Al-Quds Al-Arabi

ليبيا: حفتر يضع الحل العسكري كبديل مجددا

طائرتان مصريتان تحملان أسلحة هبطتا في سبها وتحليق طيران حربي تابع لمرتزقة في أجواء الجفرة

- طرابلس-«القدس العربي» من نسرين سليمان:

جــدل أثارتــه جمهورية مصــر العربيــة عقب إرســالها لطائرتي شحن عسكرية إلى قلب الجنوب الليبي، تقول أنهمــا محملتان ببضائع طبية لمجابهة كورونــا، وأن العملية تمت بتنســيق مباشــر بين السيسي واللواء المتقاعد خليفة حفتر ، رغم وجود حكومــة وحدة وطنيــة تســتطيع أن تتعامل معها بشكل رسمي.

محللون رأو أن توقيت إرســال الشحنة، ومكان وصولها، وآليــة جلبها.. كل تلك الأمور تثير الريبة، وتدفــع لتســاؤلات عديــدة، فكيف للسيســي أن يتجاوز حكومة وحدة وطنيــة يدعمها العالم أجمع وهو نفسه، ليرســل طائرات بالتنسيق مع حفتر ؟! في انتهاك صريح للسيادة الليبية.

المراقبون للمشهد أجمعو أن مثل هذه المساعدات لا بد أن تمر من قنوات معينة، وبالتعاون مع عدد من الوزارات الرسمية والمعترف بها من قبل العالم ، وأن الألية التي أتبعت فيما ســبق بين مصر وحفتر يجب أن تلغى حاليا وأن تتم كل التعاملات بشــكل رسمي ومباشر .

وبالإضافة إلى هذه الشحنة ، فاللجنة العسكرية المشتركة 5+5 ، ورغم إتمام اللجنة الخاصة بالمنطقة الغربية لمهامها المناطة بها ، والمتمثلة في نزع الألغام

من المنطقــة وتهيئة الطريق الســاحلي لفتحه بعد ســنوات من الإغلاق نظرا للحروب ، لا زال الطرف الأخر يماطل واضعــا حججا غيــر منطقية رغم ما احرز ما تقدم في هذا الجانب .

الناطق باســم غرفــة عمليات ســرت والجفرة الهــادي دراه ، أكــد في تصريح خــاص لـ«القدس العربي» أن الطائرتــا­ن المصريتان التان هبطتا في مطار ســبها جُل حمولتها أسلحة وذخائر ، موضحا أن الاســلحة مخبأة وراء الادوية الظاهرة في صور الطائرة .

وقــال دراه: "الطيــران المصــري 130- ذو المحركات الكبيــرة هبطت منه طائرتــان في مطار سبها لجلب الأســلحة والذخائر تحت ذريعة جلبها أدوية". وأوضح أنه بالفعل "هناك مجموعة بسيطة من الأدوية على متن الطائرتين، ولكن أغلب الحمولة كانت أسلحة وذخائر".

الباحث فــي المعهد الألماني ولفرام لاتشــر ، قال في تغريدة له أن هبوط طائرتي شــحن عسكريتين مصريتين في ســبها أمر مثير، في توقيت حســاس، حتى وإن زعمت وســائل الإعلام الموالية لحفتر أنها تحمل مساعدات، ويظهر أن حفتر يتصرف كما لو أن حكومة الوحدة الوطنية غير موجودة.

المكتب الإعلامي لعملية بركان الغضب أكد بشكل متكــرر أن عمليــة حفر الخنــادق من قبــل مرتزقة الفاغنر لازالت مســتمرة حتى يومنا هذا فضلا عن توافد المرتزقة واســتمرار تواجد الألغام الموضوعة

لأجل الحرب مــا أثار العديد من التســاؤلا­ت حول رغبة حفتر في اشــعال حرب جديدة حال فشله في مشــروعه الانتخابي. كما أن الاتفــاق الذي أبرمته اللجنة العســكرية القاضــي بوقف اطــاق النار بشــكل نهائي ، نقض لمرات عديدة أخرها الاربعاء ، حيث رُصدت في سماء الجفرة عملية تحليق لطيران حربي لمرتزقة فاغنر الداعمين لحفتر.

وفــي تصريــح لـ«القدس العربــي» مع محمد الترجمان عضو اللجنة الفنية باللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 ، أكد أن اللجنة قدمت تقريرا مفصلا حــول جاهزيــة الطريق الســاحلي الذي كان مقفلا لأجــل الحرب ، للفتــح ، ولكن المماطلة تكمن في التنفيــذ من قبل الطــرف الموالي ، دون معرفة الأســباب . وأضاف الترجمان ، أن اشتراط خروج المرتزقة أمر صعب مــن نواح عدة ، موضحا أن المماطلــة في تنفيذ الاتفاقات هي اشــارة لخدمة أطــراف بحد ذاتهــا ، وأن خــروج المرتزقة مرتبط باتفاقات على مستوى الدولة ، وقرارات حازمة .

الخبير العسكري والاســترا­تيجي الليبي عادل عبــد الكافــي رأى أن التأخيــر في تكليــف وزير للدفاع والاحتفاظ وتقويض حقيبة ســيادية هامة وبالأخص في هذه المرحلــة تكرار لأخطاء الحكومة السابقة.

وأضاف أن حكومة الوحدة الوطنية تســعي ان تكــون حكومة مهادنة لا تتصــدر للملفات المصيرية الشــائكة كملــف حفتــر وجرائم الحــرب وملف المرتزقة الفاغنر ويبقي الوضع علي ما هو عليه الي الانتخابات.

وطالب عبد الكافي الرئاســي والحكومة ان تعي لهــذه التغيرات وان تقــوم بدور فعال لاســتقرار البلاد فتجاهل انحرافات حفتر يمهد وينظف طريقه ويلبسه الزي النظيف الى الانتخابات ...

وختم أن تجاهل مجموعة 5+5 التابعين للحكومة وصمت القائــد الأعلى ) المنفــى ( ورئيس الوزراء الدبيبة المحتفظ بحقيبــة الدفاع عن خروقات حفتر ســيدفعه إلى التمادى طالما أن هــؤلاء صامتين ولم يصعدوا الأمــر وبالأخص مع الدول التى ألحت على الإبقاء عليــه حتى يتم ترتيــب الاوراق تخوفا من حدوث انفلات أمنى للمنطقة الشرقية .

موضحا أن من الواجــب على لجنة 5+5 التابعة للمنطقــة الغربية وايقــاف المفاوضــا­ت اعتراضا علــى مناورات حفتــر بالذخيرة الحيــة فى عملية اســتفزازي­ة واضحة للقائد الاعلــى ووزير الدفاع وللقوات المتمركــة فى خط التمــاس وللجنة التى يقوضها خروقات حفتر والمرتزقة الفاغنر المستمرة رحلات طيرانهم الى قاعدة القرضابية .

ومع تمثيل كافــة الدول لدعمهــا لحكومة الوحدة الوطنية ، واستمرار قوة حفتر ونفوذه على جزء كبير من الدولة الليبية ، وتجاهــل رئيس الحكومة لمنصب وزيــر الدفاع والقائد الأعلى ، ســيظل الإرباك ســيد الموقف ، وخاصة في ما يتعلق بعلاقة الحكومة الليبية مع مصر التي أكدت مرارا على دعمها لها .

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom