العاهل المغربي يطلق ورشة لتعميم استفادة المواطنين من الحماية الاجتماعية
أشــرف العاهــل المغربي محمــد الســادس، أول أمس الأربعاء، على إطلاق مشــروع تعميــم "الحماية الاجتماعية" الــذي ينتظر أن ينعكس بشــكل إيجابي على الأُجَراء، كما سيســاهم في تحسين ظروف عيش المواطنين المغاربة.
وسيســتفيد من هذا الورشــة الملكيــة الفلاحون وحرفيــو ومهنيــو الصناعــة التقليديــة والتجــار، والمهنيون ومقدّمو الخدمات المستقلون، الخاضعون لنظــام المســاهمة المهنية الموحدة ولنظــام المقاول الذاتــي أو لنظــام المحاســبة، ليشــمل فــي مرحلة ثانية فئات أخرى، فــي أفق التَّعميــم الفعلي للحماية الاجتماعيــة لفائدة كل المغاربة. ويتعلــق الأمر بداية بتعميم التأمين الإجباري الأساســي عن المرض خلال ســنتي 2021 و2022، وذلك بتوســيع الاســتفادة من هــذا التأمين ليشــمل الفئات المعوزة المســتفيدة من نظام المســاعدة الطبيــة، وفئات المهنييــن والعمال المستقلين والأشــخاص غير الأجراء الذين يمارسون نشاطاً خاصاً، حيث سيتمكَّن 22 مليون مستفيد إضافي من هذا التأمين الذي يُغطِّــي تكاليف العلاج والأدوية والاستشــفاء. وفــي مرحل تاليــة، ســيجري تعميم التعويضــات العائلية خلال ســنتي 2023 و2024، من خلال تمكين الأسر التي لا تستفيد من هذه التعويضات من الاســتفادة، من تعويضات للحمايــة من المخاطر المرتبطة بالطفولة أو من تعويضات جزافية.
على أن يتم توســيع قاعدة المنخرطيــن في أنظمة التقاعد سنة 2025، لتشمل الأشخاص الذين يمارسون عملاً ولا يستفيدون من أي معاش، من خلال تنزيل نظام المعاشات الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يزاولون نشاطاً خاصاً، ليشمل كل الفئات المعنية.
وفي مرحلة أخيرة، ستُعمم الاستفادة من التعويض عن فقدان الشــغل سنة 2025، لتشمل كل شخص متوفر على شــغل قار، من خلال تبسيط شروط الاستفادة من هذا التعويض وتوسيع الاستفادة منه.
تعليقا على المشــروع، قال علي لطفي، الأمين العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، إن المغاربة أمام مشروع مجتمعي كبيــر وتاريخي وغير مســبوق، وذي أبعاد متعددة صحية واقتصادية واجتماعية، كما تحمل رؤية استراتيجية تستهدف العدالة الاجتماعية.
وأوضــح النقابــي المغربــي خلال حديــث جمعه بـ"القــدس العربي"، أن المشــروع بحمولته وبرامجه يعدّ بمثابــة عقد اجتماعــي جديد ســيعرفه المغرب، ومن خلاله سيتم تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليص الفــوارق الطبقيــة والاجتماعيــة، خاصــة وأن وباء "كورونا" كشف عن النواقص والاختلالات التي تعرفها الحماية الاجتماعية بالبلاد.
"عبر هذا المشــروع وأمثاله، ســنتمكن من محاربة الفقر والهشاشــة وتقليص الفوارق الطبقية في البلاد، وسيُشــكل انطلاقة مميــزة إذا ما اســتمرت الحكومة المغربية في المتابعة والتنفيذ"، يقول المتحدث.
ولفت لطفي إلى ضرورة القيــام بإجراءات مواكبة، عبر توحيد صناديق التقاعد والتأمين ضماناً للحَوْكَمة الجيــدة ومحاربــة الاختــالات والفســاد، وإصلاح المنظومة الصحية، بعيداً عن المستشــفيات المهترئة ونقص الكوادر الصحية، عبر تمويــل القطاع الصحي وتوظيف أعداد أكبر من الممرضين والأطباء وتشجيع الاســتثمار في قطــاع الصحة ودعم تكويــن العاملين
بالقطاع الصحي.
وقــال محمد بنشــعبون، وزير الاقتصــاد والمالية وإصــاح الإدارة، إن هذا المشــروع المجتمعي، الذي يحظــى بمتابعة واهتمــام خاصين من طــرف العاهل المغربي "يُشــكل ثورة اجتماعية حقيقية، لما سيكون له من آثار مباشرة وملموسة في تحسين ظروف عيش المواطنين، وصيانــة كرامة جميع المغاربة، وتحصين الفئات الهشة، لاسيما في سياق ما أصبح يعرفه العالم من تقلبات اقتصادية ومخاطر صحية".
وأبــرز خلال حفل إطــاق المشــروع أن تنفيذ هذا المشــروع المجتمعي الهام، يمثل رافعة لإدماج القطاع غيــر المهيكل في نســيج الاقتصاد الوطنــي، بما يوفر الحماية للطبقــة العاملة ويصون حقوقهــا، ومنعطفاً حاســماً في مســار تحقيق التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية والمجالية.
إلى ذلك، تــرأس العاهل المغربي محمد الســادس، توقيع ثلاث اتفاقيــات تهم تعميــم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض الخاص بفئات المهنيين والعمال المســتقلين والأشــخاص غير الأجراء الذين يزاولون نشــاطاً خاصاً، يتعلق أولها بتعميم التأمين الإجباري الأساســي عن المرض لفائــدة التجــار، والحرفيين، والمهنيين، ومقدمي الخدمات المســتقلين الخاضعين لنظام المســاهمة المهنية الموحــدة أو لنظام المقاول الذاتي أو لنظام المحاســبة، والذي يهــم ما يفوق 800 ألف منخرط.
أمــا الاتفاقية الإطــار الثانية فتخص تعميــم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض لفائدة الحرفيين ومهنيي الصناعــة التقليديــة، والذين يصل عددهــم إلى حوالي 500 ألف منخرط، وتهم الثالثــة تعميم التأمين الإجباري الأساســي عن المــرض لفائدة الفلاحيــن، والذين يبلغ عددهمحوالي مليونمنخرط.