Al-Quds Al-Arabi

بسبب ملف الإيغور: أنقرة تستدعي السفير الصيني بعد تغريدة للسفارة استهدفت سياسيين أتراكاً

- إسطنبول – «القدس العربي» من إسماعيل جمال:

اســتدعت وزارة الخارجيــة التركيــة، الثلاثــاء، الســفير الصينــي فــي العاصمة أنقــرة وذلــك للاحتجــاج علــى تغريــدة للســفارة التركيــة فــي أنقــرة اســتهدفت سياســيين أتــراكاً معارضــن رداً علــى مواقف لهم اتجاه ما قالوا إنها السياسات القمعيــة التــي تتبعهــا الصــن ضــد أقلية الإيغــور الذين ينحدرون مــن أصول تركية ويعيشــون بإقليــم شــينجيانغ أو ما يطلق عليه «كردستان الشرقية».

والثلاثاء، نشرت الســفارة الصينية في أنقرة تغريدة استهدفت فيها ميرال أقشينار زعيمــة حــزب الجيــد التركــي المعــارض، ومنصــور يافاش رئيــس بلديــة أنقرة عن حزب الشــعب الجمهوري المعارض، وذلك رداً على تغريــدات لهم تتعلق بملف الإيغور الــذي يعتبر من أبرز الملفات حساســية في العلاقات التركية الصينية.

وجــاء فــي تغريــدة الســفارة الصينية التي تضمنت إشــارة مباشرة إلى حسابي أقشــينار ويافــاش علــى تويتــر: «يعارض الجانــب الصيني بحزم وقــوة أي تحد من أي شــخص أو قوة لسيادة الصين ووحدة أراضيهــا كما تديــن ذلك بشــدة، ويحتفظ الجانب الصيني بالحق في الرد».

هذه التغريــدة أثارت غضباً واســعاً في تركيــا، لا ســيما وأن شــريحة واســعة من السياســيي­ن والمواطنين الأتراك اعتبرت أن التغريدة تتضمن تهديداً مباشــراً وصريحاً من الســفارة الصينيــة لسياســيين أتراك، وطالبوا الحكومة بالرد رســمياً وبقوة على ما اعتبروه تعدياً على الســيادة التركية من السفارة الصينية.

وبينما سارعت وزارة الخارجية التركية إلى اســتدعاء الســفير الصيني إلى مقرها الرئيســي في العاصمة أنقــرة، قال الموقع الإلكتروني للتلفزيون التركي الرســمي إن الخارجية أبلغت الســفير الصيني «رفضها وعــدم ارتياحهــا» للتغريــدة التي نشــرها الحســاب الرســمي للســفارة وتضمنــت خطابات مباشرة لسياسيين أتراك.

والاثنــن، نشــر مئــات مــن المواطنــن والسياســي­ين الأتراك تغريدات في الذكرى الـ31 لما تعرف باسم «مجزرة بارين»، حيث اقتحــم الجيــش الصيني فــي الخامس من أبريل 1990 مدينة « بارين» في «تركســتان الشــرقية»، وارتكب مجــزرة راح ضحيتها مئات من أتراك الإيغور.

وبمناســبة هذه الذكرى، نشــرت ميرال أقشــينار تغريــدة قالــت فيهــا: «أســتذكر برحمة، في الذكرى السنوية لاستشهادهم، أبناء عرقنا في كردســتان الشــرقية الذين

متظاهرة تركية ترتدي قناعاحتجاج­اًعلى معاملةالصي­ن لمسلمي الايغور

لــم ينحنــوا للعبودية الصينية فــي مجزرة بارين، لن ننسى أبناء عرقنا الموجودين في الأسر، لن نبقى صامتين على ما تعرضوا له من ظلم، ســتكون كردستان الشرقية قطعاً حرة يوماً ما.»

إلى ذلــك، كتــب منصور يافــاش رئيس بلدية أنقرة، في ذكرى مجزرة بارين: «على الرغم من مرور 31 عامــاً على مجزرة بارين التي شــهدتها تركستان الشــرقية، ما زلنا نشــعر بالألم كما اليوم الأول، نحيي ذكرى شهداء بارين بالرحمة.»

وتتهم منظمات دوليــة وتقارير حقوقية الصــن باتبــاع سياســات قمعية واســعة ضد أتراك الإيغور في تركســتان الشرقية، وتتحــدث تقاريــر عــن حبــس الملايين في مراكــز توقيف تطلق عليهــا الصين «مراكز

إعــادة تأهيل» وتمارس ضدهم ممارســات قمعية تتعلق بالممارسات الدينية والإنجاب وطبيعية الحياة، وغيرها من الجوانب. في المقابل، تنفي الصين هذه الاتهامات وتقول إنها تقوم بإجراءات وقائية وعمليات أمنية ضد متشددين تصفهم بـ»الإرهابيين».

ويعتبــر الإيغور الملف الأكثر حساســية في سجل العلاقات التركية الصينية، حيث

ينحدر الإيغور من أصــول تركية، ويضغط سياسيون أتراك من توجهات مختلفة على الحكومــة لاتخــاذ موقــف داعــم للإيغور، والضغــط علــى الحكومة الصينية، وســط اتهامات من المعارضة للحكومة بالخضوع لضغوط صينية والصمت على ممارساتها ضــد أتراك الإيغور مقابــل مميزات تجارية واســتثمار­ات، ومؤخــراً مقابــل امتيازات تتعلق بالحصول على لقــاح كورونا، وهي اتهامــات تنفيهــا الحكومة التركية بشــكل مطلق.

وقبل أيام، زار وزيــر الخارجية الصيني «وانغ يي» العاصمة أنقرة، والتقى الرئيس رجــب طيــب أردوغــان، ووزيــر الخارجية مولــود جــاوش أوغلــو، وســط تظاهرات شــهدتها العاصمــة ومحافظــات تركيــة مختلفة من قبــل الإيغــور ومواطنين أتراك ضــد زيــارة الوزير الصينــي، حيث اتخذت قوات الأمن التركية إجراءات أمنية واسعة.

ويعيــش قرابــة 50 ألفــاً مــن الإيغور في تركيــا، نجحوا خــال العقــود الماضية في الوصــول إليهــا بطــرق مختلفــة، خاصــة في الســنوات الأخيــرة التي صعــدت فيها الصــن مــن إجراءاتهــ­ا ضدهــم، ومنــذ أسابيع ينظمون تظاهرات شبه يومية أمام السفارة الصينية في أنقرة وقنصليتها في إســطنبول للمطالبة بمعرفة مصير أقاربهم في الصين.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom