Al-Quds Al-Arabi

رئيس وزراء الأردن: خطة المؤامرة كانت استهداف الملك لوقوفه ضد مخططات تصفية القضية الفلسطينية

قال إن حمزة انساق وراء الأوهام ... وأشار إلى جهات أجنبية و ذباب إلكتروني

- لندن ـ «القدس العربي»:

اعتبر رئيــس الــوزراء الأردني أن الهــدف الأبعد للمؤامرة الأخيرة سياســيا كان إضعاف الملك عبد الله الثاني، بســبب وقوفــه "حجر عثرة" ضــد مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

وقــال إن هناك جهــات خارجية متعــددة وأخرى داخلية تفاعل معها الأمير حمزة بن الحسين كانت تزيد حراكها كلما زادت مؤشــرات الإحبــاط الاجتماعي في الداخل.

واعتذر الدكتور بشــر الخصاونة عن عدم تســمية الجهات الخارجية التي تدعم مخطط زعزعة الاستقرار والأمن في الأردن، وذلك لســبب واحــد وواضح وهو وجــود تحقيق قضائي قيــد العمل، وســلطة القضاء صاحبة الصلاحيــة في تحديد تلك الجهــات في إطار القانون.

لكن الخصاونة، وفي محاضر حصلت عليها "القدس العربــي" لتفاصيــل مشــاوراته المغلقة مــع الأعيان والنواب بعد ظهر الإثنين، تحدث عن خمســة أبعاد في المســار الخارجي الذي استهدف إضعاف الأردن والملك مؤخرا.

وفي الشروحات قال إن بلاده تقود حربا إلكترونية مع مجموعة غوغائيين لا يترددون باســتعمال الفضاء الإلكتروني للإســاءة للمملكة وإضعافهــا، معتبرا ان الدولــة الأردنية لا تســتطيع الانحدار إلى مســتوى هؤلاء. وهنا أشــار الخصاونة إلى جهات خارجية، لم يســمها، لها بصمات واضحة باســتهداف الأردن عبر التحكم بالشــبكة الإلكتروني­ة وإغلاق حسابات تعمل لصالح الأردن، إضافة لدعم وإســناد حسابات أخرى على شــبكات التواصل من مناطق وجهت لاســتهداف الأردن، معتبرا أن الرصد الأمني لديه ما يوضح ويشرح ذلك. واعتبر أيضا ان عنصر الألم الرئيســي للملك عبد الله الثاني أن بعض التفاصيل كانت في بعض جوانبها جــزءا من البيت الهاشــمي، وأن ما وقــع ليس تحديا

لكنه مؤلم، ورســالة الملك حددت "مسارات" مستقبلية للتعامل مع مسار الأحداث وما تكشف عنه التحقيقات، وهي المســار العائلي فيما يخص الأمير حمزة، ومسار التحقيق فيما يخص بقية المعتقلين، وســيكون مسارا مقرونا بالتسامح الهاشمي، كما توضح الرسالة، مؤكدا أن الأمير حمزة وعندما أعفاه الملك عام 2004 من مهامه كولي للعهد تولد لديه طموح شخصي.

وقــال الخصاونة إن حمزة ربما لــم يتصرف كأمير هاشمي، بل سمح لطموحه الشــخصي لأن يقوده الى تحريك تفاعــات وهمية بدون الالتفــات لتبعات ذلك على مصالح المملكة.

وتضمــن حديث الخصاونة لأول مرة الإشــارة الى دور حمــات منظمة من الذباب الإلكتروني تســتهدف إضعاف الأردن، من دون كشــف التفاصيــل. وأكد أن نتائج التحقيقات أثبتــت أن الأمير حمزة "انخرط" في بعض النشــاطات التي تســتهدف أمن الأردن ودوره، وأن التحقيقات أثبتت أن المؤامــرة انتقلت من مرحلة النشاط الاجتماعي إلى مرحلة التنفيذ، بعد مرحلة لجأ فيها الأمير إلى التذمر والشــكوى ولعب دور الضحية، مع أن الملك الراحل الحســن بن طلال قام بتبديل ولي العهد 4 مرات. واســتمر الخصاونــة بوصف تحركات الأمير بأنه "سار على طريق بعض أوهامه" مع أن الملك التمس منــه عدة مرات أن يعود إلــى طريق الصواب، وحاول دفعه لكي يتحرر من طموحاته الشــخصية من دون أن يتجاوب .

وربط الخصاونة بــن نتائج التحقيق خصوصا في الجزء المتعلق بالجهات الخارجية، وبين مســؤوليات الملك في حمايــة الوطن ومصالحه، وهي إشــارة إلى أن محاكمــة المعتقلين في المؤامرة قــد لا تتضمن فضح الجانب المتعلق بتورط دول صديقة أو حليفة.

وانتقــد الخصاونة أيضا ما أســماها بــأذرع إعلام وأصابــع خارجيــة تحدثت عــن انقلاب، وشــرح أن حكومته وبيان القوات المسلحة لم يتحدثا عن انقلاب بل عــن تحــركات تم إحباطها في فتنــة مؤلمة انطوت على "أمنيــات خارجية "وخططت لتهديــد أمن الأردن واستقراره.

وكان الخصاونــة قد أبلــغ النــواب والأعيان بأن جميع المعتقلين سيحالون إلى الادعاء لعام لمحكمة أمن الدولة، فيما تم التعامل مع الجزء المتعلق بالأمير حمزة داخل إطار العائلة.

وأثارت الإحاطة التي تقدم بها رئيس الوزراء الأردني ردود فعــل متعددة لاحقــا، فقد أعلن القطــب البرلماني صالح العرموطــي أن ما قدمه الخصاونــة كان بمثابة تكرار لما قاله ســابقا وزير الخارجية أيمن الصفدي، ولم تقدم الحكومة، حسب العرموطي، أدلة أو براهين لإثبات المؤامرة، فيما لام القطب البرلمانــ­ي عبد الكريم الدغمي الحكومة، ملمحا إلــى أنه وتحت قبة البرلمان تحدث عن وجــود "كوهين" فــي الأردن منذ ربع قــرن، فيما طالب النائب أســامة العجارمة بتمكينه من مشــاهدة المعتقل الدكتور باســم عوض الله في ســجنه لتأكيد مصداقية الرواية التي تنفي مغادرته البلاد .

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom