Al-Quds Al-Arabi

...و«التايمز»: لا أدلة واضحة... والمعتقلون ضحايا «انقلاب» غير موجود

-

نشــرت صحيفة «التايمــز» البريطانية تقريراً أعده ريتشــارد سبنســر وجســار الطاهــات عــن أحــداث الأردن وبعنــوان «كيف دخلت العائلــة المالكة في حرب مع نفسها». وقالا فيه إن ياسر المجالي، العقيد المتقاعد والسكرتير الشخصي لأخي الملك وأبــن عشــيرة معروفــة، كان فــي داخل المؤسســة في الأردن أكثر مــن غيره، لكن هذا لم ينفعه عندمــا طرق الأمن على بابه. ويقول أخــوه عبد الله «وصلت عشــرون أو ثلاثون ســيارة وفيها عــدد من الرجال المقنعين والمســلحي­ن» و«دقــوا على الباب وســألوا عنــه». وجــرت حــول العاصمة المعروفــة بهدوئهــا مقارنة مــع العواصم الأخــرى اعتقالات مماثلة وبحلول غســق 3 نيســان/إبريل اعتقل 16 شــخصاً بارزاً ووضع الأخ غير الشــقيق للملــك عبد الله الثاني تحت الإقامة الجبرية.

وقــال مســاعدو الملك إن التحــرك جاء بناء على مؤامــرة غير محددة ضد الدولة. وبعد عشــرة أيــام لم تقــدم الدولة ولا أي دليل عــن المؤامرة وباتت عائلات ومحامو المعتقلين يقولون إنهــم «ضحايا» انقلاب. وقــال عاصــم العمــري، المحامــي الــذي اتصلــت به ســت عائــات مــن المعتقلين، وكلهم رجال أعمال ومســؤولون وزعماء عشــائر «نتعامــل مع هــذا على أنــه تغيب قســري». وقــال المحامــي زيــاد المجالــي «حتــى الآن ليــس لدينــا أدلــة واضحة أو بيانــات عن مكان وجــود الرجال ومن هو الجهاز الرســمي الذي تولــى التحقيقات. ومعظــم المعتقلين هم من ضبــاط الجيش السابقين ولم نستطع معرفة أي شيء عن إجراءات التحقيق».

وتعلــق الصحيفة أن قوة العائلة المالكة وميولهــا الغربيــة إلى جانب المؤسســات شــبه الديمقراطي­ــة يجعلهــا المفضلة لدى الولايــات المتحــدة وبريطانيــ­ا والــدول الأوروبية. وخــال مئة عام على وجودها

لم تشــهد ولا ثورة، حيــث احتفلت بمرور قــرن على ولادتهــا هذا الأســبوع. ويعتبر الملك عبد الله الثاني حفيداً للمؤسس الملك عبد الله الأول، الــذي وضعه البريطانيو­ن على العــرش بعــد تقســيمهم إرث الدولة العثمانيــ­ة نهايــة الحرب العالميــة الأولى. ويحكــم دون معارضة في معظم الأحيان، وهو أمر نادر لملك عربي، ويساعده برلمان منتخــب، إلا أن حملة القمع في الأســبوع الماضــي طرحــت أســئلة حــول الســماح

بالمعارضة أو اســتمراري­ة حكــم ظل يقوم على تسوية بين الاســتبدا­د والديمقراط­ية الكاملــة، في عالم تتصاعد فيه الحكومات الشمولية.

وهبط مستوى الأردن في مجال حقوق الإنســان بالقوائــم التي أعدتهــا منظمات مثل فريدم هاوس، ومراسلون بلا حدود. وخفضت منظمة «فريدم هاوس» مستوى الأردن مــن «حر جزئياً» إلــى «ليس حراً.» ففــي الصيــف الماضــي، ردت الحكومــة بقسوة على إضرابات واحتجاجات حول الظروف الاقتصادية ورواتب المعلمين، مع أن هذه القسوة لا تقاس مع جيران الأردن في الســعودية والعراق وسوريا. وعندما أعلنت الدولــة أن المعتقلين لهم صلات مع جهات خارجية تريد تهديد أمن واستقرار البلد، فهــم الكثيرون أن المقصود منها هي إســرائيل والســعودي­ة والإمارات العربية المتحــدة والتي عملــت مع دونالــد ترامب علــى خطة للســام أثارت قلــق الملك. فقد حملــت الخطة حلاً مفضلاً لإســرائيل مما أثــار مخاوف من موجة لجــوء جديدة من الأراضــي الفلســطين­ية إلــى الأردن، ممــا ســيزيد من مصاعب البلــد الذي عانى من آثار الحرب الأهلية السورية وتدفق مئات الآلاف من اللاجئين.

ويفتقر الأردن للمصادر الطبيعية وظل يعتمد علــى مســاعدة دول الخليج، لكنها نضبــت فــي الفتــرة الأخيــرة، وبخاصة من الســعودية. وزاد مــن التكهنات حول دور ســعودي اعتقال باســم عــوض الله، رجل الأعمال الثري الذي عمل مستشــاراً للملــك ويعمل الآن مستشــاراً لولي العهد الســعودي محمــد بن ســلمان. لكــن دور الريــاض يظــل فــي إطــار النظريــة، فقــد بــادر الملك ســلمان وابنه إلــى التعبير عن الدعــم فــي أعقــاب «الانقلاب» الفاشــل، وهي نظرية أضعفتهــا دائرة الملك. وأخبر رئيــس الوزراء بشــر الخصاونة، جلســة مغلقــة فــي البرلمــان يــوم الإثنين إنــه لم تكن هنــاك محاولة للإطاحــة بالملك ولكن محاولة لزعزعة استقرار البلد. وهو ما بدا للمراقبين أن الهــدف الحقيقي كان النجم الصاعد لأخــي الملك، ولي العهد الســابق الأمير حمزة، 41 عاماً. ولكن التحرك ضده لم ينجــح، بعدمــا ســرّب أشــرطة فيديو تحدث فيها عن الأوامر التي تلقاها بالبقاء فــي البيــت وعــدم التدخــل بالسياســة. وقاد هذا لتـــعاطف مع الأميـر لم يتـوقعه القصـر.

ويقول عامر السبايلة، المحلل السياسي إن الملــك لم يعد أمامــه الآن إلا الضغط في اتجــاه الإصلاح الاقتصادي والسياســي بدلاً من العكس. وسواء قرر السير في هذا الطريــق أم لا، إلا أن تجربــة الربيع العربي ســابقة لا تســاعد في هذا، ويظــل مصير المعتقلين الـ 16 إشارة لمسار الملك. وطالبت رمــوز قريبة مــن الملك أن يبعــد الخلافات العائليــة عــن الــرأي العام. ويقــول رضا البطوش، رئيس الاســتخبا­رات العسكرية الســابق «انتهــى الموضوع بســبب حكمة جلالة الملك». وظهــر الأمير مع أخيه وعمه يــوم الأحد في مناســبات المئويــة الأولى على تأســيس المملكة. وقــال البطوش إن «الأميــر حمــزة لن ينقلــب أبداً ضــد أخيه الملــك، ويجب احترام جهــوده للتقرب من النــاس واســتهداف جهود الأميــر حمزة غير مقبول .»

• خلال مئة عام على وجود الأردن لم تشهد ولا ثورة، حيث تحتفل بمرور قرن على ولادتها هذا الأسبوع. ويعتبر الملك عبد الله الثاني حفيداً للمؤسس الملك عبد الله الأول، الذي وضعه البريطانيو­ن على العرش بعد تقسيمهم إرث الدولة العثمانية نهاية الحرب العالمية الأولى

 ??  ?? عبد الله الأول ملك شرق الأردن )وسط( يتحدث مع قادة عرب بعد مؤتمر عمان )صورة أرشيفية تم نشرها في 10 مايو/أيار 1948)
عبد الله الأول ملك شرق الأردن )وسط( يتحدث مع قادة عرب بعد مؤتمر عمان )صورة أرشيفية تم نشرها في 10 مايو/أيار 1948)

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom