Al-Quds Al-Arabi

انتخابات في إثيوبيا على وقع حرب في تيغراي وشكوك في نزاهتها

-

■ أديــس أبابــا ـ أف ب:تشــهد إثيوبيا، الإثنين، انتخابات توصــف بأنها «الأكثر حرية» في تاريخها، لكنها تأتي فــي ظل حرب ومجاعة في الشمال، وشكوك جادة في نزاهتها.

وعند وصوله للســلطة، وعد رئيس الوزراء، أبيي أحمــد، بتنظيــم انتخابات تكــون الأكثر ديمقراطية في تاريخ ثاني أكبر بلد أفريقي لجهة عدد السكان، حيث لطخ القمع واتهامات التزوير سجلها الانتخابي في الماضي.

ويســعى رئيس الوزراء، الحائز جائزة نوبل للســام والذي أطلق ســراح مئــات المعتقلين السياسيين، للحصول على تفويض شعبي كبير بعد ثلاث ســنوات من إحداثــه تغييرا كبيرا في البلاد صاحبته اضطرابات عنيفة أيضا.

ووصــل القيادي الأربعيني إلى الســلطة إثر احتجاجات مناهضة للحكومة، وتمت الإشــادة ببرنامجه للإصــاح الديمقراطي والذي تضمن تعهده بإجراء أكثر انتخابات تنافسية في تاريخ البلاد.

وتأجلت الانتخابــ­ات مرتين، مرة على خلفية جائحة كورونا، والثانية لإتاحة مزيد من الوقت للجنــة الانتخابات، لكــنّ أبيي دعــا الناخبين للمشــاركة في «يوم تاريخي» فــي 21 حزيران/ يونيو.

لافتات

وفي العاصمة أديس أبابا، تزدحم الشــوارع بلافتات الحــزب الحاكم وأحزاب المعارضة، فيما عقدت الحركات السياســية من كافــة الأطياف السياســية تجمعات في اليوم الأخير للحملات الانتخابيـ­ـة الأربعاء، في مشــاهد نــادرة غير مسبوقة.

وقــال اينيــو يهوالو فــي مســيرة معارضة صاخبة في ميدان رئيســي فــي العاصمة: «في الماضي لم يكن بوسعنا فعل ذلك أبدا» وذلك على

مرأى عدد قليل من عناصر الشرطة.

لكن خــارج العاصمــة الصورة أقــل وردية في البلد الكبيــر والمتعدد العرقيــات في القرن الأفريقي الذي يعد 110 ملايين نسمة. وبالنسبة لملايين الإثيوبيين ستجرى الانتخابات في أرجاء البلاد اسميا فقط، حيث لن تجرى في نحو خمس الدوائر الانتخابية البالغ عددها 547.

وعد بعض المناطق غير آمنة لعقد الانتخابات، كونها تشــهد اضطرابات مســلحة وعنفا عرقيا تفاقــم في عهد أبيي، مع ســعي بعــض المناطق للحصول على قدر أكبر من الحريات.

وفي حالات أخــرى، لم تكن لجنة الانتخابات جاهزة، مع وجود أخطاء في الطباعة على أوراق الاقتراع، ومشــكلات لوجستية أخرى، ما يجعل إجــراء انتخابات عامة في الوقت المناســب أمرا مستحيلا.

وستعقد دورة ثانية من الاقتراع في 6 أيلول/ سبتمبر لاستيعاب العديد من الدوائر الانتخابية التي لن تشهد اقتراع الإثنين.

فظائع وجوع

لكن لم يتم تحديد موعــد لإجراء الانتخابات في إقليم تيغــراي الذي تمزقه الحــرب، أقصى شمال البلاد، حيث تقول وكالات الأمم المتحدة إن 350 ألف شــخص يواجهون المجاعة، وتم توثيق فظائع بحق السكان.

وتمثــل منطقة تيغراي 38 مقعــدا في البرلمان الوطني، لكن مصيرها السياســي يلقى اهتماما دوليا أقــل من المحنة القاســية التــي يواجهها سكانها البالغ عددهم ستة ملايين نسمة.

ويتفشــى الجوع في الإقليم بعد سبعة أشهر من إرســال أبيي لقوات فدراليــة واعدا بحملة سريعة للإطاحة بحزبها الحاكم المعارض.

وتم تكريم أبيي في الغــرب وعبر القارة، لكن سمعته كإصلاحي وصانع سلام تضررت بشدة، حتى مــع صمود إدارتــه بمواجهــة الانتقادات الدولية.

وقالــت المتحدثة باســمه بيلين ســيوم، هذا الأسبوع «لا يحتاج رئيس الوزراء ألى أن يكون محبوبــا من الغــرب أو الشــرق أو الجنوب أو الشــمال». وتابعت «يكفي أنه يدافع عن شــعب إثيوبيا وتنمية الأمة. وفــي 21 حزيران/ يونيو سيقرر شعب إثيوبيا .»

مخاوف حول المصداقية

حتى فــي المناطق التــي تجري فيهــا عملية التصويــت، تقاطــع بعــض أحــزاب المعارضة الاقتراع احتجاجا على سجن قادتها، مع مخاوف أخرى بشأن نزاهة العملية.

وقال كبيــر المحللين فــي مجموعــة الأزمات الدولية، وليام دافيسون، إن الاقتراع غير الكامل قد يســمح لأبيي وحزب الرخــاء الحاكم بالفوز بأغلبية مريحة وتشكيل حكومة.

وأضاف: «لكن في ظل هذا الســيناري­و ستظل هناك شــكوك كبيرة حــول مصداقيــة العملية في نظــر العديد من الإثيوبيــ­ن وكذلك المراقبين الدوليين».

بالنســبة لأولئــك القادريــن والراغبين في التصويت، لا تشكل المصداقية مصدر قلق.

وقالت بيثيل وولدميــكل، 37 عاما من أديس أبابا، إنها وأصدقاءها وعائلتها سيشاركون في التصويت.

وتابعت عاملة البيع بالتجزئة «آمل أن تكون الانتخابات سلمية ولا يتم تزويرها وأن يسير كل شيء بسلاسة في البلاد يوم 21 يونيو».

وســيراقب الحلفــاء الغربيــون للبــاد الانتخابــ­ات عن كثــب، مثل الولايــات المتحدة التي أعربت عن قلقها البالغ إزاء اســتبعاد مثل هذا العدد الكبير من الناخبــن من الاقتراع. كما ستراقب مصر والســودان الانتخابات باهتمام

أيضا. ويعارض البلدان ســد النهضة الإثيوبي، وهو مشــروع ضخم للطاقــة الكهرومائي­ة على النيل الأزرق ومصدر للفخر الوطني في إثيوبيا، قائلين إنه يهدد إمدادات المياه الخاصة بهما.

وتعهد أبيي بملء السد، ما أثار غضب القاهرة

أثيوبي يقرأ قائمة الأحزاب المشاركة في الانتخابات

والخرطوم. وقال الاتحاد الأوروبي في أيار/ مايو إنه لن يرســل مراقبين إلى صناديــق الاقتراع، مشــيرا إلى عدم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإثيوبية بشــأن قضايا أساسية مثل الاتصالات واستقلال المراقبين.

وســيختار الناخبون ممثليهم فــي البرلمان الوطني والبرلمانا­ت الإقليمية.

وينتخــب نــواب البرلمــان الوطنــي رئيس الوزراء، وهو رئيس الســلطة التنفيذية، وكذلك الرئيس، وهو منصب شرفي إلى حد كبير.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom