Al-Quds Al-Arabi

البرهان: متفاهمون مع مصر حول حلايب ولا نريدها «شوكة» في العلاقات

-

■ الخرطوم - الأناضول: قال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن لدينا تفاهما جيدا مع مصر حول منطقة حلايب، ولا نريدها أن تكون شوكة في خاصرة العلاقات بين البلدين.

جــاء ذلك في مؤتمــر صحافي عقده البرهان مســاء الخميس في ختام زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة.

وأضــاف البرهــان «لدينــا تفاهم جيد مــع إخواننا المصريين بخصوص حلايب، ولا نريدها أن تكون شوكة فــي خاصرة العلاقات المشــتركة، ونســعى إلى حلحلة موضوع حلايب والفشقة بالطرق السلمية وليست لدينا نوايا أن نستخدم العنف.»

ومنطقة حلايب الحدودية تتســبب بين الحين والآخر في تتوتر العلاقات بين الجارين السودان ومصر.

وتحول خط عــرض 22 شــمالا، الذي شــكّل قاعدة مثلث «حلايب وشــاتين وأبو رماد» إلى بؤرة نزاع على السيادة بين مصر والسودان على مدار6 عقود.

ومنذ أشــهر تشــهد الحــدود الســوداني­ة الإثيوبية توترا أمنيا، بعد إعلان الخرطوم نهاية 2020 الســيطرة على أراضٍ قالت إنهــا تتبع لها في منطقــة حدودية مع أديــس أبابا.بينما تتهم أديس أبابا الجيش الســوداني بالاستيلاء على معسكرات داخل أراضيها، وهو ما تنفيه الخرطوم.

وتوعد مسؤول عسكري سوداني، الخميس، إثيوبيا بـ«رد حاســم» تجاه أي محاولة لزعزعــة الأوضاع في

منطقة «الفشقة» الحدودية بين البلدين.

جاء ذلك خلال لقاء قائــد اللواء الخامس في الجيش الســوداني وليد الســجان، مع حاكم ولايــة القضارف )شرق( ســليمان علي موســى، في المنطقة، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وأكد السجان أن «الأوضاع الأمنية في الفشقة )شرق( مســتقرة، وأن القوات المسلحة تبسط ســيطرتها على المنطقة وتبقى القليل لاستعادتها بشكل كامل».

وأضاف: «القوات المســلحة اســتردت 95 في المئة من الأراضــي المغتصبة )مــن إثيوبيا( في منطقة الفشــقة الكبرى».

وأردف: «أي محاولة من الجانب الإثيوبي ستجد الرد الحاسم من قواتنا المسلحة».

البرهان تطــرق إلى التدريب العســكري المشــترك مع مصر قائــاً إن «التدريب الجوي المشــترك بين مصر والســودان قديم منذ عــام 1974، وقواتنا الســوداني­ة شاركت في كل الحروب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل ولدينا تعاون عســكري لم ينقطع وتدريبنا المشترك لم ينقطع أيضا وهو ليس جديدا».

وتعد هذه الزيــارة الأولى للبرهان إلى قطر، والثانية لمســؤول ســوداني رفيع منذ عزل الرئيس السابق عمر البشــير في 11 أبريل/نيســان 2019، بعــد زيارة محمد حمدان دقلــو «حميدتي» النائــب الأول لرئيس مجلس السيادة في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي.

والأحد، اختتم الســودان ومصــر، فعاليات التدريب الجوي المشــترك «نســور النيل 2» في القاعدة الجوية بمدينة مروي شمالي السودان.

وانطلقت نســخة التدريب الأولى «نسور النيل 1» في نوفمبر/ تشــرين الثاني الماضي، في ظل تفاقم أزمة «سد النهضة» الإثيوبي بين الســودان ومصــر وإثيوبيا، مع تعثر المفاوضــا­ت الفنية بينها، التي بــدأت منذ نحو 10 سنوات، ويديرها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للســد في يوليو/ تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشــأنه، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

واستبعدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، الخميس «الخيار العســكري» لمنــع إثيوبيا من مواصلة مشــروع بناء ســد ضخم على النيل يثير توترا حادا مع الدول المطلة على هذا النهر.

وأكدت أمام الصحافيين الخميس في قطر أنه «لا مجال للحديث عن الخيار العســكري. نحــن الآن نتحدث عن الخيارات السياسية».

وقالت «ســيكون هناك استقطاب واسع للرأي العالمي والأهــم الرأي الأفريقــي خاصة فــي دول الجوار ودول حوض النيل، لمنع إثيوبيا من المضي قدما في زعزعة أمن دول مهمة، جارتيها مصر والسودان».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom