Al-Quds Al-Arabi

الأسير البطران يواصل «معركة الأمعاء الخاوية» لليوم الـ 46 طلبا للحرية... والاحتلال يهدد بمواصلة تعذيبه

هيئة الأسرى نشرت بعضا من شهادات أطفال تعرضوا للتعذيب

- غزة ـ «القدس العربي»:

يواصل الأسير الفلســطين­ي عماد البطران، إضرابه المفتــوح عن الطعــام، طلبا للحرية لليــوم الـ 46 على التوالي، بوضع صحي خطير، رفضا لاستمرار اعتقاله الاداري.

وأوضحــت هيئة شــؤون الأســرى والمحررين، في بيــان، أن الأســير البطران موجــود حاليــاً في عزل «نيتســان الرملة» ويعاني من هزال وضعف عام ومن آلام بجســده، كما أنه يشــتكي من حكــة واحمرار في معظم أنحاء جسمه، وآلام حادة بالمعدة.

وأعلــن قبل أيام أنه بــدأ يتقيأ دما، كمــا يعاني من مشــاكل بالشــرايي­ن ولا يتناول أي نوع مــن المدعمات أو المســكنات ولا تجرى لــه أي فحوصات طبية، ورغم سوء وضعه الصحي، كانت سلطات الاحتلال قد نقلت الأســير البطران من مستشــفى «كابلان» إلى عزل في سجن الرملة.

وقال قدورة فــارس رئيس نادي الأســير إن هناك مؤشــرا الى أن إضراب الأســير البطران سيطول بعد إبلاغ مخابــرات الاحتلال زوجته بأنــه لن يخرج من الســجن، وهناك تمديد آخــر له، لافتا إلى أن الأســير المضرب قدم استئنافا على الاعتقال الحالي الذي ينتهي في مايــو/ أيار المقبل، وأنه حتى اللحظة لم يحدد موعد محاكمة جديد له.

المساندة الشعبية والإعلامية

وأكد أن المســاندة الشــعبية والإعلامية مهمة جداً للتأثير على خروجه من الســجن، مطالبا المؤسســات الدولية بالتدخل للإفراج عنه.

وأكد رئيس هيئة شــؤون الأسرى والمحررين اللواء قــدري أبو بكــر، أن الاحتــال يصر ويســتمر بعزله ومحاولة الضغــط عليه من أجل فك إضرابه، مشــدداً على أن الحكم الإداري على الأسير ليس له أي معنى ولا يوجد لدى الاحتلال أي مبرر لاعتقاله.

والأسير البطران أمضى في الاعتقال نحو 10 أعوام، قضاها على فترات، وقــد تم تمديد اعتقاله إدارياً لأربع مرات متتالية منذ اعتقاله الأخير، كان آخرها قرار صدر بتاريــخ 21 يناير/ كانون الثانــي الماضي، الذي ينتهي بتاريخ 17 مايو.

وكان البطران قــد خاض إضرابا عــن الطعام عام 2013 واســتمر لمدة )105( أيام، وفي عام 2016 أضرب مجددًا واســتمر لمدة )36( يوما، وهذا الإضراب الثالث له.

وعلى مدار الســنوات الماضية ونتيجة للإضرابات المتكررة، عانى الأســير البطران من مشــاكل صحية، أبرزها أوجاع حادة في المعدة والرأس.

يذكــر أن البطران متــزوج وهو أب لخمســة أبناء، أصغرهم يبلغ من العمر خمس ســنوات، وهو شــقيق الأســير طارق البطران المعتقل منذ 16 عاما، والمحكوم

بالسّجن المؤبد.

وبســبب خطورة وضعه طالبت وزيرة الصحة مي الكيلة، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخــل لإنقاذ حياتــه، وحملت ســلطات الاحتلال المسؤولية عن حياته.

والاعتقــا­ل الإداري شــكل مــن أشــكال التعذيب الإسرائيلي­ة للأســرى، حيث يزج بالأسير في السجن، بــدون أي محاكمة، إذ يصــدر أمر اعتقالــه من حاكم عســكري، وبدون أي تهم، حيث يزعم الاحتلال أن هذه التهم ســرية، وكثيرا ما تقوم ســلطات بتمديد فترات اعتقال الأســرى الإداريين وعددهم نحو 400 أسير، بما يجعــل بعضهم يقضي فترة أكثر مــن عامين وثلاثة في السجون.

«معارك الأمعاء الخاوية»

وجدير بالذكر أن الأســرى يلجأون لخوض «معارك الأمعاء الخاوية» بالإضــراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهــم يتعرضون خلال فترة الإضــراب التي امتدت مع بعضهم لأكثر من أربعة أشهر متتالية، إلى ضعف وهزال ومرض شــديد يهدد حياتهم بخطر المــوت، طلبا لنيل حريتهم أو تحسين ظروف اعتقالهم.

ونحج الأســرى في مرات ســابقة في إرغــام إدارة ســجون الاحتــال على تلبيــة مطالبهم، والأســبوع الماضي، فك أســيران إضرابهما، بعد شــهر من المعركة، بعدما حصلا على قرار بعدم تمديد اعتقالهما الإداري.

إلــى ذلك وثقت هيئة شــؤون الأســرى والمحررين إفــادات جديــدة لفتية وأســرى قاصريــن تعرّضوا للتعذيب والتنكيل خــال عمليات الاعتقال والاحتجاز في مراكــز التوقيف والتحقيق، وخــال عمليات النقل

للمحاكم. ومن الإفــادات التي ســجلها تقرير الهيئة، إفادة للفتى مجاهد نعســان) 17 عامــاً( من بلدة المغير قضاء رام الله، والقابع حالياً بقســم الأسرى الأشبال معتقل «مجدو». فقد جرى اعتقالــه بعد اقتحام جيش الاحتلال لمنزله فجراً، والاعتداء عليه بالضرب بشــكل تعسفي هو وشــقيقه واعتقالهما، وبعدها قام الجنود بنقــل القاصر مجاهــد إلى مركز تحقيق «المســكوبي­ة» وخلال الاســتجوا­ب لم يســلم من الضرب على بطنه ووجهــه والإهانة على يد المحققين، وبقــي 22 يوماً في زنازين المســكوبي­ة حُقق معه خلالهــا 15 مرة، كما تم إجباره على التوقيع على إفــادة باللغة العبرية بدون أن يفهم فحواها.

ويقــول القاصر فــارس ورني )17 عامــاً( إنه عقب مداهمة بيته في بلدة العيزرية، من قبل جنود الاحتلال، تم التنكيل به وهــو مقيد اليدين ومعصــوب العينين، ومن ثم جرى نقله إلى معســكر جيــش قريب من بلدة أبو ديس، وهناك استمر الجنود بإهانته وضربه بشكل مبرح وبعدها نُقــل إلى مركز توقيــف» عتصيون» في الجنوب، لاستجوابه، وبقي هناك 15 يوماً عانى خلالها من أوضــاع اعتقالية قاســية، فالغرف داخــل المعتقل مكتظة وقــذرة، ووجبات الطعام المقدمة ســيئة النوع والكمية، بالإضافة إلى ذلك كانت إدارة المعتقل تحرمهم من الاستحمام ومن الخروج إلى الفورة، ليتم نقله بعد ذلك إلى قسم الأسرى الأشبال في «مجدو».

أما عن الأســيرين القاصرين أحمد زكارنة )17 عاماً( ومحمــد أبو الرب )16 عاماً( وكلاهمــا من بلدة قباطية قضاء مدينة جنين، فقــد تعرضا لتحقيق قاس في مركز توقيف «الجلمة» حيث تم شــبحهما لســاعات طويلة خلال اســتجوابه­ما، وزجهما في زنازيــن قذرة مليئة بالحشرات قبل أن يتم نقلهما إلى معتقل «مجدو».

 ??  ?? الأسير البطران )في الإطار( يواصل إضرابه عن الطعام في السجون الإسرائيلي­ة
الأسير البطران )في الإطار( يواصل إضرابه عن الطعام في السجون الإسرائيلي­ة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom