة الطاقة.

ووســط هذه الأجواء، ســتكون جولة وزير الخارجية المصري ســامح شــكري في بيروت اليوم الأربعاء محور متابعة واهتمام لترقّب نتائج المســعى المصــري لتذليل العراقيل امــام الحكومة. وسينقل شكري رســالة من الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي إلى نظيره اللبناني ميشــال عون، وتشــمل الجولة رئيس مجلس النــواب نبيه بري والرئيس المكلّف ســعد الحريــري والبطريرك المارونــي الكاردينال مار بشــارة بطرس الراعــي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وسيتصل شكري برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بسبب إصابة الأخير بكورونا، على أن يســتقبل في مقر اقامته رئيس «تيار المردة» ســليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل.

وتَلي جولة شــكري زيارة للأمين العام المســاعد لجامعة الدول العربية الســفير حسام زكي، في حين ســادت ضبابية حول زيارة رئيــس التيــار الوطني الحر جبران باســيل إلــى باريس في ظل تضــارب المعلومــا­ت حولها وعدم رغبــة البعض في اســتغلاله­ا لتعويم رئيــس التيار. وكان جرى الحديث عن مســعى فرنســي لتسهيل تشكيل الحكومة وتأمين لقاء لكسر الجليد بين باسيل وبين الحريري الذي نفت أوساطه علمها بمثل هذه الخطوة، من دون أن تنفي صحة الاخبار عن توجّهه إلى الفاتيكان في وقت قريب.

وعلى خط الاتصالات، برزت زيارة قامت بها السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شــيا إلى بكركي حيــث التقت البطريرك الراعي الذي كان استقبل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي. وقد أعرب الأخير عن تفاؤله بـ»تأليف الحكومة قريباً في ظل مســاعي البطريرك وأفكار رئيس مجلس النــواب مما فتح كوة في الجدار المليء بالخلافات السياسية الحادة.»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom