«لوس أنجليس تايمز»: قرار استئناف المساعدات للفلسطينيين صائب وعلينا الترحيب به بشكل مضاعف
نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» افتتاحية أثنت فيها على قرار وزير الخارجية أنتوني بلينكن استئناف المساعدات للفلسطينيين. وقالت إن إدارة جوزيف بايدن محقة في تقديم مئات الملايين من الدولارات كمساعدات للشعب الفلسطينيين، وهــو قرار مرحــب به بشــكل مضاعف. ويمنح إغاثة لشــعب يعاني من الفقر وغياب الفرص ويعني عكساً لسياسة دونالد ترامب غير المتوازنة للنزاع الإســرائيلي - الفلســطيني. وقال بلينكن إن المســاعدات ستشــمل 75 مليون دولار كمساعدات اقتصادية وتنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة. و10 ملايين لبنــاء جهود الســام وســتقدم عبــر وكالــة التنميــة الدولية الأمريكيــة. و150 مليون دولار أمريكي لوكالة غوث وتشــغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين في فلسطين ودول الشرق الأوسط.
وتوقفــت إدارة ترامب عن دعم الوكالــة بعدما كتب ترامب تغريــدة قــال فيهــا «ندفــع للفلســطينيين مئــات الملايين من الدولارات كل عــام دون امتنان أو احترام» منهم. ولســنوات طويلــة كان هنــاك انتقــاد للدعــم الأمريكي وبخاصــة الكتب المدرسية التي تنكر وجود إسرائيل.
إلا ان مظاهــر القلــق هــذا لم تكــن أبداً مبــرراً لقطــع الدعم الإنســاني عن شعب في حاجة ماسة للمســاعدة. كما لم يؤد ســحب ترامب الدعم لتحســن فرص الســام بين إســرائيل والفلســطينيين. وبالمقارنــة لاحــظ بلينكــن أن تقــديم الدعم للفلســطينيين «يدعــم التفاهــم الإســرائيلي- الفلســطيني والتنســيق الأمنــي والاســتقرار». كمــا يؤكــد اســتئناف المســاعدات أن إدارة بايدن وخلافاً لترامب ترى حاجة ماسة لإقنــاع الطرفــن للتفــاوض على حــل تتعايش فيه إســرائيل والفلسطينيين.
ولم تقــدم إدارة ترامــب إلا كلاماً لهذه الفكرة بل ونشــرت خريطــة حــول كيفيــة تقســيم المنطقــة، والتي فضلــت فيها إســرائيل. وفضلــت التركيــز علــى الدبلوماســية مــع الدول العربية والتــي قادت لاتفاقيــات تطبيع بين إســرائيل ودول عربية منها الإمــارات العربية المتحدة. ومع أن هذه الاتفاقيات تعد انجازات مهمة لكنها لم تقدم إلا القليل لتحقيق ما ســماها ترامــب «الصفقة الكبــرى» وتؤدي لحل النزاع بين إســرائيل والفلســطينيين. وقال بلينكن إن الدعم للفلســطينيين سيكون متناسقاً مع القانون الأمريكي. وقال المتحدث باسم الخارجية إن المســاعدات ســتقدم عبــر «شــركاء مســتقلين وموثوقين علــى الأرض» وليــس «حكومة أو ســلطات حكوميــة فعلية». لكــن فريقاً من الجمهوريــن بقيادة تيد كروز، الســيناتور عن تكســاس يطالبــون بتعليــق المســاعدات حتــى تتأكــد وكالة التنميــة الدولية من عدم وصول أي مــن الدعم إلى حماس أو الســلطة الوطنية. وتوافــق الصحيفة على توزيع المســاعدات بحــذر وحــق الكونغرس الإشــراف عليها لكن لا ســبب يدعو إدارة بايدن للتردد في عكس سياسة حمقاء وقاسية.