Al-Quds Al-Arabi

القدوة يدخل غزة عبر «بوابة» مروان البرغوثي ويناور من جديد لفتح أبواب أوصدها بيده

- غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور:

يبحــث ناصر القــدوة القيــادي المفصول من حركــة فتح، ورئيس قائمــة «الحرية» عن موطئ قدم في غزة، من بوابة مروان البرغوثي، الأســير في سجون الاحتلال، وشريكه في القائمة، بعدما خســر عددا من معاونيه في القطاع، وفشــل في كسب ودّ السكان، الذين رفعوا قبل وصوله الكرت الأحمر بوجهه، رفضا لتصريحات سابقة له، أساء فيها للتنظيمات الإسلامية.

وبعــد تصريحات عديــدة غيــر موفقة تجاه قطــاع غزة أطلقهــا القدوة بعد إعلانه الترشــح للانتخابات البرلمانية، وصــل إليه على أمل لملمة أصوات انتخابية منه، بما يشير إلى أن الرجل لم يستطع فعل ذلك في الضفة الغربية.

وفي غــزة، التي وصلها عن طريــق معبر رفح البري، الفاصل عن مصر، حاول القدوة اســتمالة الناخبين فــي بداية وصوله، عــن طريق مروان البرغوثي الأسير في ســجون الاحتلال، الذي لا يزال يحتفظ بمقعده في اللجنــة المركزية لحركة فتح، بالقول إن مروان هو مرشح قائمة «الحرية» للانتخابات الرئاسية.

ويتوقــع أن يكــون مــروان البرغوثي عنوان حديث القدوة في لقاءاته في غزة، خاصة وأنه لا يملك أي شعبية ولا قاعدة جماهيرية، كالتي يتمتع بها مروان.

وهنا يتردد أن القدوة سيمكث في القطاع لوقت ليس بالقصير، يعقد خلاله سلسلة اجتماعات مع مساعديه، ومع قطاعات فلسطينية متعددة، فيما لم تعلــن حركة حماس إن كان الرجل ســيحظى باســتقبال قيادتها فــي غزة، بعــد أن وجه إليها انتقادات حادة، ولم يخف علانية عداءه للحركات الإســامية، إذ لم يجد تراجعه عن التصريحات نفعا، خاصة وأنها جاءت من شــركائه في القائمة «أنصار مروان .»

لكن الرجل قال وفق ما نقــل عنه عند وصوله القطاع، إنه ســيلتقي مع قيادات حماس والجهاد والشعبية والديمقراط­ية وكل من رغب بلقائه.

والقدوة الذي لم يعتد طــوال الفترة الماضية، التي ســيطرت فيها حماس على قطاع غزة، على زيــارة القطــاع، والاســتما­ع إلى مشــاكل أهله، والمســاعد­ة في حل مشــاكلهم، رغــم أن غزة هي مسقط رأسه، قال في بداية تحركاته الدعائية، إنه ســيطلع خلال زيارته لغزة على مشاكل المواطنين ومواقفهم من الانتخابات.

وطالــب بإجــراء الانتخابات العامــة كأداة للتغيير الديمقراطي، وبما يعكس إرادة الشــعب في إحــداث تغيير كبير فــي النظام السياســي الفلســطين­ي. وقال أيضا إن هناك «حملة تشويه وملاحقة» يتعرض لها منذ الإعلان عن القائمة.

وحســب المعلومــا­ت المتوفــرة، فــإن القدوة ســيلتقي وجاهيا في بداية الزيارة وعلى انفراد مع فريقه التابــع لـ «الملتقى الديمقراطي الوطني» الذي عمل على تأسيســه، ومن ثم يلتقي بأنصار البرغوثــي في غــزة، كما يعقد أيضــا لقاءات مع مرشــحي قائمة «حرية» رغم أنهم يحتلون مواقع غيــر متقدمة فــي القائمة، وذلك مــن أجل وضع الخطط اللازمة للحملة الانتخابية.

ويــردد مؤيدوه أنــه ربما يمكث حتــى بداية انطــاق الداعية الانتخابية، على أمل أن يحشــد مؤيدين له في غزة، بعد أن تراجع عن تصريحاته الأخيرة ضد «الحركات الإسلامية» التي وصفها بـ «الإسلاموية السياسية».

وســيحاول خلال الزيــارة أيضــا، أن يصلح الخلافات التي وقعت بينــه وبين الكثير من أفراد فريقه في القطاع، بعد أن تخلــى عن الكثير منهم في القائمة، عندما أذعن لمطالب أنصار البرغوثي، ووضع أعضاء من فريقه الرئيس في ذيل القائمة، مقابل حصول أنصار مروان على المواقع المتقدمة، ودفــع ذلك بمؤيديه إلى الاســتقال­ة مــن الملتقى، ورفض ترشحهم.

وكانت وكالــة «ســوا» المحلية قــد نقلت عن نور عــودة، الناطــق باســم «الملتقــى الوطني الديمقراطي» قولها حين جرى الاستفسار منها عن

إمكانية لقاء القدوة بقيــادة حماس في غزة «إن أجندة القدوة وطنية، وتأتــي في أي إطار يخدم المصلحة الوطنية، ومن المبكر الحديث عن مخطط الزيارة».

وكان القدوة قــد أعلن قبل أيام أنه ســيذهب إلى قطــاع غزة، كونه يمثل جزءا من أجندته وأنه سيتحدث هناك مع الجميع.

ورغم اعتــراض القدوة قبــل فصله من حركة فتح، علــى الدخــول بقائمة مشــتركة مع حركة حماس فــي الانتخابــ­ات، ومهاجمتــه الحركات الإســامية، إلا أن الحركة التي تحكم قطاع غزة، لم تمنع قدومه، للعمل في غزة في إطار التحشــيد لقائمته.

وتــدرك حمــاس جيدا أن اســتمرار ترشــح القدوة، رغم خلافه السياســي معها، لا يخسرها انتخابيا، بقدر ما يؤثــر على حركة فتح، المنافس الأساســي في الانتخابات، كونــه كان قبل فترة عضوا في الحركة، ومن شــأن تحالفه مع عدد من أنصار البرغوثي أن يســتحوذ على بعض مؤيدي الحركة ومناصريها، دون أن يمس بقاعدة حماس الصلبة، ولا مؤيديها.

وكانت «القدس العربي» قد كشــفت عن وجود خلافــات كبيرة فــي قائمة «حرية» المشــكلة من بعض أنصار الأســير البرغوثي والقدرة، وصلت لحد توجيه انتقادات حادة للأخير، على خلفية ما أدلى به مؤخرا من تصريحات هزت صورة القائمة بشكل كبير في غزة.

وكانــت تلك التصريحــا­ت ضد مــا وصفه بـ «الإسلام السياسي» لاقت انتقادات شديدة «غير معلنة» من حلفائه )أنصار فريق البرغوثي( كونه يمثل رأس القائمة التي يشــاركون فيها، اضطرت فريق مروان للطلب مــن القدوة عدم الحديث عن أي أفكار سياســية مجددا لوســائل الإعلام، قبل الاتفاق معهم عليها.

وخرج القدوة في مقابلة تلفزيونية قال فيها إن له مشكلة مع الإسلام السياســي أو ما وصفها بـ «الإسلاموية السياسية» وقال قبل أن يتراجع بعد أن قوبلت تلك التصريحات بانتقادات من حلفائه

ومــن حركتي حمــاس والجهــاد إن تصريحاته حرّفت.

ووقتها قال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس ردا على القــدوة «هذه تصريحات أراد منها القدوة أن يقدّم أوراق اعتماده لدى قادة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، في ســياق طموح القدوة لوراثة محمود عباس.»

واعتبــر القيادي في الجهاد الإســامي داوود شــهاب تصريحات القدوة بأنها تمثل «ســقوطا وانكشافا لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافــا­ت الداخلية بدلاً من توحيد الصف بمشــروع التحريــر واســتعادة الأرض من الاحتــال». وأكد أنها «تصريحــات تعبر عن الاغتراب الوطني والسياسي وعدم الفهم لطبيعة

وأولويات المشروع الوطني».

وكان مواطنون من غزة وإعلاميون قد شــنوا هجوما شــديدا على القدوة على مواقع التواصل، وكتب الإعلامي إســام بدر «الشعب الفلسطيني إســامي مش بــس الحركة الإســامية يا ناصر القدوة.. القدوة يبدأ الدعاية الانتخابية بتسجيل هدفين في مرماه».

 ??  ?? ناصر القدوة
ناصر القدوة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom