Al-Quds Al-Arabi

«التايمز»: سخط من استخدام لعبة فيديو للسخرية من معاناة العراقيين أثناء معركة الفلوجة 2004

مدرّس جامعي: كيف سأحكي لطلابي عن لعبة يسخر فيها الأمريكيون من قتلنا؟

- لندن ـ «القدس العربي» من إبراهيم درويش:

أثــارت لعبة فيديو تســتخدم قصصاً حقيقية من معركــة الفلوجــة غضب الســكان الذيــن اعتبروا أن اللعبة تســتغل معاناتهم وتجيرهــا نحو لعبة تصور البطولات الأمريكية.

وفــي تقرير أعدتــه صوفيا باربراني مــن المدينة قالــت فيه إن الرقيب البحــري الأمريكي عندما دخل زقاقــاً فــي الفلوجة ركــز علــى بندقيتــه لمعرفته أن أي تحــرك خطأ قد يكــون الأخير لــه. وعندما تحرك لمنعطف ســمع صرخة "الله أكبر" وأنهال الرصاص على الجدران حوله وصرخ الرقيب "أخمدوا النار" ثم تلاشت الشاشة وأصبحت سوداء.

وجاء مشــهد المعركة هذه في فيلــم دعائي للعبة "ســتة أيام فــي الفلوجة"، وهي لعبة فيديو يشــترك

فيهــا اللاعبون فــي معركة هــي بناء علــى "قصص حقيقيــة" مــن معركة الفلوجــة عــام 2004 التي قتل فيها أكثر من 100 جندي أمريكي و800 مدني عراقي و3.000 من مقاتلي القاعدة.

وبالنســبة لســكان الفلوجــة التــي علــق فيهــا الكثيــرون فــي ســاحة المعركــة التي اندلعت لســتة أسابيع في شــوارعهم، فإن اللعبة حولت ذكرياتهم إلى ترفيه، واختصرت معاناتهــم إلى مجرد إضافة لقصة ركزت على البطولة الأمريكية.

وقــال الاســتاذ الجامعــي أبــو عمــر الــذي كان عمــره 22 عامــاً عندمــا فرّ مــن المدينــة، إن اللعبة لن تجلب ســوى الســخط من العراقيين "كيف سأحكي لطلابــي عن لعبة يســخر فيهــا الجنــود الأمريكيون مــن قتلنا؟"، "ولم يســتطع الأمريكيــ­ون التفريق بين المدنيين والمســلحي­ن وقتلوا أي شــخص كان يمشي في الشارع".

وتأخــذ اللعبــة أحداثها مــن المعركــة الثانية في الفلوجة بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ ديســمبر 2004. وقامــت قــوات مــن بــاك ووتــش البريطانية وعددهــا 850 جندياً بمحاصــرة المدينة، في وقــت قام فيــه 8000 جنــدي أمريكــي بالهجوم الرئيسي.

وليســت هذه المــرة الأولــى التي تثيــر فيها لعبة "ســتة أيــام فــي الفلوجة" الجــدل، ففي عــام 2009 أعلنت شــركة ألعاب الفيديو اليابانيــ­ة كونامي أنها تخلــت عن العنــوان بعد شــكاوى تلقتها مــن الذين تأثروا بالحرب.

وقالت الشــركة الحالية التي تقــوم بإنتاج اللعبة إن الهدف ليس تشــويه أو تبســيط ذاكرة الفلوجة. وقــال المخرج الإبداعي في الشــركة جيم غريســمير "الألعاب لم تعــد دمى أبداً، وأثبتــت أنها قادرة على التعامل مع موضوعات خطيرة، ونحاول النظر فيما إن كانــت قادرة علــى توثيق التاريــخ. يمكن لألعاب الفيديو أن تكون وسيلة قوية لخلق تعاطف".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom