Al-Quds Al-Arabi

أنباء عن مفاوضات إيجابية في فيينا واستياء إيراني من الموقف الأوروبي «الضعيف» حيال هجوم «نطنز»

- لندن-«القدس العربي»- وكالات

انتهــت المفاوضــا­ت الهادفة لإنقــاذ الاتفاق الدولي حــول الملف النووي الإيرانــي في فيينا الخميس وســط «انطباع عام إيجابي» حسب ما أعلنت روسيا بعد أيام من التصعيد، وفيما تستعد إيران لتخصيــب اليورانيوم بنســبة تصل إلى 60٪. واجتمعت أطراف الاتفاق )ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروســيا وإيران( على مدى ساعتين قبل استئناف المحادثات التقنية. وأشار السفير الروسي لدى النمسا ميخائيل أوليانوف، في تغريدة، إلى «انطبــاع عام إيجابي» قائلاً إن الاجتماع «انتهى» وســيتبعه «عدد من اللقاءات غير الرسمية .»

ظريف يؤكد جدية طهران

وقال منســق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا، في تغريدة: «نحــن مســرورون لرؤية الجميع يعودون إلى فيينا، وهــم جاهزون لإحراز تقدم في المفاوضات رغم الأحــداث الصعبة في الأيام الماضيــة». وفي الأيــام الماضية، عبــرت الدول الغربيــة عــن خيبة أملهــا إثر قرار إيــران بدء التخصيب بنســبة 60٪. وأكد الناطق باســم الاتحاد الأوروبي بيتر ســتانو: «هــذا أمر مقلق للغاية مــن وجهة نظر منع انتشــار الأســلحة النوويــة» مذكراً بأنه «ليس هناك أي مبرر مدني معقول لإجراء كهذا .»

وأشار دبلوماســي رفيع إلى أنه رغم الرغبة في تحقيــق تقدم فلا يمكن تجاهــل أحدث خرق مــن جانب إيران، وإنه يزيد مــن صعوبة إحراز انفراجة قبــل انتخابات الرئاســة الإيرانية في 18 يونيو/حزيــران المقبل. وقال الدبلوماسـ­ـي: «خطورة القرارات الإيرانية الأخيرة أنها أضرت

بهذه العملية وأثارت التوتر». أضاف: «ســيكون علينــا أن نرى فــي الأيام المقبلــة كيفية معالجة هذه الانتهــاك­ات مع الرغبة في المضــي قدماً في المحادثات».

وقــال وزيــر الخارجيــة الأمريكــي أنتوني بلينكن، من بروكسل مساء الأربعاء: «نأخذ هذا الإعلان الاســتفزا­زي بجدية كبيــرة». وأضاف: «يجب أن أقول لكم إن هذا الإجراء يثير تساؤلات حول جدية إيران في المحادثات النووية». وسعى الرئيــس الإيراني حســن روحاني إلــى طمأنة أوروبا والولايات المتحدة، مؤكداً أن «أنشــطتنا النووية ســلمية ولا نســعى إلى امتلاك القنبلة الذرية».

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على تويتر، إن «جدية رغبة إيران في متابعة المسار الدبلوماسي تعرضت للاختبار في الأعوام الثلاثة التي تلت انسحاب ترامب من الاتفــاق النووي». وأضــاف: «نجحت إيران في الاختبار بامتياز ببقائها فــي الاتفاق، لكن إدارة بايدن لم تبد ســوى التزامها بسياســة الضغط الأقصى لترامب».

ويشــكل التجاوز الوشــيك لعتبة 60٪ غير المســبوقة، «رداً» علــى مــا وصفته طهــران بـ «الإرهــاب النووي» الإســرائي­لي بعد انفـــجار الأحد فــي محطة التخصيب في «نطنز» حســب إيــران التي تتهم الدولة العبريــة علناً بتخريب هذا المصنع.

وفي مستهل اجتماع اللجنة المشتركة، الخميس، عبــر رئيس الوفد الإيراني عبــاس عراقجي، عن أســفه «لرد الفعل الضعيف من الدول الأوروبية» مؤكداً أن أطراف الاتفاق يجب أن «تدين بالإجماع هذا الحدث دون اعتبارات سياسية» كما جاء في بيــان. وكانت برلين وباريس ولنــدن حذرت من التصعيد «من قبل أي بلد».

وقال وانــغ تشــون، الســفير الصيني لدى الوكالة الدوليــة للطاقة الذرية، للصحافيين بعد الاجتماع: «في الوقــت الراهن أعتقد أن مجموعة العمــل النووية أكثــر تقدماً، أكثر تقدمــاً بكثير، عن المجموعة المعنيــة برفع العقوبات». وأضاف: «لذلك، يتعين في الوقت الراهن أن نبتعد عن كافة العوامل المعطلة والمضي قدماً بأسرع ما يمكن في عمل المفاوضات، لا ســيما عن طريق التركيز على رفع العقوبات .»

وكــررت إيــران الأربعــاء، أنه لوقــف هذه «الدوامة الخطرة» يجــب على الولايات المتحدة رفع العقوبــات التي فرضهــا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدما سحب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق العام 2018. وســمحت «خطة العمل المشتركة الشاملة» بتخفيف الإجراءات العقابية ضد الجمهورية الإسلامية في مقابل خفض كبير في نشــاطاتها النووية، بإشــراف الأمم المتحدة لضمان امتناعها عن الســعي لامـــتلاك قنـــبلة ذرية.

الإمارات تدعو لموقف أمريكي أقوى

وتعليقاً على المحادثات، قال ســفير الإمارات في واشــنطن إن على مفاوضي بايدن استغلال ما اكتســبته الإدارة الأمريكية الســابقة من قوة في مواجهة إيران للتوصــل لاتفاق نووي أفضل معها. وقال الســفير يوســف العتيبة، في نقاش عبــر الإنترنت مع معهــد هوفر التابــع لجامعة ســتانفورد، إن الولايات المتحدة «تجلس فعلياً في مقعد القيــادة إلى الدرجة التــي يمكنها فيها معالجــة مــا أعتقد أنــه أوجه قصــور في خطة العمل الشاملة المشتركة». وذكر أن من بين أوجه القصور في الاتفاق مدته، وعدم تطرقه لبرنامج إيــران الصاروخــي، ودعمها جماعــات تقاتل

بالوكالة عنها في المنطقة، وكذلك أنه ظل يســمح لها بتخصيب لليورانيوم. وتساءل: «لماذا يُسمح لهم بالتخصيب الذي قد يؤدي في النهاية لوجود برنامج أســلحة لديهــم، في حين أن شــركاءكم وحلفاءكم... لديهم برنامج نووي دون تخصيب ودون إعادة معالجة ؟».

ويذكر أنه دشــنت الإمــارات مفاعــاً نووياً لإنتاج الطاقة الكهربائية، كما تعتزم الســعودية إقامة مفاعــات نوويــة لتوليد الطاقــة. وقال العتيبــة: «دعونا نقــل إنكم إذا عــدتم للاتفاق النووي الإيرانــي، فما الذي يمنــع أي دولة في المنطقة مــن أن تأتي لاحقــاً للولايــات المتحدة وتقــول: أريد نفــس الاتفاق الــذي حصل عليه الإيرانيــ­ون؟» وتابــع قائلاً: «الســوابق مهمة. هناك نقاط قوة اليوم لم تكن موجودة في 2015. المنطقة تبدو مختلفــة والديناميك­يات مختلفة.» وأشــار إلى تطبيع البحرين والإمارات للعلاقات مع الكيان الصهيوني.

 ??  ?? مجموعة من المعارضة الإيرانية في فيينا في وقفة احتجاجية خارج مقر انعقاد القمة أمس ضد سلطة بلادهم
مجموعة من المعارضة الإيرانية في فيينا في وقفة احتجاجية خارج مقر انعقاد القمة أمس ضد سلطة بلادهم

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom