Al-Quds Al-Arabi

«إيكونومست»: الخلاف بين الملك عبد الله وأخيه حمزة أحد مشاكل الأردن والتغيير ضروري لمنع أزمة أكبر

- لندن - «القدس العربي» من إبراهيم درويش:

تطرقت مجلة «إيكونومست» في افتتاحية عددها الأخير إلى المشاكل التي تواجه الأردن، مشــيرة إلى أن الخلاف داخل العائلة المالكة هو إحدى تلك المشــاكل. وقالت: «لا يخدعنك لقبها المملكــة الأردنية الهاشــمية، المعروفة أيضا بالأردن، فلها حظها من دسائس القصر. فبعــد نجاتــه مــن انتفاضــات وانقلابات، استخدم الملك الراحل حســن أيامه الأخيرة لعزل شقيقه حسن من وراثة العرش، مما فتح المجال أمام ابنه عبد الله، الذي واجه قبل أيام أول مؤامرات ضد تاجه، كما تزعم السلطات. واعتُقل حوالي 20 شخصاً على ما يعتقد، وتم تقييد حركة الأخ غير الشــقيق للملك، الأمير حمزة في قصره في عمان. ولم تقدم الحكومة أي دليل عن وقوع المؤامرة».

لكنّ تجديــد البيعة من الأميــر للملك أدى

للهدوء في الوقت الحالي. لكن ماذا عن انتقاد الأمير حمزة الذي قدمــه قبل أيام عندما قال: «لست الشخص المســؤول عن انهيار الحكم، الفساد والعجز المستشري في بنية الحكم في الـ15 إلى الـ20 عاماً الماضية ويزداد سوءاً.»

الملك مفتاح للتغيير

وحاول الملــك عبد الله لفتــرة طويلة قمع المعارضــة، حيث اســتخدم قبل فتــرة وباء كوفيد-19 كمبرر لمنــع التظاهرات. ومن هنا فانتقادات الأمير حمــزة والنقاد الآخرين لن تتلاشى. وهي تعطي مؤشــراً للإحباط الذي يشــعر به الكثير من الأردنيين. وتقول المجلة إن الأردن يواجه مشاكل كبيرة وفي أساسها الوضع الاقتصــاد­ي الذي شــابه البطء في النمو قبل الوباء، وانكمش بنسبة 5% العام الماضــي، بالإضافة إلــى أن ربع قــوة العمل دون وظائف. وبنفط وغاز طبيعي قليل وبلا مياه كافيــة، يعتمد الأردن على المســاعدا­ت الأمريكيــ­ة والخليجيــ­ة، وهــي دول تعتبر استقرار الأردن مهماً في المنطقة. لكن الأموال بدأت تنضــب بســبب مواجهة تلــك الدول مشــاكلها الخاصة بها، ويذهب جزء كبير من الأموال لدعم أكثر من 600 ألف ســوري لجأوا إلى الأردن. ويحــاول الأردنيون البحث عن وظائف في الخليج لكــن القليل متوفر هناك. وتراجعت تحويــات العاملــن التي تعتبر مهمة للاقتصاد.

وفقد الأردنيون الثقة في القادة الذين ينظر إليهم كفاســدين وعاجزيــن. والبرلمان الذي يحصل فيه الساســة على الرعاية ليس جيدًا إلا فــي القليل من الأمور. ويقــول المواطنون إنهم لا يســتطيعون الحصول على الخدمات الأساســية دون اللجــوء إلى الواســطة أو الرشــوة. وقبل الوباء قالت نسبة 45% من المواطنــن الأردنيين إنهم يفكــرون بمغادرة البلد، ومعظمهم لأســباب اقتصادية. وتقول المجلة إن الملك يتصرف وكأنه فوق كل شيء. وعندما مات ســبعة أشــخاص بعــد انقطاع الأوكسجين عنهم في مستشفى حكومي يعالج مرضــى كوفيد-19، قام بعــزل وزير الصحة واشتكى من الفساد.

لكــن الملك هو من يختــار رئيس الوزراء، واختار 13 رئيس وزراء منذ اعتلائه العرش عــام 1999، وقــام بتهميــش المعارضة «من الإســاميي­ن المزعجين إلى النقابــات المثيرة للمشــاكل». ويتم تزوير الانتخابات ضد من ينتقــدون الحكومة. ويقف الملــك فوق نظام متعفــن، ويوزع الأموال علــى رجال الأعمال وقادة العشائر، ولا ننسى العائلة والأصدقاء مقابل الولاء.

واعتبرت المجلة أن الملك هو الذي يســيطر على الأمــور، وهو فــي هذه الحالــة مفتاح للتغييــر. لكن هذا ليس متاحــاً حتى يتخلى عن جزء من مســؤوليات­ه. فالأردن في حاجة إلى برلمان قادر على الاستجابة وأكثر تمثيلاً، وليس البرلمــان الذي انتخبته نســبة قليلة من الســكان العــام الماضي وتســيطر عليه الشخصيات الموالية للنظام.

ويجــب أن تكــون الحكومــة منبثقة من الغالبية في البرلمان. وعلى الساســة الشعور بأنهم تحت ضغط وأقل فســاداً. ويكره الملك التخلي عن قبضته، ولو لم يرد على نقاده من الداخل، مثل الأمير حمزة، فربما واجه تحدياً معادياً لحكمه.

 ??  ?? الملك عبد الله وولي عهده السابق الأمير حمزة
الملك عبد الله وولي عهده السابق الأمير حمزة
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom