Al-Quds Al-Arabi

بين «سؤال الضفتين» والتصريح بـ«أمور خاصة»... لماذا صمت «الجار الإسرائيلي» إزاء ما حدث في الأردن؟

- سمدار بيري

■ كان يخيل أمس أن الأحداث الدرامية التي حدثت في الأردن وصلت إلى نهايتها. فقد جند الملك عبدالله،-كما نشــر- ســراً، الأمير الحســن الذي توجه إلى منزل الأمير حمزة، فاستُوضحت الأمور وسُويت. ومهما يكن من أمر، فإن القصة التي هزت الشــرق الأوســط هذا الأســبوع تعلمنا أموراً غير قليلة.

حتى إيران، المعاديــة للمملكة الأردنية، أصدرت بيان تأييد للملك عبد الله واستقرار نظامــه. كان الأول، كمــا كان متوقعاً، أبو مازن، الذي لــه علاقات جيــدة للغاية مع الأســرة المالكــة، وبعده مصــر، فالكويت، وإمارات الخليج، والعراق والأســرة المالكة الســعودية. إســرائيل وحدها تغيبت عن قائمة مؤيدي الملك عبد الله. رئيس الوزراء نتنياهو أغلق فمه، لم يقــل كلمة مع أو ضد الأسرة المالكة التي تسكن على مسافة اثنتي عشرة دقيقة طيران من مكتبه في القدس.

نتنياهو، مثل كل المســتويا­ت السياسية والعســكري­ة – الأمنيــة عندنــا، على علم بمصاعب الأردن: معدل البطالة المستشرية، إلى جانــب حجوم مفزعة من موجة كورونا الثالثة. وعندما لا يكــون هناك ما يكفي من اللقاحــات، كان يمكن لإســرائيل أن تقلق.

إذا كانت ثمة أماكــن عمل، فهي تختطف من المهاجريــ­ن الســوريين والعراقيين من بين مئات آلاف اللاجئين الذين يعيشــون اليوم في الأردن. فهم مســتعدون للقبول بنصف أجر مــا يطلبه المحليــون. وخطــوة الملك الأخيرة، خطوة يــأس، تقوده للبحث الآن عن التعاون في سوريا.

لم يجلس الأمير حمزة صامتاً في اليوم الأخير. فقد نقل أمس شــريطاً جديداً يصر فيه على أن يخــرج ويتحدث إلى الجمهور، مع العلــم أن الدرامــا الجارية فــي داخل الأســرة المالكة الأردنية قسمت الشارع إلى ثلاثة أقســام: الأغلبية المؤيدة لاســتقرار نظام الملــك، وأولئك الذيــن ينتقدون مثل الأمير حمزة، وأولئك الذين يفضلون خوض أحاديث عابرة فــي الصالون الخاص. الكل يتحدث عن إمكانيــة أن يكون الأمير العنيد مطالباً فــي نهاية الأمر بالصعود إلى طائرة ويبتعد إلى الولايات المتحدة.

لمــاذا لا تعقــب إســرائيل؟ لــو كانت العلاقات بين نتنياهو وعبد الله مريحة أكثر لخــرج تعقيب من خلــف الكواليس، ولكن عندما لا يكون هناك حوار، فسيكون الصمت الإسرائيلي صاخباً جداً. ومرة أخرى نكرر الســؤال: ما هــو الأفضل لنــا... أن ترتبط الضفتان ببعضهما تحت حكم فلســطيني، أم أن يجتاز الملك عبــد الله الأزمة، ويحظى بتأييــد ضمني ويدير الحــدود الأطول بين الدولتين؟ بيني غانتس وحــده تكبد عناء التعقيب على الأحــداث في الأردن حين قال إنها «أمور خاصة .»

«خط أحمر»... هكذا تذكر وسائل الإعلام الأردنية بقواعد اللعب: مســموح انتقاد كل وزراء الحكومة، وحتــى الملك عبد الله درج على أن يتخفــى ويجري زيــارات مفاجئة في أماكن إشــكالية. ولكن الملك عبد الله هو الخط الأحمر الذي لا يجب تجاوزه. محظور الانتقــاد. تحظر محاولة توصيــة الملك بما يفعله. «سيدنا» هو المقرر الحصري.

من الســهل أن نخمن بأن الدول العربية الغنية ســتتجند لعرض دعــم اقتصادي، فقــد تمد الســعودية وحكام الإمــارات يداً طويلة إلى الجيــب، فيخرجون حفنات من الدولارات وخطط الاســتثما­ر. ولن يضطر الملك للوقوف عند أعتابهــم. وكما أن إدارة بايــدن، التي أعربت عــن تأييد لا لبس فيه لـ «شــريكنا القديم»، ســتعزز المســاعدة. ننتظر ونرى ما ستفعله إسرائيل. هذه هي الفرصة لتوســيع العلاقــات المتوقفة الآن عند التعاون الأمني. هاتف واحد من مقرب إسرائيلي )وهناك غير قليل كهؤلاء( للطرف الأردني قد يعيــد، بالتدريج، العلاقات بين الديوانيــ­ن، كائناً مــن كان رئيس الوزراء عندنا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom