Al-Quds Al-Arabi

«التايمز»: الأمير حمزة أصبح محوراً للأردنيين الساخطين على الأوضاع الاقتصادية والقمع في البلاد

- لندن - «القدس العربي» من إبراهيم درويش:

قالت صحيفة «التايمز» فــي افتتاحية لها إن الخلاف داخل الأمراء في العائلة الأردنية المالكة خطر على الغرب والمنطقة.

وتناولت الصحيفة ما جرى في الأيام الماضية من خلافات وحديث عن انقلاب ووضع أمير تحت الإقامة الجبرية واعتقالات لمســؤولين بارزين. وأشارت إلى أن الأردن بلد حليف وحيوي ومنذ وقــت طويــل لبريطانيا. ووقف لســنوات ضد التشدد والتعصب في الشرق الأوسط.

ومن هنــا فالتقاريــ­ر عن الصــدع في داخل العائلــة وما تبع ذلك من تطــورات تثير القلق. وقالت إن الأردن هو محور مشــاركة الغرب في الشرق الأوســط، وحليف عسكري يعتمد عليه وملجــأ لملايــن اللاجئين من ســوريا والعراق والــدول الأخــرى التــي تعيــش فوضــى في أراضيـها.

وقالــت إن الأردن حصل على الدعم الأمريكي والبريطاني وكل الدول التي تدعو للســام في المنطقة، وهو أمر جدير بــه. وأضافت أن جذور المشــكلة تعود إلى وقت طويل، فقبل وفاة الملك حسين في 1999، قام في اللحظة الأخيرة بتغيير خط ولاية العهد له من شــقيقه الأمير حسن إلى ابنه عبد الله، الابن الأكبر من زوجته الثانية منى الحســن. وكان يفضل أن يعين ابنه من زوجته الأمريكية - السورية، الملكة نور لكن عمره وقلة تجربته دفعته لاختيار ابنه الأكبر وتعيين الأمير حمزة ولياً للعهد. وظل هذا الترتيب سارياً حتى 2004 عندما أزاح الملك الأميــر حمزة وعيّن ابنه الأمير حسين بن عبد الله محله. وتم تجنب صدع مع أن الملكة نور لم تخف خيبة أملها.

وتحول الأمير حمــزة الآن لنقطــة محورية للأردنيين الساخطين على الأوضاع الاقتصادية والتوترات السياســية. وتأثــر الأردن الذي لا يملك مصادر نفطية بشــدة مــن تداعيات وباء فيروس كورونا. وتراجعت الســياحة بســبب كوفيــد-19 الذي عاد وضــرب البلاد في موجة ثانية. وتوســعت الفجــوة الكبيــرة أصلا بين الفقــراء والأغنيــا­ء، وزادت معــدلات الوفــاة بالإضافة لتحمل عبء أكثــر من 600.000 لاجئ ســوري، بالإضافة لآلاف اللاجئــن العراقيين الذين فروا مــن بلادهم، ممــا زاد من الضغوط على الميزانية ومصادر المياه في البلاد. وتفاقمت المشــاكل الاجتماعية بســبب منافسة اللاجئين لسكان البلاد على الوظائف. وحاولت الحكومة التعامــل مــع الوضع فــي وقت انتشــرت فيه القصص عن الفساد والعجز.

ويعتمد الملك عبد الله علــى الأجهزة الأمنية لمواجهة أي مظاهر سخط وأظهر ميولاً سلطوية. وسواء استثمر الأمير حمزة التوترات عن قصد

أو دون قصد وحاول بنشاط التقرب من القبائل البدوية، التي تعتبر عصب الحكم الهاشمي إلا أن الملك عبد الله كان يريد حل الخلاف بين العائلة. ولكن أشرطة الفيديو التي بثها الأمير حمزة التي شــجب فيها الإقامة الجبرية واشتكى من القيود التي فرضت عليه جعلت الحل العائلي صعبًا.

واســتبعدت الصحيفة الأحاديث عن «قوى أجنبيــة» تقــف وراء الأزمــة. كمــا أن توجيه أصابــع الاتهــام إلى إســرائيل هو أمــر معتاد مــن الحكام العــرب الذين يواجهــون أوضاعاً محرجة. وبالتأكيد فليس من مصلحة إسرائيل أن يتزعزع اســتقرار الأردن والتي تحتفظ معها

بمعاهدة ســام منــذ 1994. ووقــف كل القادة العــرب مع الملــك، فهم يعرفــون أن الأردن مهم للحفاظ على الاســتقرا­ر، رغم تعامل الحكومات الغربية مــع الأردن كأمر واقــع. وواجه الأردن أزمات وأهمها أحداث أيلول/ســبتمبر )الأسود( 1970 التــي خاض فيهــا الموالون للهاشــميي­ن حرباً ضد الجماعات الفلسطينية. وتعافى البلد منها. والأمل الآن أن يكون الملك قد فهم إشــارات الســخط. ويجب عليــه الحد من المســؤولي­ن المستبدين وعلى الغرب أن يكون مستعداً للدعم والمساعدة وإلا قد تهز أزمة أخرى أساس الحكم الهاشمي.

 ??  ?? أردنيتان تمران بجانب ملصق للملك عبد الله الثاني في أحد شوارع العاصمة عمان أمس
أردنيتان تمران بجانب ملصق للملك عبد الله الثاني في أحد شوارع العاصمة عمان أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom