Al-Quds Al-Arabi

مؤسسة القدس تحذر من تسلل أتباع الإمارات للتشريعي و«السيطرة على المشهد» عبر «قائمة المستقبل»

خصت بالذكر الثنائي دحلان ونسيبة

- غزة ـ «القدس العربي»:

حذرت مؤسسة القدس الدولية من تســلل «أتباع» دولة الإمارات العربيــة المتحدة إلى مقاعد المجلس التشــريعي، من خــال القائمة المدعومة من محمد دحلان، المطرود من حركة فتح «من أجل السيطرة على المشهد في مدينة القدس المحتلة».

وأكدت المؤسســة التي تعتني بأوضاع القدس، فــي بيان لها، أنه مع اكتمال القوائم المقدمة لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وبعد فشل محاولته تشكيل قائمة تحت اســم «القدس أولا» «اضطر الأكاديمي الفلســطين­ي سري نسيبة للكشــف عن انحيازه الصريح، فكان المرشــح الثاني على قائمــة «الأمل والمســتقب­ل» التابعة لمحمد دحلان».

وقالــت إن هذا يعني أنه فــي حال جرت الانتخابــ­ات ربما يكون مضمون النجاح، محذرة من أنه «سيواصل دوره في القدس مسنوداً بالتمويل الإماراتي والموقع الرســمي ليقيم فيها «ســلطة وكالة» في سياق «اتفاق إبراهيم» لضرب نبضها الشعبي وإخضاعه».

وأشــارت المؤسســة إلى أن الانتخابــ­ات الفلســطين­ية طُرحت بوصفهــا بوابةً للخروج من الانقســام الجغرافــي الثنائي بين غزة والضفة الغربية، مضيفة «لكن الواضح الآن أنها باتت تهدد بانقسام ثلاثي لتضاف القدس كمنطقة رخوة لنفوذ إماراتي يقدم فيها خدمات أمنية وسياســية ودينية للصهاينة وفق الاتفاق عبر ثنائي دحلان ـ نسيبة».

ودعت كل الفصائل والقوى، والمقدســي­ين والمرابطين، إلى إفشــال هذه المحاولة وإســقاطها، وعزل نسيبة وخطه السياسي المتماهي مع «اتفاق إبراهيم» الذي قالت إنه «لم يكن ليشــكل أدنى خطر لو كانت الانتخابات تتم على أســاس الدوائر الانتخابية المناطقية، إذ لا يمكن للقــدس أن تنتخب من كان يخط وثيقةً مع عامي أيالون في عام 2002 بينما كانت تقدم قوافل الشــهداء والجرحى والأسرى خلال انتفاضة الأقصى».

وأشــارت المؤسســة إلى أن مدينة القدس ومسجدها الأقصى كانا «محــوراً مركزياً لاتفاق إبراهيم ســيىء الذكر الــذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالــد ترامب بين الإمــارات والصهاينة» لافتــة إلى أنه كان إعــادة تعريف للأقصى علــى «القياس الصهيونــي» باعتباره المســجد القبلي فقط، وتعريف ســاحاته باعتبارها مساحة مشتركة لجميع الأديان، والســماح لهم بالصلاة فيها، والاعتراف بالســيادة الصهيونية الكاملة على الأقصى، وبنودا نص عليها الاتفاق.

وأكدت أن القيادة الإماراتية عملت على تحقيقها مع إســرائيل عبر وفود أمنية اقتحمت الأقصى في شــهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وأخرى احتفلت بـ «عيد الأنوار» التوراتي على منصة الحاخامات في ساحة البراق في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي أيضا.

وقالت «تبين بهذا الاتفاق والســلوك، والدعوات لترويج السياحة العربية والإســامي­ة في القــدس، بأن القيــادة الإماراتية تتخذ من تقديم الخدمات في تهويد القدس، ومحاولة إضفاء مشروعية عربية وإسلامية عليه، بوابة للرضا الصهيوني في هذا التحالف الآثم».

وأضافت «تجلى ذلك على الأرض حتى قبل اتفاق إبراهيم بحضور الأموال المحولة من الإمارات في صفقة تسريب بطن الهوى في سلوان في 2014 وفي محاولة تســريب عقار درويش في 2018، وفي عروض إماراتية للاســتثما­ر في مشروع وادي السليكون الصهيوني الجديد، الذي يتطلع إلى إعادة تشــكيل وتهويد البوابة الشمالية لمركز مدينة القدس».

وأشــارت إلى أن ذلك ترافق مع تأسيس «مجلس القدس للتطوير والتنمية الاقتصادية» تحت رئاســة سري نسيبة في نهاية عام 2018 وتمويله بـ 12 مليــون دولار من «صندوق أبو ظبي للتنمية» في إطار التحضير لهيمنة إماراتية على مشــهد المؤسســات الأهلية، تستغل الحصار المفروض على كل ما هو فلســطيني، لعلهــا تلحقه بإرادتها وتسُوقه وفق مقتضيات «اتفاق إبراهيم».

وكانت الإمارات قد وقعت اتفاق تطبيع كامل مع إســرائيل في 15 سبتمبر/ الماضي في البيت الأبيض، وتلاه توقيع اتفاقيات اقتصادية مع الاحتلال، من بينها اتفاقيات لاستيراد منتجات المستوطنات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom