Al-Quds Al-Arabi

فرق الإنقاذ في إندونيسيا تبحث عن ناجين بعد الإعصار الذي قتل 119 شخصاً

-

■ جاكرتا - رويتــرز: واصل رجال الإنقاذ عمليات البحث عن عشــرات المفقودين في جزر نائية بجنوب شــرق إندونيسيا أمس الثلاثاء، مع وصول تعزيزات للمساعدة في أعقاب الإعصار المداري الذي أودى بحياة 119 شخصاً على الأقل. وانتشــرت طائرات هليكوبتر للمساعدة في عمليات البحث، كما وصلت سفن محملة بمواد غذائية ومياه للشرب وأغطية وأدوية للموانئ بعد أن عطلتها أمواج مرتفعة أحدثها الإعصار المداري ســيروجا، الذي تسبب في هطول أمطار غزيرة وسيول وانهيارات أرضية مميتة يوم الأحد.

وعدلت وكالة إدارة الكوارث الإندونيسي­ة عدد القتلى بسبب الإعصار في جزر نوســا تنقارا الشرقية بعد أن قالت في وقت سابق إن 86 قتلوا. وما زال 76 في عداد المفقودين. وقال راديتيا جاتي، المتحدث باســم الوكالة في إفادة صحافية: «فريــق الإنقاذ يتحرك على الأرض. الطقــس جيد». لكن القائمين على البحث والإنقاذ يواجهون مشــكلة في نقل المعدات الثقيلة لاستخدامها في عمليات البحث.

وقال دوني موناردو، رئيس الوكالة: «البحث عن الضحايا يواجه قيوداً، المعــدات الثقيلة المتاحة لا يمكن إرســالها إلى مواقعهــم، خاصة في أدونارا وألور». وجزيرتا أدونارا وألور من أكثر الجزر تضرراً من الإعصار، حيث قتل 62 في الأولى و21 في الثانية.

وأظهــرت صور التقطت من الجو الثلاثاء، وحــاً بني اللون ومياهاً تغمر مناطق شاســعة وتدفن تحتها المنازل والطرق والأشــجار. ووصل الجيش ومتطوعون إلى الجزر الثلاثاء، وأنشــأوا مطابــخ عامة بينما جلبوا عاملين طبيين.

وأظهرت لقطات صورها مســؤول محلي في قرية تانجونج باتو بجزيرة ليمباتا، حيث يوجد بركان ماونت إيل ليوتولوك، ســقوط أشجار وصخور ضخمــة من الحمم البركانية الباردة التي ســحقت المنــازل بعد أن زحزحها الإعصار من أماكنها. وشــرد الإعصار ألوفاً، وتضــرر قرابة ألفي مبنى بينها مستشــفى، ولحقت أضرار بالغة بأكثر من 100 منــزل. وقتل اثنان في إقليم نوســا تنجارا الغربي. وهنــاك مخاوف أيضاً من حــدوث إصابات محتملة بفيروس كورونا في مراكز الإجلاء المزدحمة.

وقُتــل 33 على الأقل فــي تيمور الشــرقية المجاورة بســبب الفيضانات والانهيارا­ت الأرضية وســقوط الأشــجار. وقالت هيئة الدفــاع المدني إنها تســتخدم معدات ثقيلة في البحث عن الناجين. وقال إســماعيل دا كوســتا بابو، مدير الحماية المدنية: «عدد الضحايا قد يزيد لأن الكثيرين مفقودون.» وأضــاف: «دفنتهم الانهيــار­ات الأرضية وجرفتهم الميــاه». ومن المرجح أن الوحل قد جرف معه أيضاً إلى البحر بعض سكان جزيرة ليمباتا.

وتعرضت ليمباتا لثورة بركان الشــهر الماضي، الأمــر الذي أتلف الغطاء النباتي على قمة الجبل وســمح للحمم البركانيــ­ة المتصلبة بالانزلاق صوب حوالــي 300 منزل جراء الإعصار. وحث الرئيــس جوكو ويدودو، الحكومة على الإســراع بعمليات الإجلاء وجهود الإغاثة واستعادة الكهرباء. وقالت دويكوريتا كارناواتي، رئيســة هيئة الأرصاد الجوية، إن الأعاصير المدارية التي كانت نــادرة، تتزايد في إندونيســي­ا وربما يكون التغيــر المناخي هو المســؤول. وأضافت في مؤتمر صحافي: «ســيروجا هو أول مرة نشهد فيها تأثيراً هائلاً لأنه ضرب اليابسة. هذا ليس شائعاً.»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom