انتقاد صمت وزارة التعليم المغربية عن إضراب المدرسين والمديرين... وعودة الاحتجاج إلى شوارع الرباط
انتقد "اتحاد جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ" فــي المغرب ما اعتبره موقفاً ســلبياً لوزارة التعليم تجــاه الإضرابات التي ينفذها المدرسون والمديرون خلال هذه الأيام، مما أدى إلى توقف الدراسة مؤقتاً.
وأبــدى الاتحاد، فــي بيان تلقــت "القدس العربــي" نســخة منــه، اســتغرابه وقلقــه من الصمــت وحالــة الارتبــاك اللذيــن قال إنهمــا يســودان داخــل وزارة التعليم، عقب الاضرابات التي قام بها المديرون والمدرســون في المؤسســات التعليمية العمومية، ما تسبب في تعليق الدراســة وأثر ســلباً على المســار التعليمي للتلاميذ.
كما ســجل الإغلاقــات الكثيرة فــي عديد
من المؤسســات والتأجيل المتكــرر للامتحان الجهوي خصوصاً مســتوى الثانية بكالوريا، الشــيء الذي يؤثر ســلباً علــى النتائج لدى التلاميذ ممن يحصلــون على معدلات ضعيفة في حالة اجتيازهم الامتحان الموحد الوطني.
وقال أيضــاً إن ذلك الوضع يؤدي إلى غياب تكافؤ الفرص بين تلاميذ العمومي والخصوصي الناتج عن عدم التزام الخصوصي بمقترحات الوزارة )التفويج، التعليم بالتناوب(، مؤكداً أن التشــجنات الحاليــة تؤثــر على نفســية التلميذ الذي مــن المفروض على الجميع إيجاد الجو السليم والمناسب لتمكينه من تلقي التعلم الذي يحتاجه.
وطالب اتحاد أولياء التلاميذ وزارة التعليم بتحمل مســؤوليتها إزاء الأوضــاع الحالية، وكذا تفادي الحلول الترقيعية كتمديد الموســم الدراسي مثلاً، مشدداً على ضرورة إعطاء ملف التعليم المكانة التي يستحقها، فضلاً عن إلغاء كل الامتحانات الإشهادية واعتماد نقط المراقبة المســتمرة بناء على تقريــر مجالس الفصول الدراسية.
وعاد المدرســون المتعاقدون إلى الاحتجاج فــي قلب العاصمــة الرباط، أمــس، رغم قرار الســلطات المحليــة بمنع أي تجمهــر أو تجمع بالشــارع العام، تفادياً لكل ما من شأنه خرق مقتضيــات حالة الطــوارئ الصحية. ونفذت "التنســيقية الوطنية للأســاتذة الذين فرض عليهــم التعاقــد" إنــزالاً كبيراً فــي العاصمة الرباط، للمطالبة بإسقاط "التعاقد" وإدماجهم في الوظيفة العمومية.
ووســط حضور أمني كبير، رفع عشــرات المدرســن المتعاقديــن شــعارات مــن قبيل "مامفاكينــش" )لــن نتنازل(، "حريــة، كرامة عدالــة اجتماعية"، "الشــعب يريد إســقاط التعاقــد"، فيمــا تدخلــت القــوات العمومية لتفريق المحتجين.
وكان المدرســون خاضــوا مســيرات احتجاجيــة في العاصمة الربــاط، منذ بضعة أسابيع، ووجهت بتدخل عنيف من لدن القوات العمومية. كما شــارك في التعنيف أشــخاص بزي مدني، اعتقل أحدهم وقدم إلى المحاكمة.
وقضت محكمة الرباط، أول أمس، بالحبس النافذ ســنة واحدة في حق الشاب الذي ظهر في مقاطع وتســجيلات يعنف المدرســن في شــوارع الرباط، ونقل إلى "سجن العرجات" ليقضي عقوبته الســجنية، حيــث توبع بتهم "الضرب والجــرح وانتحال صفة والتدخل في أعمال أمرت بها السلطات العامة".