Al-Quds Al-Arabi

المنسق السابق للاحتلال يكشف الموقف من فوز حماس ويخالف نتنياهو ويؤيد وجود كيان سياسي للفلسطينيي­ن

- غزة ـ «القدس العربي»:

أكد مســؤول عسكري إســرائيلي غادر منصبه قبل أيام، أن فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية المقبلة ســيمنع أي عملية تواصل سياسي مع الفلسطينيي­ن.

وقال الجنــرال كميــل أبو ركن، المنســق الســابق لأعمال حكومــة الاحتلال في المناطق الفلســطين­ية، في رد على موقف إسرائيل من الانتخابات الفلســطين­ية المرتقبة «في حال جرت الانتخابات، وفازت حماس في الضفة، فمن المؤكد أننا لن نكون على تواصل مع كيان سياسي فلسطيني يضمها.»

وقــال إن هذا الوضع حصل في عام 2006 وأضاف في مقابلة أجرتها معه قناة «كان» العبرية «ســنوقف كل شيء». وكشف أنه جرى توجيه رســالة بذلك إلى الجانب الفلسطيني، مشيرا إلى قلق حكومة تل أبيب من هذا السيناريو.

جدير بالذكــر أن حكومة الاحتلال لا تــزال ترفض الطلبات التــي قدمتها الســلطة الفلســطين­ية بطرق مباشــرة وأخرى عبر وســطاء، من أجل تمكين ســكان القدس من المشــاركة في الانتخابات المقبلة تصويتا وترشيحا.

وخــال اليومــن الماضيــن طلب مجــددا من الوســطاء الأوروبيين الحديث مع إسرائيل، لدفعها باتجاه عدم إعاقة عقد الانتخابات في القدس، بناء على الاتفاقيات الموقعة التي جرى بموجبها عقد الانتخابات أعوام 1996 و2005 و2006.

وأشــار أبو ركن الذي أحيــل للتقاعد قبل أيام، في ســياق المقابلــة، إلى أن الرئيس الفلســطين­ي محمــود عباس يعتبر «شــريكا» وأنه كان يجب التعامل معه بصــورة مختلفة، وبدا في تصريحاته مخالفا لرأي حكومة إسرائيل اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو.

وقــال أبو ركن الــذي ينتمي الــى الطائفــة الدرزية خلال المقابلــة، إن الســلطة الفلســطين­ية «قادرة حاليــا بما يكفي » لضبط الأوضاع الميدانية في الضفة في حال خروج جيشــه من بعض المناطق» وأضاف «لقد أثبتوا وجودهم بشكل كاف بأنهم قادرون على التعامل مع الأمور هنا على أرض الواقع.»

وتابع: «(الرئيس عباس( أبو مازن شــريك، لقد أثبت نفسه خلال فترة من الزمن أنه ضد العنف.»

وحسب أبو ركن فإن «الحديث عن ضم المستوطنات للسيادة الإســرائي­لية، هو الذي دفع أبو مازن لتقليص التنسيق الأمني مع إسرائيل .»

وأكد في رده على السؤال عما إن كانت الأموال القطرية التي تدخل غزة لا تتســرب الى حماس «الأموال القطرية التي تدخل الى غزة لا تتسرب الى حماس».

وأضاف «لقد انشأنا آلية تعمل بدقة، ويمكنني القول بشكل قطعي انه لا يوجد تقريبا أي تسريب لحماس».

وفي تطرقــه الى خطط الضم التي تنوي حكومة إســرائيل تنفيذها في الضفة، وجرى تأجيلها، قال إنه كانت لديه مخاوف مــن أن هذا الأمر ســيؤدي الى «تصعيد وعنف» من شــأنه أن يؤدي إلى «تغيير الأوضاع في السلطة الفلسطينية».

وتطرق إلى موضــوع «حل الدولتين» وقال «المواطن العادي يحتاج الى اقتصاد وأمن، وهناك مؤشــرات أننا نتجه إلى حل الدولة الواحدة، هذا أمر ليس مبالغا به». وأشــار إلى الحاجة على المدى البعيد إلى وجود كيان سياسي للسلطة الفلسطينية. وقال إن السلطة لم تأت لتتسلم رئاسة المدن.

وأضــاف «هي في حاجــة إلى كيــان سياســي» مؤكدا أن هذا الوضع لا يمكن أن يســتمر بهذا الشــكل لفتــرة طويلة من الضبابية حول المستقبل السياسي للسلطة.

وكان بذلك يظهــر مخالفته لطريقة الحل مع الفلســطين­يين التي تتبناها القيادة السياســية في تــل أبيب، وتنفذ خطوات أحادية الجانب، جميعها تصب في اتجاه توســعة الاستيطان، وتقطيع أواصر الضفة، ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 ??  ?? الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom