Al-Quds Al-Arabi

موسكو: حرب أهلية في أوكرانيا ستهدد أمن روسيا ... وسفينتان حربيتان أمريكيتان في البحر الأسود

- لندن ــ «القدس العربي» - ووكالات:

قــال متحدث الرئاســة الروســية )الكرملــن( ديمتري بيســكوف، أمس الجمعــة، إن بلاده "قلقة مــن اندلاع حرب أهلية في أوكرانيا، قد تشــكل تهديداً لأمن روسيا". كما أعلنت وزارة الخارجية التركية أمس أن الولايات المتحدة سترســل ســفينتين حربيتين إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، في سياق التوتر حول أوكرانيا.

وفي حديثه حول تطورات المشهد العسكري على الحدود مع أوكرانيا والأزمة الأخيرة في منطقة "دونباس" الأوكرانية، اعتبر بيســكوف أن سلوك الجانب الأوكراني "غير المدروس" يزيد احتمالية نشــوب نزاع مسلح في المنطقة، وفق تعبيره. وأوضح أن موسكو ســتتخذ الإجراءات اللازمة لحفظ أمنها في حالة اندلاع نزاع جنوب شرق أوكرانيا، مشدداً أن المجتمع الدولي بأسره سيعمل على منع مثل هذه الصراعات.

واســتبعدت أوكرانيــا الجمعة أي هجوم عســكري على الانفصاليي­ن في شــرق البلاد، إذ قال قائد القوات المســلحة الأوكرانية الجنرال روســان خومتشاك إن "تحرير الأراضي المحتلة بالقوة ســيؤدي لا محالة إلى عدد كبير من الخسائر

في صفــوف المدنيــن والعســكري­ين، وهو أمر غيــر مقبول بالنسبة لأوكرانيا". وأشار في بيان نُشر على فيسبوك إلى أن كييف تدعم حلاً "سياســياً ودبلوماسياً" لاستعادة الأراضي الخارجة عن سيطرتها منذ بدء هذا النزاع عام 2014. واعتبر أن هناك "حملة تشــويه" تقودها روسيا تشمل "تقارير" تقول إن كييف تحضّر هجوماً، في حين يتّهم الأوكرانيو­ن موســكو بإرسال قواتها إلى الحدود. وبحسب أوكرانيا، فإن الكرملين قد يبحث عن ذريعة لبدء عملية عســكرية واســعة النطاق. وأضاف الجنــرال خومتشــاك أن "هذه الحملــة تهدف إلى تشــويه سمعة أوكرانيا على الســاحة الدولية، ونشر الذعر في صفوف سكان الأراضي المحتلة". وفي الأثناء، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، الجمعة، إن على السفن الأمريكية التي ستدخل البحر الأسود الالتزام باتفاقية "مونتــرو" التي تحد من إقامتها فيه. وجــاء ذلك في تصريح أدلى به غروشــكو، لوكالة إنترفاكس الروســية، حول إبلاغ واشــنطن، أنقرة، بعبور ســفينتين حربيتين أمريكيتين من المضائق التركية )الدردنيل والبوســفو­ر( إلى البحر الأسود منتصف أبريل/ نيسان الجاري.

أفاد المشــاركو­ن في محادثــات فيينا لإحياء الاتفــاق النــووي الإيراني، أمــس الجمعة، أن هناك تقدماً في جهود إعادة طهران وواشــنطن للامتثــال للاتفاق المبــرم عــام 2015، وأن كل الأطراف ســتجتمع مجدداً الأســبوع المقبل، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أشــاروا إلى خلاف مع واشنطن حول العقوبات التي يتعين رفعها.

وتهــدف المحادثات إلى التركيــز على صميم الاتفاق المتمثل في القيود المفروضة على أنشطة إيران النووية مقابل رفــع العقوبات الأمريكية وغيرها من العقوبات الدولية. وكانت الولايات المتحــدة هي التي انســحبت مــن الاتفاق إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي عارضه بشــدة وســعى لنقضــه، وأعاد فــرض العقوبــات على إيــران، مــا دفعها إلى انتهاك العديد من القيود المفروضة بموجبه على برنامجها النووي.

وكتب وزير الخارجيــة الإيراني محمد جواد ظريــف، على تويتــر: «جميع عقوبــات ترامب كانت مخالفة لخطة العمل الشــاملة المشــتركة، ويجب رفعها من دون تفريق» علماً بأن الولايات المتحدة تقول إنها مستعدة لرفع «العقوبات التي تتعارض مع خطة العمل الشــاملة المشــتركة.» وفــي حين أنهــا رفضــت التوضيح، يبــدو أن ذلك يســتبعد العقوبات التي لا تتعلق رســمياً بالقضايا النووية التي يشملها الاتفاق.

وذكــر مبعوثــون روس وصينيــون إلــى المحادثــا­ت أن الأطــراف الأخرى فــي الاتفاق، وهي إيران وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيــا، التقــت مرة أخــرى في فيينــا أمس الجمعــة، واتفقت علــى الاســتمرا­ر فيها. وقال ميخائيل أوليانوف، ســفير روسيا لدى الوكالة الدوليــة للطاقة الذريــة، على تويتــر: «بحث أطراف خطة العمل الشــاملة المشتركة )الاتفاق النــووي( العمل الــذي أنجزه الخبــراء خلال الأيام الثلاثــة الماضية، وأشــاروا بارتياح إلى التقدم الأولي الذي تحقق». وأضاف: «ستعاود اللجنــة الاجتمــاع الأســبوع المقبل مــن أجل الحفاظ على الزخــم الإيجابي».وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، أن الدبلوماسي­ين ســيعاودون الاجتماع يوم الأربعــاء في فيينا. وفي أثناء ذلك، ستواصل مجموعتا العمل اللتان يرأسهما الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد بهما تمثيل أمريكي أداء مهمتهما.

واتفقت أطراف الاتفاق الأخرى يوم الثلاثاء على تشــكيل مجموعتين من الخبــراء مهمتهما

إعداد قائمــة العقوبات التي يجــب أن ترفعها الولايــات المتحــدة عن إيــران مقابــل قائمة الالتزامــ­ات النوويــة التي يتعــن على طهران الامتثال لها. وفي تصريحــات للصحفيين عقب اجتماع أمس، قال وانغ تشون، سفير الصين لدى الوكالة الدولية للطاقــة الذرية: «قلصت جميع الأطراف خلافاتها، ونشــهد في الواقع حالة من الزخم لتوافق تدريجي آخذ في التبلور» مضيفاً

أن المناقشــا­ت ســتكون مكثفة بــن مجموعتي العمل ودبلوماسيي­ن كبار، الأسبوع المقبل.

وأشــار دبلوماســي­ون غربيــون إلــى أنهم سيعرفون في غضون أسابيع ما إذا كانت جولات المحادثات ســتثمر عــن نتيجة قبــل انتخابات الرئاسة الإيرانية يوم 18 يونيو/ حزيران. وقال مصدر دبلوماســي أوروبي كبير: «نظراً للتعقيد الفني للأوجه النووية والتعقيــد­ات القانونية لرفــع العقوبات، ســيكون من التفــاؤل البالغ الاعتقاد بأن المهمة ســتنتهي في غضون بضعة أسابيع». أشــار مســؤولون أمريكيون إلى أنه يجري اطلاعهم على ما يدور في الاجتماعات. التحقق من رفع العقوبات إلــى ذلك، أعلــن عضو مــن الوفــد الإيراني المفاوض فــي فيينا، حيث تجري مفاوضات حول الملف النووي الايراني، أن إيران تريد التحقق من رفع العقوبــات الأمريكية عنها عبر تصدير النفط وإجراء معامــات مصرفية دوليــة. وقال كاظم غريب آبادي، ســفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذريــة، إن «التحقق يعني على ســبيل المثال أن تتمكن الجمهورية الاســامية من توقيع عقود نفطية وتصدير نفطها وتلقي عائداتها عبر قنوات مصرفية أو التفكير في استخدام آخر لها.» ونقل موقع مرشد الجمهورية، علي خامنئي، أمس الجمعة، عن عضو الوفد الإيراني في فيينا قوله: «في ما يتعلق بالقطــاع المصرفي، يجب أن تكون إيران قادرة أيضاً على إجراء معاملات مالية عبر اســتخدام قنوات مالية أخرى». وأضاف أن تلك هي «الطريقــة الوحيدة لضمان رفــع العقوبات عملياً » وليس «فقط على الورق .»

وأضاف غريــب آبادي، أن إيران تستكشــف خيــارات جديدة خــال المحادثات في النمســا لتجنب تكرار سيناريو مثل الانسحاب الأمريكي عام 2018. وقال: «نحن نناقش ما يجب القيام به بخصوص التزامات إيران التقنية، وكيف ينبغي الوفاء بها إذا خالف أحد الطرفين التزاماته».

فــي المقابــل، تواصــل ســلطات الاحتلال محاولاتهــ­ا لعرقلــة فــرص التوصــل لاتفاق إيراني-أمريكــي، إذ اتهمــت، الجمعــة، إيران بانتهــاك قــرارات أمميــة تتعلــق بتجــارب نووية. وجــاء ذلك فــي خطاب رســمي قدمه منــدوب إســرائيل الدائم لــدى الأمم المتحدة، الســفير جلعــاد أردان، إلــى كل مــن الأمــن العــام للأمم المتحــدة ومجلس الأمــن الدولي. وقال الســفير الإســرائي­لي، في رســالة وزعها علــى الصحافيــن فــي مقــر الأمم المتحدة في نيويورك: «لا بد مــن اتخاذ إجراءات ضد إيران بعــد الانتهــاك­ات الأخيرة لقــرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231». واعتمــد المجلس هذا القرار فــي يوليو/ تمــوز 2015 بخصــوص البرنامج النووي الإيرانــي، ويطالب طهران بعدم إجراء أي تجارب لصواريخ قــادرة على حمل رؤوس نووية. وزعم الســفير أردان، في الرســالة، أن «الحــرس الثوري الإســامي أجرى سلســلة تجارب علــى صواريخ باليســتية، مــن بينها صواريــخ قادرة علــى حمــل رؤوس نووية». وأردف: «إننــي أحث مجلس الأمن بشــدة على إدانة هذه الانتهاكات المستمرة من جانب إيران لقرار مجلس الأمن رقــم 2231، وأدعو الأعضاء إلى الرد علــى التهديد الواضح للســلم والأمن الدوليــن، الــذي يشــكله البرنامــج النووي الإيراني وبرنامج الصواريخ الباليستية». ودعا أردان الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى «التحقيق وتقديم تقرير فــي هذا الصدد» مشــيراً إلى أن «إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها وسيادتها».

 ??  ?? مساعد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أثناء مغادرته اجتماع فيينا بعد انتهائه
مساعد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أثناء مغادرته اجتماع فيينا بعد انتهائه

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom