Al-Quds Al-Arabi

... و«دايلي تلغراف» عن أحمدي نجاد: لن أصوت في الانتخابات ونتيجتها حكومة ضعيفة تقوض إيران عالمياً

-

قال الرئيس الإيراني الســابق محمــود أحمدي نجاد «لن أصوت» في الانتخابات الرئاســية الأكثر تشــدداً في تاريخ إيران. وفي تصريحــات لصحيفة «دايلي تلغراف» نقلها عنه رولانــد أوليفانت قال فيها إن الانتخابات تفتقد المصداقية وســتضعف إيران. ومنع الرئيس الســابق من المشاركة في السباق الرئاسي بعدما رفضت مجلس صيانة الدستور طلبه وعدد آخر من الرموز المهمة.

وحذر نجــاد مــن أن انتخابــات 18 حزيران/يونيو ســتؤدي إلى حكومة بلا تفويض شعبي مما يعتبر ضربة أخرى لانتخابات تميزت بقيود مشــددة على المرشــحين. وقال نجاد الذي انتخب رئيســاً ما بــن 2005- 2013 إنه سيمارس «حقه الشخصي » والامتناع عن التصويت وسط ما وصفه حالة حرمان الناخبين. وتحدث نجاد بعد صلاته في إيمان زادة، منطقة المنسوجات في سوق طهران الكبير «لن أصوت والسبب الرئيسي هو مشاهدتي استبعاد جزء كبير من الناس .»

وقال «حكومــة ضعيفة قادمة إلى الســلطة، وحكومة ضعيفة ســتضعف وضع إيران. وستضعف الموقف المحلي وعلاقاتنا مع العالم.

وســتحول علاقاتنا مع بقية العالم ضــد إيران». ورغم استبعاده من الترشيحات مع عدد آخر إلا أنه لا يزال يحتفظ بتأثيــر دفعه إلى الســلطة فــي 2005 وتعبــر تعليقاته عن المزاج المتمرد تقريباً. وســينتخب الإيرانيون رئيساً جديداً، بعد نهاية فترة حســن روحاني الــذي يحكم منذ عام 2013. ويتوقع فوز إبراهيم رئيســي، رجل الدين المتشدد ورئيس القضاء ويعتقد الكثيرون أنه المرشــح المفضل لدى مرشــد الجمهورية آية الله علي خامنئي.

وتتوقع الاســتطلا­عات نسبة مشــاركة بـ 40% وهي أقل من نســبة 70% في انتخابــات عام 2017. وبــرر الناخبون مقاطعتهم بســبب منح الأفضلية لرئيسي وتعب الرأي العام من الطبقة السياسية. وقال رضا فتحي، 29 عاماً، الذي يعتمد في معيشــته على جذب الزبائن لمحلات السجاد في السوق «لا أنا ولا أحد من عائلتي سيصوت». وعادة ما يقوم مجلس صيانة الدستور بدراسة ملفات ترشيح المرشحين لكنه اتسم

هذه المرة بالشــدة واســتبعد معظم المرشحين الإصلاحيين ومتشــددين مثل علــي لاريجاني، رئيس البرلمان الســابق ونجاد. ومن بين سبعة مرشــحين انسحب ثلاثة بشكل ترك الساحة مفتوحة لتتويج رئيسي.

والمرشــحو­ن الباقون بالإضافة لرئيســي، هم محسن رضائي، قائد الحرس الثوري الســابق وسيد أمير حسين غازي زادة هاشم، النائب في البرلمان وعبد الناصر همتي، حاكم المصرف المركزي السابق. والنكتة المتداولة في طهران «هناك أربع حبات تفاح متعفنة فــي الصحن ونحن أحرار أيهما نختــار». ورد رجل «لمــاذا؟» و «لأي لص أصوت؟». وقالت زرفــات مرادي، 60 عامــاً، وهي أرملــة تبيع المواد المكتبية في الشــارع إنها لو صوتت فســتصوت للتغيير، مشيرة إلى أنها وابنها فقدا عملهما منذ وصول روحاني إلى الحكم.

و«يقولون إن رئيســي قدم وعوداً أحسن، وهو رئيس القضاء ويمكن أن يقدم شيئاً أحسن من الآخرين». ويعتبر همتي المنافس الأبرز لرئيســي، وهو المرشح الوحيد الذي

يمثل الجناح المعتدل في السياســة الإيرانية، ولكنه مرتبط بالبرنامج الاقتصادي للحكومة التي ستنتهي ولايتها.

وكان أهم إنجاز لروحاني هي الاتفاقية النووية في 2015 والتــي حملت معها وعــوداً اقتصادية وعلاقــات أفضل مع العالم، ولكنها انهارت بعدما أعلن دونالد ترامب عن خروجه منها في 2018 وبعد عامين واجهت إيران وباء كورونا مما زاد مصاعب جديدة لاقتصاد يعاني من التضخم العالي والفساد ومعدلات البطالة العالية.

وتحاول الســلطات إقناع الناخبين للمشــاركة، وتحفل القنوات التلفزيوني­ة بتغطية واســعة لها ووضعت ملصقات إعلانية حول العاصمة طهران، بهاشتاغ هذا صوتي وكلمات مختــارة مــن كلام خامنئي. وقــارن خامنئي مــن لا يذهب للتصويــت بالخائن. وقــال في خطاب يــوم الأربعاء: «من يحاولون تثبيط الناس عن المشاركة في الانتخابات يعملون على إضعــاف الحكومة الإســامية وتحويل لبلد لســاحة إرهابيين» ويعتقد الكثيرون أن الخطاب كان موجهاً لأحمدي نجاد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom