Al-Quds Al-Arabi

عودة الحياة لسيدة فلسطينية توقف قلبها بعد نحو 50 ضربة كهربائية

- الناصرة ـ «القدس العربي»:

تغريد، سيدة فلسطينية من أراضي 48 تتمتع بصحة جيدة وبدون أي مشاكل قلبية، فقدت الوعي بشــكل مفاجئ في مطلع الأســبوع الحالي وخضعت لعملية إنعــاش متواصلة في محاولة لإنقاذ حياتها من قبل طواقم الإســعاف الأولي في بادئ الأمر، وثم في المركز الطبيّ فــي مدينة طبرية. وخلال عملية الإنعاش تلقت الســيدة التي توقف قلبها عن النبض بالكامل نحو 50 ضربة كهربائية قبل ربطها بجهــاز الإيكمو )جهاز القلــب والرئة الإلكتروني( مما أتاح للأطباء اســتعادته­ا للحياة.

وكانت تغريــد أبو عيد )43 عاما( من قرية وادي الحمام، القرية الفلســطين­ية الباقية منذ النكبة في قضاء طبرية، موجودة في بيتها صباحا حينما فقدت الوعي فجأة قبل أيام.

ويروي زوجها زهير ما حدث بالقول إنه نــادى زوجته، وبعدما لم ترد، دخل الغرفة فاكتشف أنها ملقاة على الأرض مُغمى عليها، ولم يفهم ما جرى، فاستدعى الطبيب والممرضة من القرية بســرعة. ويتابع الزوج «باشــر الطبيب والممرضة بعملية الانعاش في البيت وطلبوا ســيارة الإســعاف، وفور وصوله شرع طاقم الإسعاف الأولي بعمليات الانعاش، وقام ببعض الضربات الكهربائية، ليتم نقلها بعدهــا إلى غرفة الطوارئ التابع للمركز الطبيّ «بوريا» حيث اســتمرت عمليات الإنعاش، وتلقت خلالها 40 ضربة كهربائية إضافية.

وعــن هذه التجربة يوضح الطبيب إبراهيم مرعــي ـ مدير وحدة اضطرابات ضربات القلب بالقول «خلال عملية قســطرة ســريعة اتضح أن شرايينها سليمة الحــال، وتبيّن لنا أن الحديث يدور عن اضطراب أولــيّ في نبضات القلب. يدور الحديث عن حالة نادرة، حيث يكون اضطراب كهربائي لا يستجيب خلاله المريض للعلاج المتبّع والشائع لاضطراب ضربات القلب، وفي أغلب الأحيان ينتهي بوفاة فجائية بســنّ صغيرة. لحســن الحظ، بعد يومين، تلقت خلالهما تغريد العلاج بجهاز التنفس الاصطناعي الإيكمو، نجح قلبهــا بالتعافي كليا وتمكنا من فطمها من جهاز الإيكمو .»

وقال الطبيب المعالج إنه بعد أيام قليلة قام الأطباء المختصون بزرع جهاز نظم القلب )جهاز يُتيح إعطاء ضربة كهربائية إذا ما تكرر الاضطراب بضربات القلب( بنجاح. ويتابع «الأمر الذي أنقذ حياتها كان عمليا بعد الضربات الكهربائية ربطها بجهاز الإيكمو، الذي يستبدل عمليا نشــاط القلب لأنها لم تكن تستجيب للعلاج الدوائيّ العقاقيــر­يّ التقليديّ، واحتاجت إلى جهاز نادرا ما يُســتخدم». تغريد التي تعمل كحاضنــة أطفال، كانت متأثرة جدًا وهي تســمع كيف عادت للحياة. فقالت «حدثت معي معجزة. أخبرني زوجي بما حدث، أنا لا أذكر أي شــيء. الآن أشــعر أفضل بكثير. فقد عُدت إلى الحياة، الأولاد فــي الحضانة كانوا قلقين جدًا عليّ. أوجه جزيل الشكر للطاقم الطبيّ هنا الذي أعادني إلى الحياة، وأشكر الله، والأطباء وعائلتي وكل من ساهم في إبقائي على قيد الحياة.»

أما الممرض المســؤول في قســم العناية المركزّة للقلب محمد أطرش فقال معقبا «يســعدنا جدا أن نرى مريضة تتعافى ويتم تســريحها من المستشفى بعكس كل التوقعات، وهي تسير على قدميها مبتسمة من الأذن للأذن.»

وفي ســياق متصل نظم مستشــفى بوريا في طبرية مراسيم احتفالية احتفاءً بالأطباء المتدربين المتميّزين وتم توزيع شــهادات امتيــاز وهدايا على12 طبيبا عربيا متدرّبا متميّزا.

يشار الى أن نســبة الطواقم الطبية العربية الفلسطينية في أراضي 48 داخل المستشفيات الفلســطين­ية والإسرائيل­ية تشــكل نحو 27 ٪ بما يشمل الأطباء والممرضين والقوى العاملة الطبية المساعدة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom