Al-Quds Al-Arabi

انتعاش أسعار النفط بعد هبوطها أكثر من 4 مع آفاق تعافي اقتصادات الولايات المتحدة والصين

-

■ ســنغافورة/نيويورك - رويتــرز: ارتفعت أســعار النفط أمس الثلاثاء، إذ يتطلع المستثمرون لتصيد صفقات عقب انخفاض في جلســة التعامل السابقة بفعل ارتفاع إنتاج «أوبك+» فيما تحسنت آفــاق التعافي بفضل بيانــات اقتصادية قوية من الولايات المتحدة والصين.

فقد ارتفع سعر عقود خام برنت القياسي العالمي 1.45 دولار أو ما يعادل في المئة إلى دولار للبرميل، بينمــا زاد خام القياس الأمريكي )غرب تكســاس الوســيط «الأمريكي دولار أو ما يعادل 2.6 في المئة إلــى دولار للبرميل، بعد أن نزلت 4.6 في المئة أمس الأول.

وتلقت المعنويات في الســوق دفعة من مســح معهد إدارة التوريدات أمس الأول الذي كشــف أن نشاط قطاع الخدمات الأمريكي بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق في مارس/آذار. وتأتي البيانات بعد تقرير للوظائف يوم الجمعة الماضي فاق التوقعات بإضافــة 916 ألف وظيفة إلــى الاقتصاد الأمريكي الشهر الماضي.

وقالــت مارغريت يانــغ، الإســترات­يجية لدى «ديلي فيكس» أن البيانــات الأمريكية «أكدت زخم النمو فــي أكبر اقتصــاد في العالم، ممــا أدى إلى توقعات مشرقة للطلب على الطاقة.»

وتدعمــت المعنويــا­ت الإيجابية أيضــاً بعد أن كشف مسح أجراه القطاع الخاص أمس الثلاثاء أن نشــاط قطاع الخدمات الصيني تسارع في مارس/ آذار إذ عينت الشــركات المزيد مــن الموظفين وزاد تفاؤلها.

بالإضافة إلى ذلك، مــن المقرر أن تخفف إنكلترا قيود مكافحة فيروس كورونا في 12 أبريل/نيسان، مع إعادة فتح أنشــطة مــن بينها كامــل للمتاجر وصالات الألعاب الرياضيــة وصالونات تصفيف الشعر ومناطق الضيافة الخارجية.

وستسمح نيوزيلندا للأستراليي­ن بزيارات دون حجر صحي اعتبارا من بعــد غدٍ الجمعة، وتكوين «فقاعة سفر» للدول المجاورة.

وســاهمت تلك العوامل علــى جانب الطلب في تبديد أثــر مخاوف بشــأن اتفاق أُبرم الأســبوع الماضــي من جانب منظمة البلــدان المصدرة للنفط وحلفائها، فيمــا يعرف بمجموعة «أوبك+» لإعادة 350 ألف برميل يومياً من الإمدادات في مايو/أيار، و350 ألف برميل يومياً أخرى في يونيو/حزيران، و400 ألــف برميل يوميــاً أخرى أو نحــو ذلك في يوليو/تموز.

كما من المقرر أن تتخلص الســعودية من خفض أضافي طوعي بمليــون برميل يومياً على مدى تلك الأشــهر الثلاثة. وفي الوقت ذاتــه، تعكف إيران، عضو «أوبك» المعفاة مــن القيام بتخفيضات، على زيادة الإمدادات.

ويتحول انتباه الســوق الآن إلى محادثات غير مباشــرة بين الولايات المتحدة وإيــران في فيينا بدأت أمس في إطار مفاوضات أوسع نطاقاً لإحياء الاتفاق النــووي المبرم في عــام 2015 بين طهران وقوى عالمية.

وقــال بنك «غولدمان ســاكس» الاســتثما­ري الأمريكي أن التعافي المحتمــل لصادرات إيران لن يكون بمثابة صدمة «خارجية» لسوق النفط، وأن التعافي الكامل لن يتحقق حتى صيف 2022.

وأضاف فــي مذكرة صدرت مســاء الإثنين «في ظل ما يبدو من أن أوبك+ تدير خروجها في الوقت الحالي، فمن المرجح أن تتحول مخاوف الإمدادات إلى احتمال عــودة إيران إلى اتفــاق خطة العمل الشاملة المشتركة».

تتوقع الولايــات المتحدة أن تكون المحادثات مع إيران، بشأن استئناف الجانبين امتثالهما للاتفاق النووي الإيرانــي المبرم عــام 2015، «صعبة» ولا تتوقع أي انفراجة مبكرة.

وقــال البنك أن الطريق إلى اتفاق سيســتغرق شــهوراً على الأرجح، مضيفاً أن المنتجين الآخرين فــي «أوبك+» ســيتكيفون مع زيــادة محتملة في إنتاج إيران.

وأوضــح أن عــودة الصــادرات الإيرانية إلى معدلها الطبيعي قبل نهاية 2021 ســيقلل توقعات البنك بنهاية العام 2021 و 2022 لســعر خام برنت عند 75 دولاراً للبرميل بمقدار خمسة دولارات، في حين أن عدم التوصل إلى اتفاق في 2022 سيتمخض عن احتمال صعود يزيد عن عشرة دولارات.

وقال البنك أنه يتوقع انتعاشا كبيرا للطلب على النفط هذا الصيف حتى بعــد توقع زيادة أضافية بمقدار مليوني برميل يومياً في إنتاج «أوبك+» بعد يوليو/تموز.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom