الخزعلي يتهم شخصيات حكومية عراقية بتلقي أموال من الإمارات ويهاجم السعودية
طالب بتعديل دستوري لزيادة عدد النواب... ورحب بعلاقات مع أمريكا
حــثّ زعيــم حركــة «عصائــب أهــل الحق» المنضوية في «الحشــد الشعبي» قيس الخزعلي، أمــس الجمعة، على ضــرورة إجــراء تعديلات دســتورية تُفضي إلى زيادة عدد أعضاء مجلس النواب إلــى 400 نائب، وفيما اتهم الســعودية والإمارات، بـ«تدمير العراق» أكد أن «لســنا ضد إقامة العراق علاقات مع أمريكا».
وتحدّث فــي كلمة له في الذكــرى 41 لاغتيال رجــل الدين الشــيعي، محمد باقــر الصدر، عن انفتاح العراق على المحيط العربي، قائلاً: «لسنا ضد انفتاح العراق مــع محيطه العربي، بل نحن مع هذا الانفتــاح ولكن بخطــوات عملية» مبيناً أن «كل دول المنطقة التي دخلت فيها الســعودية والإمــارات كان مصيرهــا التدميــر والاقتتــال والحــرب الأهليــة» منوهاً بــأن «إذا كانت هناك نوايــا حقيقية للســعودية يفتــرض أن تتبلور بخطوات متمثلة بتغيير المنهج».
«حدّث ولا حرجّ»
ووفقاً للخزعلي، فإن «لا يمكن الوثوق بسهولة في الســعودية والإمارات، خصوصــا لدينا آلام ودماء وشهداء بســببهم، فالســعودية وحدها أرســلت 5000 انتحــاري فجروا أنفســهم على العراقيين، والمليــارات الخليجيــة التي صرفت من أجل تدميــر العراق وعدم اســتقراره، حدث ولا حرج، وإذا كانت الســعودية جادة عليها أن تعتذر للشــعب العراقي عــن الانتحاريين الذي أرسلتهم للعراق، والسعودية لم تقم بأي خطوة تمنع علماء الدين لديها من التحريض على فتاوى التفجير في العراق».
ونوّه إلى أن «أمريكا شــرعت قانوناً وأجبرت الســعودية على دفــع المليــارات كتعويض عن اســتهداف برج التجارة، وعلى السعودية تقديم التعويضات لــكل عراقي تضرر بســبب أعمالها الانتحاريــة» مبينــاً أن «الدمــار الاقتصــادي والأرواح التي فقدت لدى العــراق أكثر مما فعله صدام بالكويــت، ولازال العراق إلــى الآن يدفع المليارات كتعويض إلى الكويت بســبب مغامرات صدام».
وانتقد «وصف القنوات الســعودية الحشــد الشــعبي بالميليشــيات» مطالبــاً الســعودية بـ«إعادة ملكية أنبوب النفط الذي أنشئ بأموال عراقية. عندما تقوم السعودية بخطوات حقيقية تجاه العراق حينها لا يحق لأحد أن يرفض».
«الأكثر خطورة»
وبخصوص الإمارات، رأى الخزعلي أن «الدور الإماراتي هو الأكثر خطــورة على العراق حالياً، فهناك شــخصيات تعمل في الحكومــة العراقية كانت تتقاضى الأموال من الإمارات، وهناك أموال ما تزال تحول من الإمارات وتوزع على شخصيات معينة لشراء الذمم» واصفاً الإمارات أنها «تحاول تزوير الانتخابات العراقية باتجاهات معينة وفق مصالحها، وعليها أن تتوقــف عن مخططاتها في العراق لكي يتم الترحيب بها».
كما لفــت في الوقــت عيّنه إلــى أن «من أجل تحقيق المعالجــات لابد أن نعمــد إلى إصلاحات حقيقية وأهمهــا تعديل الدســتور، وأغلب أبناء الشــعب غير مقتنعين بــدور مجالس المحافظات وعملية تجميدهــا ليس حلاً» مبينــا أن «عملية انتخاب المحافظ بشــكل مباشر ستعطي مساحة كبيــرة للتعبيــر عــن الســلطة المحليــة، ومن التعديلات الدســتورية الضروريــة هو إلغاء أو تكييف مجالس المحافظات».
تعديل دستوري
وأشــار إلــى أن «مــن المطالــب الجماهيرية التي تحتاج لتعديل دســتوري هــو تحديد عدد أعضــاء مجلس النــواب، وزيادة عدد الســكان يســتدعي وفق الدستور أن يكون أعضاء البرلمان بالانتخابــات المقبلــة 400 نائــب» عــاداً إجراء الانتخابــات المقبلــة وفــق اعتماد عــدد النواب السابق )329 نائباً) «مخالفة دستورية» لافتاً إلى أن «الطريق الوحيد لتشــكيل حكومة تكنوقراط اختيار رئيس السلطة التنفيذية بشكل مباشر».
وبشأن البيان المشــترك للحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشــنطن، قال الخزعلي أنه «تضمن إشــارات جيدة، ونقدم الشكر للمفاوض العراقي لأنه كان بمســتوى المطالب بتحقيق السيادة وأن يكون نــداً» موضحاً: «لســنا ضد إقامــة العراق لعلاقات مع أمريكا ومصلحة البلاد تستدعي إقامة علاقات مختلفة».
وزاد: «مــن 2012 إلــى مجيء داعــش كانت العلاقــات العراقيــة ـ الامريكيــة ضمــن الأطر المقبولــة. هدفنــا إعــادة العلاقات بــن العراق وأمريكا بالنســبة للوضع العســكري إلى ما قبل مجيء داعش. الحالة الاســتثنائية لمجيء داعش انتهــت ويجب عــدم وجــود قواعــد وطائرات عسكرية أمريكية، فالقوات الأمريكية الزائدة عن الحاجة في العــراق يجب أن تخرج بجدول زمني معقول».
«تحذير من التفاصيل»
وطالب الخزعلــي، بتنفيذ مخرجــات الحوار الاســتراتيجي، لكنه حــذّر في الوقــت ذاته من «التفاصيل، فهناك عبــارات في مخرجات الحوار الاســتراتيجي تحتمل التأويل، وإذا كانت أمريكا جادة بإخراج قواتها من العراق فنحن نرحب بهذا التوجه، أما اذا كانت غير جادة بسحب قواتها من العراق فهذا الأمر لا يمكن القبول به.»
وأضــاف أن «قاعدة عين الأســد موجودة على أرض عراقيــة لكنها تحولت إلى قاعدة عســكرية
أمريكية، وهناك مدارج وطائرات حربية أمريكية فيهــا، وإعــادة قاعدة عين الأســد إلــى العراق بالعناويــن فقــط مع بقــاء ذات الوضــع يعتبر خداعاً .»
«خطوات عملية»
وتعليقاً على التواجد الأمريكي في العراق، ذكر الخزعلي أن «أمريكا تعتــرف بوجود 2500 مقاتل لكــن النوايا بســحبهم أو تغييــر عناوينهم غير واضحــة، والكلام حول حاجــة العراق لضربات جويــة أمريكيــة قد يســتخدم ذريعــة جديدة» واصفاً «استباحة الســماء العراقية من الطيران الأمريكي بعنــوان محاربة داعش أمر غير مقبول، ويفترض أن يكون الطيران الأمريكي بعد الحوار الاســتراتيجي محــدداً بواجبات معينــة، ولن نســتبق الأحداث لكــن الجو الموجود بالنســبة لأمريكا هو عــدم الثقة ونحتاج خطــوات عملية وفعلية حتى يثبت أن هناك نهاية حقيقية للتواجد العسكري القتالي الأمريكي .»
وشــدد على أهمية أن «يحــدد العراق الحاجة الفعلية الحقيقية للتواجــد الأمريكي غير المقاتل، وأي زيادة في القوات الأمريكية عن حاجة العراق الفعلية ســيكون تواجدها غير شــرعي، ويجب إخراج القوات الأمريكية الـ2500 من العراق وفق جدول زمني معقول، فالدستور العراقي لا يسمح بوجود قواعد عســكرية أجنبيــة ولا يكفي تغيير العناوين فقط .»
«سنراقب عن كثبّ»
وطالب أن «يســمح للبرلمــان العراقي الدخول لأي مكان للتأكد من جدية الانســحاب الأمريكي، وعلــى البرلمــان أن يوجه لجنة الأمــن بالدخول لقاعدة عين الأســد للإطلاع على الأوضاع هناك» موضحاً: «لن نتســرع في الحكــم على مخرجات الحوار الاستراتيجي وسنراقب ذلك عن كثب».
وبالإضافة إلــى موقف الخزعلــي من الجولة الثالثة من الحــوار الاســتراتيجي، رحبّت قوى سياسية شيعية، طالما عُرفت بـ«مقاومة» القوات الأمريكية منذ عام 2003، بمخرجاته، خصوصاً بما يتعلق بملف انسحاب تلك القوات.
ودعا تحالــف «الفتح» بزعامة هادي العامري، والذي يضم قادة الفصائل الشــيعية المســلحة، المنضوية في «الحشــد» إلى وضــع جداول زمنية واضحة وقصيرة الامد لانســحاب جميع القوات الاجنبية من العراق.
وقال في بيان، «تابعنا عن كثب الجولة الثالثة من الحــوار الاســتراتيجي العراقــي الأمريكي، ونحن إذ نشد على يد المحاور العراقي في تحويل مهمة قــوات التحالــف الدولي من مهمــة قتالية الى مهمــة تدريبية استشــارية ونعتبرها خطوة إيجابية في تحقيق الســيادة الوطنيــة الكاملة وعودة الاستقرار لكل ربوع الوطن».
وأســتدرك: «لكن هذا يتطلب الإسراع بتشكيل اللجنــة الفنيــة المختصة ووضع جــداول زمنية واضحة وقصيرة الأمد لانســحاب جميع القوات الاجنبية من العراق بأسرع وقت ممكن.»
إعادة السيطرة
ودعــا التحالف إلــى «إعادة الســيطرة على القواعد الجويــة العراقية خصوصاً )حرير وعين الأســد( من قبل القوات الأمنية العراقية وبســط الســيطرة على الأجــواء العراقية بشــكل كامل من أجل عودة الاســتقرار والشــروع في الإعمار والإزدهار إن شاء الله».
كما رحب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بمساعي الحكومة لتقنين تواجد القوات الأجنبية، لكنه ذكر في الوقــت ذاته الحكومة الاتحادية بـ8 نقاط بهذا الصــدد منها عدم تدخــل تلك القوات بالشــؤون الداخلية العراقية، وأن يكون بقاؤها مؤقتا إلى فترة محددة.
وجاء في نص «تغريدة» له: «أمر جميل أن نرى الحكومة تســعى إلى تقنين تواجد القوات المحتلة في العراق. فهذا أمر يحســب لهــا، ولكني أحببت أن أذكرها ببعض النقاط المهمة ولا ســيما مع بقاء بعض القوات لتدريب القــوات الأمنية العراقية، منهــا: أن لا تتدخل بالشــؤون الداخلية العراقية مطلقا».
وطالب أن «يكون بقاؤهــا )القوات الأجنبية( مؤقتا إلى فترة محددة» لافتاً إلى إن «لا تجعل من الأراضي العراقية ســاحة للاعتداء على أي دولة كانت ولا سيما دول الجوار».
ودعا إلى أن لا يكون بقاء القوات الأجنبية في العراق «تحت مسمى الاحتلال، ومعه فلا يمكن أن يكون تواجدها عســكريا مطلقاً» منوهاً أن «سماء العراق كأرضه وحدوده حرة لا دخل لقواتهم بها على الإطلاق».
وأضاف: «لا يكون تمثيلها الدبلوماسي بأعداد تبعث على القلق وغير مســبوق دبلوماسيا. وإن كان فبالمثل» مشــدداً على أهمية «إنهاء تواجدهم في القواعد العسكرية وغيرها وجعلها بيد القوات الأمنية، ومع الضرورة فبإشراف حكومي عراقي».
وختم الصــدر تغريدته بالقــول: «إذا التزمت بذلك، فعلى المقاومة العراقية الوطنية وقف العمل العسكري بكل أشكاله، وعلى الحكومة معاقبة كل من يخرق ذلك من الداخــل أو الخارج. ومع خرق )القوات الأجنبية( لذلك فلا نســتبعد صدور أمر بالعمل العسكري ضدهم مستقبلا».
نصرٌ سياسي
في الســياق ذاتــه، وصف الخبيــر القانوني طارق حرب، نتائــج الجولة الثالثــة من الحوار الاســتراتيجي بين العــراق والولايــات المتحدة الأمريكية، بـ«النصر السياسي».
وقال في إيضاح له، إن «جولة الحوار العراقي الأمريكــي الثالثــة نصر سياســي للكاظمي بكل الأوصاف عندما قبلــت أمريكا الأخذ بقول العراق من أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق من اختصاص الجهات العســكرية العراقية، فهي من تقدر الحاجة للوجود الأمريكي من عدمه».
وأضــاف: «اذ أودع رئيس الــوزراء الأمر إلى لجنة يرأســها رئيس أركان الجيــش وهي الجهة الأدرى بالحاجــة للوجود العســكري الأمريكي ومقــداره، أمــا موقــف الكــرد بشــا نٔ رفض الانســحاب الأمريكي بشــكل عام، فهو وإن كان واقعياً بشــكل كبيــر للتخوف مــن داعش، لكن ينقصه تقدير الظروف الإقليميــة وهي معروفة، والموقف الســني في عدم التأييد وعدم الرفض له ما يبرره لمعاناة المحافظات المحررة من اســتغلال النفوذ بعد داعش، ولكن الوقــوف أمام من يريد ذلــك لا يبرر الموقف الســاكت مــن نتيجة جولة الحــوار وقد أصاب الحقيقة بعض قادة الشــيعة عندمــا رحبوا بمــا توصل إليه الحــوار العراقي الأمريكي».
وتابع: «لكــن يبقى رفع العقوبــات الأمريكية على إيران ذات ا ثٔر كبير على العلاقات الأمريكية ـ العراقية».