موريتانيا: كوفيد يُحوّل رابع نسخ مهرجان «آردين» التقليدي إلى الافتراضي
اضطــرت إدارة مهرجان «آردين» وهو موســم موســيقي ســنوي تقيمه فنانات موريتانيا كل عام تمتعا بمعزوفــات وأغاني آلة «آردين» الموســيقية التقليدية، لنقل وقائع رابع نسخ المهرجان عبر قناة شــنقيط وعبر وســائط التواصل، وذلك بسبب ما تفرضه موجة الكوفيد 19، من منع للتجمع.
واعتــذرت إدارة المهرجــان في بيــان توصلت «القــدس العربي» بنســخة منه الإثنــن، عن هذا الإربــاك الذي حــدث والــذي ســيحرم الجمهور الموريتانــي المتلهــف لمتابعــة المهرجــان بصورة مباشــرة، مؤكدة حرصها «على الوفاء بوعدها لكل الجماهير، وحرصها أكثر على أن تلبي نداء عشــاق هذه الآلــة الموســيقية العريقة، الداعــي لأن تبقى ناصعة وأن تنال ما تستحق من الرعاية والعناية». «اليوم، يضيف البيان، ونحن على ما نحن عليه من مواجهة لجائحة كوفيد، نلفــت عناية كل جماهيرنا إلى أن النســخة الرابعة من مهرجان آردين ستكون في موعدها، وســتكون متميزة كسابقاتها، وحرصا على سلامة الجميع، والتقيد بالإجراءات الاحترازية الوقائية من جائحة كورونا، غير أنها ستكون نسخة افتراضيــة، ولكن ســتصل كل بيــت موريتاني في الداخــل والخارج». «ونحن جــد حريصين، يضيف المنظمون، على أن تكون ســهرات المهرجان فســحة للترويح عن كافــة المواطنين والمتابعين، وأن تخفف من أعبــاء الظرفية الخاصــة الحاليــة التي تمتاز بالصعوبة».
وزاد البيان «ســيكون ولأول مرة بمقدور جمهور مهرجــان آردين فــي كل نقطة من العالــم، متابعة ســهراتنا بأدق تفاصيلها فــي آن واحد، ولن ندخر جهــدا في أن تصل الصورة بأبهــى حلة، وفي أجمل رونــق» مضيفا «أن نســخة المهرجــان الافتراضية ســتكون مليئة بالمفاجئــات، وســيتابع الجمهور عزفا على آلة الآردين، وغنــاء لوجوه فنية يترقبها الجمهــور بشــغف كبيــر، وســتكون كل محطات المهرجــان تنقل بشــكل مباشــر عبر قناة شــنقيط الفضائية، وعبر صفحة المهرجان على موقع الفيس بوك». يذكر «أن آلة «آردين» هي آلة موسيقية خاصّة بالفنانــات الموريتانيــات وقد ظلــت صوتا لهموم الشعب الموريتاني، وذاكرة للحرب والسلام، تحمل مشاعر السعادة والحزن والانتصار والانكسار».
وتُعَدّ الموســيقى الموريتانيــة المعروفة محليا ب «الهول» مزيجــاً من الموســيقى الإفريقية والعربية والأندلســية والصنهاجيــة والإســامية، متداخل بعضهــا مع بعض علــى مرّ التاريخ فــي هذه البلاد
لتشــكِّل هُويّتهــا الخاصــة». وتُعتبــر آردين الآلة الموسيقية الأغنى وتريّاً، ويشكّل عزفها تحدّياً كبيراً، فهي فــي حاجة إلى الخبــرة الكافية لاســتخدامها واستنطاق جميع أوتارها الطربية العذبة، وتتكون هذه الآلة من قدح كبير يُصنع من الخشــب، وتركَّب به عصاً طويلة أفقية، ويُقسَم القدح إلى نصفين، ثم تُشَــدّ الأوتار بين العود والقدح عــن طريق مفاتيح تُرَكَّب بالعمود لضبط الصوت والتنقل بين المقامات، ويغطَّى القــدح الدائري بالجلد ليُســتخدم كطبل، فتغنــي الفنانة وتعزف الأوتــار وتضرب الدف في نفس الوقت».
وتُصنَــع آلــة آرديــن محلِّيّــاً على يــد الصناع التقليديــن الموريتانيــن وكانــت أوتارهــا قديماً تؤخذ من ذيل الخيل قبل اكتشــاف ووصول الأوتار الموسيقية المعروفة اليوم».
وتقديراً لهذه الآلة الموســيقية الضاربة في عمق التاريخ والأصالة الموريتانية، أطلق بعض الفنانات والنشطاء مهرجاناً سنويّاً خاصّاً بهذه الآلة، يستمرّ عدة أيام وســط عزفهــا والإبداع في اســتخدامها. ويقــول القائمــون على هــذا المهرجان الســنوي الموسيقي «إنهم يسعون للتعريف بآلة آردين ونفض الغبار عنها، وإعطائها المكانة اللائقة بها، باعتبارها آلة لها تاريخها في الثقافة الموسيقية الموريتانية».