Al-Quds Al-Arabi

الفنان المغربي إدريس الروخ لـ «القدس العربي»: أن تكون ممثلا أو مخرجا يعني القدرة الإبداعية على تحقيق التواصل مع الجمهور

- الرباط ـ «القدس العربي» من عبد العزيز بنعبو:

الفنان المغربي إدريس الروخ وجه فني له حضوره المؤثر في المشهد الإبداعي، على اعتبار ما راكمه من عطاء كممثل وأيضا كمخرج، كما أنه من طينة الفنانــن المغاربة الذين جاوروا فنانين عالميين كبارًا في أعمال سينمائية مميزة.

لكــن ما يميز الــروخ، هو تمكنه مــن المزاوجة بنجاح بــن التمثيل والإخراج، فتجده كمشــخص يشد المشــاهد إليه بالتماهي مع الدور، وكمخرج تجــده ينتقي أعماله بدقة ويحــاول أن يمنح للجمهور فرجة ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه.

«القدس العربي» التقته، وركزت في حوارها على تســاؤل أساســي وهو الدافع وراء تحــول الممثل إلى مخرج، كما ســألته عن جديده في رمضــان، خاصة انــه دائما ما يبصــم حضوره دراميا لــدى الجمهور المغربي:

□ رمضــان على الأبــواب ماذا أعددت له فنيــا لتقدمه لجمهور الدراما المغربية؟

■ خلال رمضان الكريم، هناك «ســيتكوم» سيبث على القناة الأولى المغربية قمت بإخراجه ويحمل عنوان «دار لهنا» ويتكون من 30 حلقة، مدة كل واحدة 30 دقيقة، ويشــارك فيه عمالقة التمثيل في المغرب أمثال نزهــة الركراكي ومحمد الجم وآخرون، إضافة إلى ذلك هناك مسلســل درامي يحمــل عنوان «بنات العســاس» بدوره يتكون مــن 30 حلقة، ويشــارك فيه نخبة من الممثلين المميزين المغاربــة أمثال منى فتو ودنيا بوطازوت وعزيز حطاب وسعاد خيي.

□ كممثــل اتجه إلى الإخراج، كيف تجد نفســه أمــام وخلــف الكاميرا، هــل تغير شــيء في وظيفة الإبداع لديك؟

■ بالفعــل كممثل ومخرج أجد نفســي أحقق التواصل مــن منظورين مختلفين، لكنهما يتوحدان فــي الهدف وهو إيصال الرسالة الفنية إلى الجمهور.

فالتمثيل هــو اداة تواصل مهمة جدا عن طريق تجســيد الشــخصية محور الــدور الذي يؤديــه الفنان، ســواء في المســرح أو الدراما أو الســينما، إنه ذلك الجسر الذي يوصلك إلى المشاهد مباشرة.

أما الإخــراج، فهو بــدوره أداة تواصلية لكن من منظور آخر مغاير لزاوية التمثيل، حيث يحمل المخرج فوق كاهله مسؤولية أكبر من أجل فك رموز الأحداث والشخصيات، ناهيك عن مسؤولية المخرج بخصوص الكتابة التــي عليه أن يكون ملما بتفاصيلها وما إلى ذلك من علاقات داخل بلاتو التصوير، وتشعب المهام الملقاة على عاتقه. كل ذلك من أجل إنجاح اولا مهمــة الإخراج وإتمامها على أكمــل وجه إبداعي، وثانيا من أجل إنجاح العمل وتقديمه بأحسن صورة وتصور للمشاهد. وأشير هنا إلى أن مســؤولية المخرج تزداد كلما كان السيناريو مثلا من نوعية خاصة وليس من صنف الاستهلاك، لأن التعامل مع هذه النوعية يتطلب شحذ كل الأدوات الإبداعية التي يتوفر عليها المخرج.

□ يتســاءل الكثيرون عن السبب الذي يدفع الممثل إلى التغيير والتحول للإخراج؟

■ شخصيا، أعتقد أن الإجابة على هذا التساؤل تكمن في قدرة المبدع على إيصال ما يستطيع إيصاله عن طريق الإخراج أو التشخيص. وشخصيا أؤمن بالتطور، فليس هناك أشــياء تتغير دون ســبب أو دافع، كما أن الرغبة في ارتداء قبعة المخرج ليســت هي محور هذا التحــول، أو إبراز العضلات الفنية لتقديمها للجمهور في طبق درامي أو ســينمائي من اجل الحضــور في الصفوف الاماميــة لأي عمــل كصانع هــذا المحتوى قصد تحقيق الإبهار؛ أبدا، المسألة أعمق من ذلك، تجــد ضالتها في طبيعة تطور المســار الفني وطموح صاحبه في تقديم الأفضل وفي الأســاس تقديم تصوره وفكره، وهو ما يحيلنا مباشرة على الاجتهاد الذي يواظب عليه أي فنان لديه طموح في تقديم أكثر من التشخيص للجمهور. الإخــراج، كمــا أراه، عمليــة بالغة الدقة والحساســي­ة والعمق، فهــي تماهي المخرج فــي ذوات الآخرين مــن ممثلين وكاتب السيناريو وتقنيين، هذا على مســتوى الفكرة الجوهر والعمق النبيل. كما أضيف هنا، أن التحول يكون دافعــه بالضرورة الامل في التغيير، وليس من منطلقات ذاتيــة فردية، لكن بصيغة جماعيــة ذات مفاهيم مستقبلية. أن يكون الإنســان مخرجا أو ممثلا أو ناقدا فنيــا أو صحافيا أو أي مهنــة أخرى، فذلك يدخل فــي صميم ما ترغب فيه ذاتك وأحاسيســك وأفكارك، فأنت تكون الطالب والأستاذ والراغب في التطور كذلك، وما لا أفهمه هو كيف يتحول سؤال الطموح والرقي إلى عقبة تقف في طريق هذه الرغبة وتتصدى لها وتحول دون الوصول إلى الهدف المنشود.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom