موجة غضب ترافق قرار المغرب حظر تجوال ليلي خلال شهر رمضان
قبــل أيام قليلــة، اتَّخــذت الســلطات المغربيــة قراراً وصفــه مواطنــون مغاربة بـــ "الصعب وغيــر المقبول"، بعد أن أقرَّت تشــديد قيود حظر التجول الليلي في شهر رمضــان الذي يبدأ من يــوم 13 أبريل/ نيســان الحالي ويستمر إلى غاية 13 مايو/ أيار.
الحكومة المغربية تهــدف من وراء هذا الإجراء إلى كبح تفشــي وباء "كوفيد 19"، وقال بيان رســمي إنه "ابتداء من الفاتح من شهر رمضان المقبل سيتم حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني يومياً من الســاعة الثامنة ليلاً إلى الساعة السادسة صباحاً، باستثناء الحــالات الخاصة مــع الإبقاء على مختلــف التدابير الاحترازية المعلن عنها سابقاً".
رئيــس الحكومة المغربية، ســعد الديــن العثماني، غرّد بدوره علــى صفحته الرســمية بموقع التواصل "تويتر"، قائلاً: "تقرر حظر التنقل الليلي خلال شــهر رمضــان علــى الصعيــد الوطنــي يومياً من الســاعة الثامنة ليلاً إلى الساعة السادسة صباحاً، باستثناء الحــالات الخاصة، كمــا تقــرر الإبقاء علــى مختلف التدابير الاحترازية المعلن عنها سابقاً".
وأوضــح البيــان الحكومــي أن هــذا القــرار جــاء "تبعــاً لتوصيات اللجنــة العلمية والتقنيــة بضرورة الاســتمرار في الإجــراءات اللازمة للحد من انتشــار وبــاء كورونا المســتجد خاصــة مع ظهور ســالات جديدة، وفي ســياق تعزيز التدابير الوقائية المتخذة للحفــاظ علــى صحة المواطنــات والمواطنــن، وأخذاً بعين الاعتبار الحركية الواسعة، التي يعرفها النسيج المجتمعي المغربي خلال شــهر رمضــان المعظم، وفي إطــار الحرص علــى أن يمر هــذا الشــهر الفضيل في ظــروف صحيــة مناســبة تعكــس رمزيتــه الدينيــة الكبرى".
وأشــادت الحكومة بــروح المســؤولية والانخراط القــوي للمواطنــات والمواطنين فــي التقيد بمختلف التدابيــر الاحترازيــة، التي تم اتخاذهــا منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية بالمملكة، مهيبة بالجميع مواصلة المجهــودات المبذولة والحــرص على اتخاذ كافة الاحتياطــات الضروريــة والالتــزام بالتدابير المقــررة، ترســيخاً للمكتســبات الهامة التــي حققها المغرب في مواجهته لهذه الجائحة.
وفقاً لهذا القرار، ســيُحظر على العائلات المغربية الخروج بعد الإفطار، كما ســتتوقف صلاة التراويح الجماعيــة التي كانــت تؤدّى بالمســاجد والمصليات للســنة الثانية على التوالي، الأمــر الذي أثار حفيظة المغاربة ممن انتقدوا الخطوة بشدة.
وتســاءل مجموعة من نشــطاء مواقــع التواصل الاجتماعــي، عن تعليــق صلاتي العشــاء والصبح، وإن كانتــا ســتؤديان فــي المســاجد أم لا، مطالبين وزارة الأوقــاف والشــؤون الإســامية المغربيــة التوضيح بهذا الخصوص.
"تفاءلتُ خيراً، بعد انطلاق حملة التطعيم ببلادنا، ظننتُ أن الأمور ستســير بشــكل عادي )..( اشتقت لصلوات التراويح خلال شهر رمضان، بعد أن حُرمنا منها السنة المنصرمة بسبب الحجر الصحي المنزلي، بعد إقرار حظــر التجوال الليلي الرمضاني تلاشــى كل شــيء"، يقول محمد.ب، كهل في الستينيات من عمره، لـ "القدس العربي".
قبل أيام مــن إقرار حظر التجــوال، رصدت وزارة الصحــة المغربيــة أزيــد مــن ســبعين مــن المصابين بفيــروس كورونا في نســختها البريطانية الُمتحوِّرة بعــدد مــن المناطــق، ومــدَّدت الحكومــة، الخميــس 8 نيســان/أبريل، حالــة الطــوارئ الصحيــة شــهراً إضافيــاً لمواجهة تفشــي فيروس كورونــا، حتى 10 مايو/أيــار المقبل، وهــو الإجراء الذي تقــوم به منذ 21 ديســمبر/ كانون الأول 2020. كمــا أقرَّت إغلاق المطاعــم والمقاهــي والمتاجــر والمحــات التجاريــة الكبرى عند الساعة 8 مساء.
القرار أثار غضــب المغاربة، مؤكدين تضرُّر الطبقة الاجتماعيــة الفقيــرة، والمشــتغلين بالقطــاع غيــر المهيكل، ممن تنشط تجارتهم ليلاً.
عبد الســام، صاحب محل بقالة في مدينة ســا )بالقرب من الرباط(، يرى أن الحظر الليلي ســيكون لــه تأثير ســلبي على حركــة البيع والشــراء، " فترة ما بعد صــاة التراويــح، فرصة لاقتناء مشــتريات كذلك، الآن ساعات إضافية من العمل نقصت ومعها سينقص المدخول".
بالنســبة للمشــتغلين في المقاهــي، فالوضع أكثر صعوبة، ذلك أن المقاهي لا تفتح أبوابها إلا ليلاً خلال شهر رمضان، مع توافد الزبائن عقب صلاة العشاء والتراويــح، مــن الراغبين في التنفيس عن أنفســهم واللقــاء بأصدقائهم، وهو الأمر الــذي صار ممنوعاً بقــوة القانون، في وقت وعدت فيــه وزارة الصناعة والتجــارة ممثلــي الجمعية الوطنية لأربــاب المقاهي والمطاعم في المغرب بتقــديم دعم للمهنيين، لتخفيف تبعات قرار الإغلاق ليلاً في شهر رمضان وللتقليص من الخسائر المنتظرة.