Al-Quds Al-Arabi

... ومهرجان الزهر في نابل

-

تحت شــعار «نابل عندي الزهر» والذي ســيقام من 9 إلى 11 الشهر الجــاري، حيث أكدت رانية منصــور مختصة في تقطيــر الزهر ) موقع راديو ميد( أن مهرجان «زهر الأرنج» يشــكل موعدا موســميا في نابل، إذ تجتمع النســوة حول «القطار العربي» لتجميع ماء الزهر في قوارير بلورية خاصة تعرف بـ«الفاشــكة» موضحــة أن كل عائلة من العائلات النابليــة تحتاج إلى ما يتراوح من ثلاث إلــى أربع وزنات من الزهر، أي ما يقارب 12 إلى 16 كغ بغية الاحتفاظ بها ضمن مواد «العولة» (المؤونة( التقليدية.

كما تطرقت الحرفية شميسة ســامة ومختصة في التراث اللامادي، ضمن ضيوف برنامــج «الكاب ويكاند» على قناة الـــ»كاب أف أم» إلى عادة تقطير الزهر التقليدية، التقنيات والمهارات.

وتكلمت عن استخراجات الزهر، التي لا تفارق النوابلية، كعطور وفي الأعراس وحمام العروس وحتى في الموت وطقوس الغسل. من المهد إلى اللحد. الزهر لا يفارق مطابخ النوابلية. إنه معدل. علميا يعدل الشحم في اللحم. وحتى «العصبانة» الجافة، التي لا يعطيها الشباب اليوم قيمة، لا تبلــل بالماء، بل تمزج بماء الزهر للاحتفاظ بها ومنه تعديل الشــحم في اللحوم. وحتى «فاشــكة» الزعفران تخلط بالزهــر دائما. لذة في طبخ الأطباق النابلية، خاصة أطباق العيد. حتى من لا يستخدم الزهر يوميا يستخدمه في العيد. أما الاستخراجا­ت الأخرى، فهناك معجون الأرانج، نصنع منه البسكويت ونفطر به، له مذاق مر، فمن تربى عليه سيحبه.

معجــون البتلات، شــراب الــارنج عندما يتماســك ويصبح مربى يستعمل للفطور. وتســتعمل البتلات الجافة للأرنج كشاي أو مشروب ســاخن. يباع في فرنســا وهو غال جدا وبالملعقة في محلات جد راقية. للهدوء للراحة والاســترخ­اء ونحن نعطر به الشاي والقهوة. حلويات بقشــور الأرانج )لعرانج( تعطى للأطفال أو للضيــوف. لا بد أن يتربى الفرد على هذه الفاكهــة. للمحافظة على هذه التقاليد، توجه الســيدة شميســة نداء للشــباب قائلة: «اللي ماماتو وخالتــو وعمتو تعمل في التقطير يمشي ايدونهم» (تدوين كل المعارف والمهارات المتعلقة بالتقطير والاستخراج­ات من الزهور المختلفة(.

لا شــيء يرمى حتى الماء الذي يبقى في القطار نغتسل به وننظف به الملابس. تقول ضحى الجلاصي - مهندســة معمارية في المعهد الوطني للتــراث وعضو فــي جمعية صيانة مدينــة نابل - كما أضافت بشــأن المحافظــة وصون هــذه الحرفة أنه، لا بد من تشــجيع الشــباب، نحن كمجتمع مدني وكدولة.

والتقطيــر الجيــد والأصيــل لا بد أن يكــون في القطار النحاســي التقليدي وليس في قطار الألمنيوم، الذي يتفاعل مع ماء الزهر ويشــكل ضررا على الصحة. وتألمت الحرفية شميسة لانتشار هذا القطار المصنوع من الألمنيوم.

كذلــك أضافت الســيدة شميســة أن مجموع أزهــار متنوعة تجفف كـ»النسري والعطرشية، ورد، زهر زمزفور. نعملوا بها البخور. نحطوا لفحم والبخور الفــاوح. هذه هي عطورنا. حتــى قمامتنا فيها العطور عندما نرمي بقايا الأزهار. لنتخيل أكوام الأزهار والعطور المنبعثة منها. والتــي تحول المدينة إلى ســحر وهدوء. وإلى اقتصاد منزلي وأســري وسياحي. بالدليل الملموس وليس بالعروض في القاعات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom