الأردن: ارتفاع أسعار السلع التموينية بين تداعيات كورونا واستغلال التجار

■ عمان - الأناضول: شــهدت أســعار العديد من الســلع التموينية في الأردن ارتفاعا كبيرا، منذ أكثر من شــهرين، وصل في بعضها إلى 70 في المئة، عزاه التجار إلى ارتفاع في بلدان المنشــأ، فيما تقول جمعية حماية المستهلك أنه ارتفــاع غير مبرر. وتعاني مختلف القطاعــات الاقتصادية في المملكة من ضغوط كبيرة، إثر الإجراءات المشــددة والإغلاقات المســتمرة التي تفرضها السلطات لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

وطال الارتفاع ســلعا أساســية منها الســكر والأرز والحليب والزيوت، وهذه الأخيرة ســجلت ارتفاعات عالمية وفق مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو». فيما أرجع محللون هذا الارتفاع بالنســبة لبقية السلع إلى محاولة التجار تعويض خســائرهم الناجمة عــن الإجراءات الحكومية المرافقة لكورونا. وقال رئيس جمعية حماية المستهلك، محمد عبيدات، أن دور الجمعية «إرشادي توعوي وليس رقابي» مشيراً إلى أنهم يتلقون شكاوى من

مستهلكين بشأن ارتفاع الأسعار وتباينها.

وأوضح عبيــدات أن «الارتفاع كان تدريجياً إلى أن وصلت الزيادة إلى 34 في المئة للزيوت و12 للســكر.. كانت عبوات الزيوت سعة 12 لترا تباع بـ 12 دينــار )16.9 دولار( وأصبحت بـ 16 دينــار )22.5 دولار)». وأضاف أن هذا الارتفاع لا يتناسب مع الأسعار العالمية خاصة الزيوت والسكر.

وطالب رئيس جمعية حماية المســتهلك وزارة الصناعة «بتحديد سقوف ســعرية عادلة لطرفي العملية التبادلية )التاجر والمســتهلك( تتناســب مع الارتفاعات الحقيقية» في الأسواق العالمية.

فــي المقابل، قال محمد الشــوحة، رئيــس غرفة تجارة إربــد، ثاني أكبر محافظة بعد العاصمة عمان، أن ارتفاع أســعار الســلع «ليس وليد الظروف الحالية، وإنمــا هو نتيجة تراكمات ســابقة». وأضاف «لكــن بعض التجار ضعاف النفوس حاولوا استغلال الظرف.»

وقال المحلل الاقتصادي فادي طبيشات أن ارتفاع أسعار السلع عالمي، لكنه ربط ذلك أيضا بارتفاع تكاليف الشحن الناجم عن إغلاقات كورونا.

لكــن نقيب مخلّصي الجمــارك الأردنيــن، ضيف الله أبــو عاقولة، نفى حدوث أي زيادة بالكلف المتعلقة بشــحن البضائع أو نقلها، وقال «بالعكس هناك انخفاض وتســهيلات أضافية». واستدرك بالقول «لا يوجد مبلغ محدد للتخليص، فكل صنف يختلف عن الآخر، والمنشأ أيضا يختلف من سلعة إلى أخرى، فضلا عن الاتفاقيات التي تجمــع الأردن بالدول المختلفة، حيث هناك سلع معفية من الرسوم الجمركية». والشهر الماضي أظهر تقرير شهري لمنظمة الأغذيــة والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» أن ارتفاعاً طرأ على الأســعار العالمية للسلع الغذائية للشهر التاسع على التوالي في فبراير/شباط الماضي.

وارتفع مؤشر المنظمة لأسعار السكر بنسبة 6.4 في المئة في فبراير/شباط على أساس شهري، كما ارتفعت أســعار الزيوت النباتية بنسبة 6.2 في المئة على أساس شهري، مسجلة أعلى مستوى له منذ أبريل/نيسان 2012.

من جانبه أكد المتحدث باســم وزارة الصناعة والتجــارة الأردنية، ينال البرماوي، أن الوزارة تتعامل «بشــكل فوري» مع أية ملاحظات بشأن ارتفاع الأسعار على بعض السلع التموينية.

وقال «لا شــك أن أســعار بعض الســلع ارتفعت من بلدان المنشــأ جراء الظروف الاقتصادية الصعبة إثر أزمــة كورونا، إضافة إلى تراجع المعروض في بعضها كالزيــوت النباتية، وانخفاض الإنتاج». وتابع «أجرينا دراســة لأســعار نحو 135 سلعة تموينية، ورصدنا انخفاضاً واستقراراً لـ80 في المئة منها، وارتفاعا لأخرى، أبرزها الزيوت النباتية والأرز».

وقــال أيضاً أن وزارته أجرت العديد من اللقــاءات مع ممثلي غرفة تجارة الأردن، للتباحــث حول إمكانية تخفيض هوامــش الربح، وتحمل جانب من فروقات ارتفاع الأسعار الذي يعود لأسباب عالمية.