Al-Quds Al-Arabi

تعقيبا على مقال بكر صدقي: كلفة التخلص من الأسد

- سامي صوفي عبدالله السوري أسامة كلّيَّة- سوريا/ألمانيا

إعادة الإعمار

الأسد بتمسكه بالسلطة، يفعل تماماً ما يتوق له الغرب وحتى العرب، لأن تمســكه بالسلطة يعفي الغرب والعرب من مسؤولياتهم من تكاليف إعادة الإعمار وإخراج الجيوش المحتلة لســوريا، إلى بناء هيكلية دولة سورية جديدة قابلة للحياة.

والغرب طبعاً ليس مستعداً لمســاعدة 13 مليون سوري على العودة لديارهم. والمعارضة الســورية، بقلة وطنيتها وانعدام نزاهتها، تساعد النظام وبالتالي الغرب، على عدم التفكير حتى في الخلاص من الأسد.

ولهذه الأســباب، وما رافقها من خيبــة أمل، أنا لم أســتغرب وزير الخارجية الأمريكي فــي مجلس الأمن، والمتحدث باســم الخارجية أن يتصرفا «كنشــطاء مواقع تواصل اجتماعي» وليس كمســؤولي وزارة خارجية دولة عظمى.

قد يكون أحد الحلول رغم ســوئه وشــرّه، هو أن تفتح تركيا أبواب هجرة الســوريين إلى أوروبا، وبالتالي تجبر الغرب إعادة التفكير في الخلاص من الأسد.

إبعاد الميليشيات

آن الأوان لإعادة ســوريا لما كانــت عليه قبل عــام 2000 حين كانت تحظى برعاية عربية ودولية، فبلغت الثقة بها إلغاء كل ديونها وإغداق مســاعدات عربية لها، وتدفق اســتثمارا­ت بالمليــار­ات، بالتوازي مع تســليمها ملف إدارة لبنان 25 عاماً وصولاً لاتفاق الطائف وانســحاب

إسرائيل من جنوب لبنان.

إذن آن الأوان لوضــع حد لفوضى ســوريا بإخــراج كل مقاتل غير سوري وإبعاد ميليشــيات تتبع دول إقليمية طامعة بها وإخراج إيران وتركيا منهــا لعودة رعاية عربيــة ودولية وإغداق مســاعدات عربية لإعادة الإعمار. تيسير خرما

ترتيب المنطقة

لا داعي للعجلة ســوف تتم إعادة ترتيب المنطقــة، وإعادة الحقوق لأصحابها، ومحاكمة كل المتورطين بجرائم أفســدت على الأمة والأجيال الاستفادة والتنعم بالثروات موزعة توزيعا واسعا وعادلا.

وعد

جريمة حماة

السفير الأمريكي في ســوريا صرح: أن زيارته لحماة في بداية الثورة تم فهمها بشــكل غير صحيح من الثوار، عندما ظنوا أننا جئنا لدعمهم أو حمايتهم.

جريمة حماة التي قام بها والد وعم بشــار، كان الســفير يريد تحذير المجــرم أن الوقت لا يســمح بجريمة ثانيــة، كما فعل والــده المجرم في الثمانينيـ­ـات، وتمت تغطيتها من قبل الحلــف الغربي بالتعتيم الإعلامي

في وســائل الإعلام الغربــي التي كانت تعرف كل صغيــرة وكبيرة، هذا ولم يتطرق الســفير عــن اجتماع لافروف وكيــري ونتنياهو في القدس لرسم خطوط دعم المجرم بشار الأسد وإعطاء المجرم بوتين ضوءا أخضر للتدخل في ســوريا، وتنفيذ مجزرة ضد العرب المسلمين السنة، كما فعل في غروزني، هذا عدا عن التدخل في ســوريا والعراق إلى جانب مرتزقة إيران لضرب العرب السنة في البلدين، لفسح المجال أمام الغزو الفارسي ومرتزقة أوجلان الانفصاليي­ن، وتدمير حاضناتهم من الموصل إلى الرقة.

فهل بعد كل هذا يتأمل بعض الســذج أن الحل ســيأتي من قبل الحلف الغربي، بصراحة نحن نستحق أكثر من ذلك، بعد أن وقفنا متفرجين على مذبحة الباغــوز التي قام الحلف الغربي مع مرتزقــة أوجلان ضد أطفال ونساء المســلمين الذين تم جمعهم في مساحة كيلومتر مربع لتتم إبادتهم بكل الأسلحة المحرمة.

إن كل من يعول على الحلف الغربي، فهو لايزال يصدق أكاذيب الغرب عن الحرية والمساواة وحقوق الإنسان وغيرها من الأكاذيب التي صرعوا رأسنا بها.

الغرب لن يتخلى عن هؤلاء العملاء الذين ينهبون ويفقرون شعوبهم ويمــدون الاقتصــاد الغربي بنفط رخيــص يعتبر شــريان اقتصادهم، وبدونه ســيعودون إلى عصر ماقبل الحجري، ولهذا حاربوا ولا يزالون يحاربــون حــركات التحرر العربــي، وآخرها الربيع العربــي الذي هز عروشهم، وشكل أكبر خطر على ما يدعون أنها )حضارتهم( وفي الحقيقة هي ليست سوى وسيلة لاضطهاد واستعباد وسرقة دول العالم الفقيرة، ولــو كانت حضارة لما قبلت أن يقوم عسســها بضرب قــوارب اللاجئين وإغراقها في المتوسط.

الكثير منــا انطلت عليه أكاذيب الحلف الغربي، عندما صرحوا أن دور النفط انتهى، وهم ليســوا في حاجة إليه، وليســوا فــي حاجة لحمايته وحمايــة عملائهم من الحــكام العرب الذين ســرقوا خيــرات بلادهم،

وأودعوهــا في البنــوك الأجنبية، وهــذا ينافي الحقيقــة لأن الاقتصاد الأوروبي والأمريكي يعتمد على النفط وبدونه ســينهار، وأكبر دليل على أن هذا الاقتصاد يعتمد على وســائل النقل التي لاتزال تسير بالنفط، هو ماحــدث في عاصفة الثلج التي عمت أوروبا، وأوقفت عمل الحافلات التي تنقل المواد الغذائية لمحال البيع، فخلال يومين فقط فقدت الكثير من المواد الغذائية من هذه المحال، أما اكذوبة التحول إلى طاقة بديلة، فقد فشــلت ولهذا يحارب الحلف الغربي كل حركات التحرر العربية ويحمي عملاءه من الحكام العرب، وأولهم المجرم الأسد.

الأزمة الاقتصادية

إن الأزمــة الاقتصادية التي لم يتوقعها النظام بعد أن أراد تســويق إجرامه على أنه إنتصار، هذا الشيء هو أن كافة الشعب السوري، وفي جميع أنحاء ســوريا، يعاني من الأزمة الاقتصادية الخانقة، وإن شــاء الله ستكون خانقة للنظام، كما خنق بها أطفال سوريا وشعبها بالكلور والسارين والبراميل المتفجرة.

أما بالنســبة لأمريكا والمتحدث باســم البيت الأبيض فهو مضحك، فلولا أوباما وسياســة أمريكا لما وصلت الأمــور إلى ما وصلت إليه، ولما حصلت هذه الجرائم، بل ربما ســكوت أمريكا كان في حسابات النظام، فهو صديق ضمني لإســرائيل، ومــن الطبيعي أن يشــعر برغبتهم في الحفاظ على نظامه. الخلاصة سياسة أمريكا قبيحة في الشرق الأوسط كانت ومازالت، ولا شيء جديد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom