Al-Quds Al-Arabi

أزمة كورونا تفرض إجراءات وقيودا على صلوات رمضان والأوقاف الفلسطينية تحدد وقتا للخطبة وتلغي الدروس الوعظية

26 وفاة و2762 إصابة والعدد في غزة يفوق الضفة

- غزة ـ «القدس العربي»:

مع اســتمرار ارتفاع أعــداد الإصابات بفيروس كورونا، وحلول شهر رمضان، الذي يشهد اكتظاظا بأعداد المصلــن خاصة في صلاة التراويح، وضعت وزارة الأوقــات الفلســطين­ية بروتوكــول­ا خاصا بالمصلين، في مسعى منها للحد من تفشي الفيروس.

وأعلنــت وزيرة الصحــة مي الكيلة، تســجيل 26 حالــة وفــاة و2762 إصابــة جديــدة بفيروس «كورونــا» و1855 حالة تعافٍ خلال الـ24 ســاعة الماضية، ولفتــت إلى وجــود 186 مريضاً في غرف العناية المكثفة، بينهم 54 مريضاً على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وقالت وزارة الصحة فــي غزة، إن من بين العدد الإجمالي ســجلت 17 حالــة وفــاة و 1764 إصابة بالفيــروس، بعد فحــص 4700 عينة خــال الـ24 ســاعة الماضية، أي ما يعادل 38 ٪ من الذين أجروا الفحص، وهو عدد كبير جدا، ويشــير إلى استمرار تصاعد الإصابات والوفيات في غزة.

وأعلن وكيل وزارة الأوقاف والشــؤون الدينية حســام أبو الرب، عن البروتوكول الخاص لصلاة الجمعــة والتراويح لشــهر رمضان المبــارك، وفق الإجراءات والتدابير الوقائية، وذلك بعد التنسيق مع الحكومــة والجهــات الطبية المختصــة في ظل انتشــار الوباء، لافتا إلى أنه في ظل انفراج جائحة «كورونــا» وبعد التقدم بعــدد المتعافين وانخفاض عدد المصابين، تقرر فتح المســاجد أمام المصلين لأداء صلاة التراويح في المناطق الخالية من الإصابة.

وأوضح أنــه جرى التعميــم على كافــة الأئمة والخطباء باختصار القــراءة في الصلاة والاكتفاء بأداء الصلــوات دون إعطاء دروس وعظية، وأن لا تزيد مدة صلاة العشاء والتراويح عن نصف ساعة. وأكد على ضرورة استمرار المصلين باتخاذ إجراءات الســامة الصحية المعمول بها، وإحضار ســجادة الصــاة وارتــداء الكمامة والتباعد بــن المصلين، وبخصوص صــاة الجمعة قال أبو الــرب، إنه تم تجهيز كافــة الترتيبات لإقامة الصلاة بالســاحات العامة.

وكان المتحــدث باســم الحكومة الفلســطين­ية إبراهيــم ملحم، قد قــال إن الإجــراءا­ت الحكومية تتخذ بناء على تقارير مــن اللجنة الوبائية ولجنة الطوارئ الوطنية، ووفق مؤشرات المنحنى الوبائي صعودا وهبوطا، بالإضافة إلى مؤشرات الأسرّة في المستشفيات، وأضاف ملحم أن المؤشرات حتى الآن تشــي بوجود «انكســار طفيف بالمنحنى الوبائي» بالإضافــة إلى وجــود انخفاض في حجم إشــغال الأسرّة في المستشفيات.

وأشــار إلى أن هذه المؤشــرات دفعت الحكومة ولجنــة الطــوارئ الوطنية، لاتخاذ إجــراءات من شــأنها المواءمة بين الحفاظ على حيــاة المواطنين، والحــث على ضــرورة الامتثــال إلــى الإجراءات الوقائيــة المتمثلــة بارتــداء الكمامــة، والتباعد الاجتماعي، وغســل الأيــدي، وعدم المشــاركة في الأعراس، والتجمعات، بالإضافة إلى موائد الإفطار الجماعية في رمضان. وقــال «إذا ما تم الامتثال إلى كافة هذه التدابير، والإجــراء­ات الوقائية، فإن من شــأن ذلك أن يخفف من عدد الإصابات، وتسطيح المنحنى الوبائي، واتخاذ إجراءات تخفيفية جديدة.

وفي الضفة الغربية، أعلنت الحكومة الفلسطينية عن سلســلة إجراءات وقائية جديدة، بعد انكسار في المنحنى الوبائي، منها انتظام الدوام المدرســي للصفوف الأساســية من الصــف الأول إلى الصف الســادس، على أن يســتمر التعليــم إلكترونيا في الجامعات والمعاهد، والســماح بالتعليم الوجاهي لطلبة الســنة الأولى وطلبة المســاقات العملية، مع منع الحركة والتنقــل والانتقــا­ل للمواطنين يوميا من الســاعة الثامنة مســاء حتى الساعة السادسة صباحــا، واســتمرار الإغلاق يوم الجمعــة من كل أســبوع، كما اشــتملت على إغــاق كل محافظة أو مدينة او بلدة أو قرية أو مخيم أو منطقة تتزايد فيها الإصابات بفيروس «كورونا» وذلــك مع منع إقامة الأعراس او إحياء الحفلات بأنواعها وأشــكالها أو إقامة بيوت العــزاء أو المهرجانات او التجمعات او المناسبات، أو الإفطارات الجماعية، لأي سبب وبأي شكل.

واشــتملت على أن يكون دوام الموظفين بنســبة 50 ٪ في المؤسســات الحكومية والأهلية، وهددت الحكومــة بمعاقبــة كل مــن يخالــف أي حكم من أحكام هذه القرارات، وتوعدت المؤسســات والمحال والمنشــآت التجارية والصناعية بالإغلاق لمدة شهر

في حال خالفت التعليمات.

وقال ســامة معــروف رئيس المكتــب الاعلامي الحكومي في غزة، ان هناك توجها عاما لاســتمرار الإغــاق يومــي الجمعة والســبت مــع تغيير في تفاصيــل التنفيذ، محــذراً من التوجه «لتشــديد الاجــراءا­ت في حال وجدنــا ان الحالــة الوبائية تشــكل ضغطاً على المنظومة الصحية ». وقال «هناك تقدير ان الفترة القادمة قد تشــهد ذروة الإصابات، ولا بد من رفع درجة الحذر» لافتا إلى أن الإجراءات المتخذة تتناســب مع الحالة الوبائية القائمة، لافتا إلــى انه جــرى الخــروج بالعديد مــن الملاحظات خلال إغــاق الأيام الثلاثة الماضيــة، لتلافي بعض السلبيات، منها نسبة التزام المواصلات، مشيراً الى ان هناك دراسة مستفيضة للحد من الحالة القائمة.

وكان مدير وحدة مكافحة العدوى والسلامة في وزارة الصحة في غزة رامي العبادلة، توقع أن تكون ذروة الإصابــات حتى 20 أبريل/ نيســان الحالي، لافتا إلى وجود زيادة في أعداد الإصابات الحرجة.

وأشــار إلى أنه من بين 15 الى 25 ٪ من إجمالي المصابــن لا تظهر عليهم أعــراض وهم يمثلون ربع المصابين ومعظمهم من الأطفال والشباب على عكس كبار الســن، منوهاً إلى أن أي إجراءات يجب أن يمر عليها 14 يوم على الأقل حتــى تظهر نتائجها، لافتا إلى أن هناك زيــادة في أعــداد الإصابات الحرجة والخطيرة والعدد يعتمد على المصابين الذين أجروا فحوصات.

وبشأن اللقاحات أكد العبادلة أن اللقاحات باتت قليلة جدا وأصبح العمــل بها وفق الأولويات، ومن حصل على الجرعة الأولى ســيحصل على الثانية، وقال»نحــن بانتظار وصــول دفعــات جديدة من اللقاحات أواخر الشهر الجاري.»

وفــي القطاع، يُعمــل حاليا بقــرار إغلاق جميع المؤسســات التعليميــ­ة التــي تشــمل المــدارس والجامعات، ورياض الأطفــال، ابتداء من الأربعاء وحتى إشــعار آخر، إضافة إلى الاستمرار في إغلاق صالات الأفراح، ومنــع التجمعات، والإغلاق الليلي يوميــاً عند الســاعة 9 مســاء، وإغلاق الأســواق الشعبية الأســبوعي­ة، ومنع إقامة الحفلات وبيوت العزاء في الشوارع العامة. وتتابع فرق من «مباحث كورونا» في الشرطة التزام المواطنين بالقرارات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom