Al-Quds Al-Arabi

التوتر يحيط بقطاع غزة: المقاومة ترفض فرض معادلات اشتباك جديدة وقائد جيش الاحتلال يوعز بالاستعداد لكافة السيناريوه­ات

غارات على القطاع مع انطلاق مباحثات وفد أمني إسرائيلي في القاهرة

- من أشرف الهور:

تصاعد أمــس التوتر في قطاع غزة بشــكل كبير، في ظل محادثات يســتضيفها الوسطاء المصريون مــع وفد أمني إســرائيلي رفيع، في محاولــة لمنع التصعيد العســكري، بعد قصف عنيف شــنته مقاتلات حربية إسرائيلية على العديد من مواقع المقاومة في القطاع.

وفي ســاعة متأخرة من ليــل أول من أمس شــنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية على أهــداف متفرقة للمقاومة فــي قطاع غزة، اســتهدفت موقعا شــمال بلدة بيت لاهيا، ثم عــاودت قصفه بأربعــة صواريــخ بعد وقت قصير.

وهاجمت أرضا زراعية في منطقة السودانية شــمال غرب مدينة غزة، وأخرى في بلدة معن التابعــة لمدينــة خانيونس جنــوب القطاع، وشــنت غارات على موقع الإدارة المدنية شرق بلدة جباليا شــمال القطاع. ولم يسفر القصف عن إصابات، غير أنــه أحدث خرابا في المواقع المستهدفة.

وأعلــن ناطــق باســم جيــش الاحتــال عن قيــام مقاتلاتــه بمهاجمة «موقــع إطلاق صواريخ ومجمعات عســكرية في مدينة غزة وخانيونس» وقال إن الغارات جاءت ردا على إطلاق «البالونات الحارقة». وأضاف أن رئيس أركان الجيــش الإســرائي­لي أجــرى في وقت ســابق، مســاء أول من أمس، تقييما للوضع، وأوعز بـ«تعزيــز الاســتعدا­دات والجهوزية لكافة الســيناري­وهات، بما في ذلك «استئناف القتال» في غزة.

وهدد الناطق بمواصلة «تدمير قدرات وبنى عســكرية لحماس» محملا الحركة المسؤولية عما يجري في القطاع.

جــاء ذلك بعــد أن واصل نشــطاء المقاومة الشــعبية إطلاق «البالونــا­ت الحارقة» على المســتوطن­ات الإســرائي­لية القريبة من حدود غزة، ما أحدث حرائق هنــاك، في عملية بدأت يوم الثلاثاء الماضي بإعادة تنشــيط جماعات «الفعاليــا­ت الخشــنة» ردا علــى ما تســمى بـ «مسيرة الأعلام » الاستيطاني­ة.

واستمر النشطاء في هذه الفعاليات، رفضا لاستمرار تشديد إجراءات الحصار الإسرائيلي المفــروض على القطــاع، بما في ذلــك تقليص مساحة الصيد، وفرض قيود على عمل المعابر، ومنع إدخال المنحة القطرية، الخاصة بالأســر الفقيرة في غزة.

وكشــف في تل أبيب، أنه سيجري التعامل مع إطــاق «البالونات الحارقــة» من القطاع، كما عملية إطلاق الصواريــخ، من ناحية الرد العســكري بقصف مواقع المقاومة، وهو ما من شــأنه أن يدفع باتجاه تجدد موجة التصعيد العسكري من جديد، بعد توقفها قبل نحو شهر، حين أنهت إســرائيل عدوانا على غزة اســتمر

جانب من المواجهات بين الفلسطينيي­ن وقوات الاحتلال في القدس أمس 11 يوما، وأوقــع نحو 260 شــهيدا وأكثر من 5001جريح، وخلف أضرارا بالغة بتدمير آلاف الوحدات السكنية.

ووفق صحيفــة «معاريــف» العبرية فإن جيش الاحتلال ســيواصل قصــف غزة بهذه الوتيرة خلال الأيام المقبلة إذا تواصل إطلاق البالونــا­ت، وقالت إن القصــف الأخير حمل «رســالة لحركة حماس مفادها وجوب وقف إطلاق البالونات الحارقة».

لكن الصحيفة ذكــرت أن القصف «لا يعبر عن رغبة إســرائيلي­ة فــي التصعيد» وزعمت أن الجيش في هذه المرحلــة، معني بالإضرار بالبنــى التحتية للفصائل المســلحة في غزة، وليس استهداف عناصرها.

لكن فصائــل المقاومة في غــزة ترفض أي تغييــر بقواعد الاشــتباك وفــرض الاحتلال لمعادلات جديدة.

وقالــت حركة حماس على لســان الناطق

باســمها فــوزي برهــوم «قصــف الاحتلال لمواقع المقاومة ما هو إلا مشــاهد استعراضية للحكومة الجديدة من أجــل ترميم معنويات جنــوده وقادته التــي انهارت أمــام صمود وضربات المقاومة في معركة ســيف القدس» مضيفــا «أن ارتــكاب الاحتــال أيّ حماقات تستهدف شعبنا ومقاومتنا ستكون المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، له بالمرصاد دفاعا عن أهلنا وشــعبنا ومقدســاتن­ا، وهذا واجب وطني ودينــي وأخلاقي، ونحن عازمون على تأديته وانتزاع حقوق شــعبنا مهما كلفنا من ثمن».

وأشار وهو يتوعد الاحتلال إلى ان «المقاومة الباسلة هي من يحدد قواعد وطبيعة المعركة، وما معركة «سيف القدس» ببعيدة، بل ما زلنا في ظلالها، حيث ثبتنا معادلة القدس في قلب المواجهــة ولن يجد العدو مــن مقاومتنا إلا ما يســوؤه». وأكدت لجان المقاومة الشعبية أن «الغرفة المشتركة في حالة انعقاد دائم لمتابعة المســتجدا­ت وتدرس وتقيــم الموقف الميداني وســتكون لها كلمتها». وقالت «لن نســمح له باستمرار اعتداءاته وجرائمه ضد شعبنا.»

وقالــت الجبهــة الديمقراطي­ة «لن يســمح لحكومة الاحتلال بتغيير معادلة معركة ســيف القــدس». وأضافــت «الحكومة الإســرائي­لية الجديــدة برئاســة الثنائي بينيــت - لابيد، حكومــة العــدوان والتوســع الاســتيطا­ني الاســتعما­ري والضــم، تعمل كل ما بوســعها لتغيير المعادلة التي فرضها شعبنا الفلسطيني في المعركة .»

ويوم 21 من الشــهر الماضي، جرى التوصل برعاية عــدة أطراف أبرزها مصــر، إلى تهدئة أنهت الحــرب الإســرائي­لية ضد غــزة، التي استمرت 11 يوما، لكن إسرائيل منذ ذلك الوقت لم تقم بفتح كامل لمعابر غزة ولم تسمح بعودة مساحة الصيد كما كان الأمر سابقا، وهو ما أثر على الأوضاع الاقتصادية فــي القطاع، كما لم تقم بإدخال أموال المنحــة القطرية التي توزع على الأسر الفقيرة.

وتزامــن القصف مع محادثــات تجرى بين المسؤولين المصريين والإسرائيل­يين حول ملفات غزة، بما فيها التهدئة وصفقة تبادل الأسرى.

ويعمل الوسطاء المصريون على منع انهيار وقف إطلاق النار، والذهاب نحو خطوات تعزز الهدوء، وتضمن السير في باقي الملفات.

جاء ذلك في وقت كشــفت فيه تقارير عبرية أنــه تم التوصــل لآليــة تضمن نقــل الأموال القطرية عبــر الأمم المتحدة، وتشــمل توزيع هذه المنحة القطرية عبــر الأمم المتحدة وليس بإدخالها بحقائــب، إذ يتوقــع أن يتم إدخال المنحــة إلى غزة خــال الأســبوع المقبل، فيما ذكرت تقارير غيــر مؤكدة أنه ربما يتم الذهاب إلى فتح معابر غزة كما كان الوضع سابقا.

لكــن لم يصدر أي تعقيب علــى هذه الأنباء من منظمة الأمم المتحدة، أو من دولة قطر التي تقدم هذه الأموال كتبرعات لأسر غزة الفقيرة،.

وفي هــذا الســياق ذكرت وكالة «شــمس نيوز» المحلية أن فصائل المقاومة الفلســطين­ية قررت وقف إطــاق «البالونات الحارقة» نحو مستوطنات «غلاف غزة» كفترة اختبار لوعود التســهيل وإدخال البضائع ومواد الإعمار إلى القطاع.

جاء ذلك بعد أن كثفت هذه الوحدات أعمالها ونشــاطاته­ا منذ عدة أيام، وتسببت في وقوع عشــرات الحرائق في الأحراش الإســرائي­لية القريبة من حدود غزة.

وحســب موقع «واللا» العبــري الإخباري، فإن المســؤولي­ن فــي جهاز الأمن الإســرائي­لي «لم يتفاجأوا باســتمرار إطــاق البالونات، بما أن قيــادة حماس تخضــع لضغوط كبيرة منذ الحــرب الأخيرة، ولأن الوضع الاقتصادي في القطــاع يتدهور، فيما يأخــذ قادة الجيش بالحسبان أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تصعيد آخر».

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom